بعد غياب دام خمس سنوات، عاد العميد الركن حميد القشيبي إلى الواجهة مجددا، ونائب رئيس الجمهورية الفريق علي محسن صالح يقبله في رأسه وعددا من الضباط يرفعون له القبعات. و”المشهد اليمني” يرصد هذه الأحداث من خلال الاستطلاع في ثنايا السطور..
يقول الدكتور محمد علي-والاسم هنا مستعار كسائر الاسماء في الاستطلاع – أن نائب رئيس الجمهورية علي محسن صالح الأحمر كان يدرك قوة هذا الرجل وكان يعتمد عليه بشكل كبير جدا عليه حتى أن الأحمر كان يتجاوز العلاقات الرسمية العسكرية احتراما للواء القشيبي وانه كان يقبله على رأسه وبعد قتله عرف الأحمر أن ذراعه القوي في الجيش أنتهى .آ
أما العقيد الركن علي أحمد، وهو من ضباط الحرس الجمهوري وكان يعمل في الحماية الجسدية للرئيس الراحل علي عبد الله صالح، فقال أن الرئيس صالح كان يحترم القشيبي بشكل كبير حتى أنه قال بعد أنضمامه لانتفاضة الربيع العربي عام 2011م حميد القشيبي رجل دولة ولن يقف ضد الدولة.
وقال العقيد محمد أحمد، أن القشيبي عرفناه عندما كان معنا في معسكر السواد قائد بطارية كتيبة المدفعية ثم أركان الكتيبة ثم قائدها ثم أركان حرب لواء مدفعية الحرس الجمهوري اليمني كان رجل شجاع وكريم أنه بسقوطه سقطت البوابة الشمالية للعاصمة صنعاء.
وأكد المقدم أحمد حسن من أفراد اللواء “310” والذي أصيب وهو يقاتل بصفوف اللواء بقيادة القشيبي في عمران أنهم صمدوا لفترة طويلة لكن صفوف المقاتلين تأثرت وانهارت بعد استشهاد القشيبي وهو مايؤكده الجندي “مراد” والذي أصيب هو الآخر في اللواء “310” ولكنه انضم الآن إلى قوات الشرعية .
أما العقيد الركن صالح بن فهد والذي يعمل في وزارة الدفاع فيقول أن القشيبي كان آخر حصون النظام الجمهوري وآخر مسمار في نعش النظام الجمهوري وبسقوط لوائه واستشهادة بعمران استطاع النظام الكهنوتي السيطرة على مؤسسات الدولة في صنعاء .
أما الدكتور والجراح حسن مقبل، فيقول نحن نعزي أنفسنا بسقوط القشيبي ومازالت ذكرى رحيله جاثمة على صدورنا، وأكد ان الأحرار لن يتنازلوا عن النظام الجمهوري وعبر الدكتور تضامنه مع القشيبي من خلال رفضه وعدد من زملائه للعمل مع المليشيا في الجبهات، وقال عرض علينا مبالغ مالية لكننا رفضنا نشتغل في صفوف المليشيا.
وأضاف الجراح أن عدد من زملائه رفضوا أيضا العمل مع المليشيا وأكدوا تقديمهم للعناية بالمدنيين فقط وهو ما جعل المليشيا تعتمد على ممرضين للعناية بجرحاهم والذين لأتهمهم صحتهم أصلا .
ويترحم المهندس جمال علي، على العميد القشيبي والذي كان مخلصا ووفيا للقسم العسكري و لم يخن النظام الجمهوري .
وأضاف المهندس جمال أن صور العميد القشيبي مازالت تزين مجالسه وانه قام بعمل براويز لأكثر من صورة للقشيبي ويحكي لاولاده بطولات هذا الرجل العظيم .
وأوضح المهندس جمال ان أولاده الصغار يؤدون التحية العسكرية للقشيبي عند دخولهم المجلس وهو ما دفع جميع زواره بأداء التحية للقشيبي وقراءة الفاتحة على روحه الشريفة .آ
ويقول المقدم عبد الله محمد من موظفي وزارة الداخلية لقد رفنا قبعاتنا احتراما وتخليدا للعميد القشيبي هذا الرجل العظيم الذي كان يدرك خطورة المشروع الأمامي .
أما الشيخ حميد فيقول أن اللواء القشيبي لم يمت فهو حيا عند الله سبحانه وتعالى وهو شهيد وسالت عيناه بالدموع .
بدوره يرى العميد عبد القادر أحمد والذي كان يشتغل قائد كتيبة في أحد المعسكرات بمحافظه صعدة ان العميد القشيبي كان يدرك خطورة المليشيا الحوثية بعد أن أصيب أثناء مشاركته في الحروب الست بصعدة وسفيان ضد المليشيا الحوثية وهو ماجعله يستعين بالعكاز بقية حياته.
ويختم محرر ” المشهد اليمني ” بالتعريف بالعميد الركن حميد منصور القشيبي( 1940- 2014 ) قائد عسكري، يمني ولد في محافظة عمران، تخرج من الكلية الحربية عام 1977م، وتدرج في المناصب العسكرية وتولى أركان حرب اللواء السادس في القفلة بعمران ثم أركان حرب اللواء الأول مدرع ثم قائدا للواء” 310 مدرع” .
وتعرض القشيبي لمحاولة اغتيال في 31 أغسطس 2011 إثر كمين نصب له في عمران.
وقتل القشيبي في 8 يوليو 2014م على يد مليشيا الحوثي في معركة عمران 2014 بعد اقتحامهم مقر اللواء 310 مدرع الذي يقوده القشيبي.