يهود اليمن هم اليهود الذين ينحدرون من أصول يمنية. تضاربت الروايات حول قصة وجودهم، يعتقد البعض أن اليهود وصلوا إلى اليمن بعد تلقيهم أمراً من الملك سليمان للبحث عن الذهب والفضة لبناء الهيكل في عام ٩٠٠ قبل الميلاد. ومع ذلك، فوفقاً للتقاليد اليمنية، يُعتقد أن اليهود هاجروا إلى اليمن عندما سمعوا عن الدمار الوشيك للهيكل الأول والذي حدث عام ٥٨٦ قبل الميلاد. وهناك روايات تقول أن يهود اليمن هم بقايا السبئيين الذين اعتنقوا اليهودية مع الملكة بلقيس. بعض من الباحثين يعيد الوجود اليهودي في اليمن للقرن السادس قبل الميلاد ويرجحون أن أول وجود لهم كان في شرق اليمن في حضرموت تحديداً. وعلى الرغم من الخلاف حول تاريخ وصول اليهود إلى اليمن، ليس هناك شك حول تاريخهم الطويل الغني.
يصنف الباحثون يهود اليمن ضمن طائفة المزراحيم والبعض يجعلهم من السفارديم،ومنهم من اعتبر اليهود اليمنيين قسما منفصلا للعادات والتقاليد الدينية والاجتماعية التي تميزهم عن غيرهم.
تقلصت أعداد اليهود في اليمن كثيرا بعد قيام دولة إسرائيل وهاجر ما يقارب 52,000 يهودي بعد تدهور أوضاعهم. رغم الصعوبات والتهميش والمخاطر التي كانت تحيط بهم في اليمن، فإن عددا من اليهود الباقيين رفضوا الهجرة إلى إسرائيل مفضلين البقاء في اليمن.
وبعد دخول الإسلام اليمن سمح لليهود بممارسة شعائرهم الدينية طالما دفعوا الجزية وعوملوا معاملة أهل الذمة.وقد عومل اليهود كمواطنين من الدرجة الثانية، ونُظِر إليهم كمنبوذين. وفي عام ١٦٧٩ طُرد قسم كبير من أبناء الجالية اليهودية من المنطقة، ولكن بعد عام واحد طُلب منهم العودة عندما كان الاقتصاد في اليمن يعاني من صعوبات، حيث كان اليهود يتمتعون بمهارات حرفية وصناعية مهنية كانت البلاد بحاجة إليها. وبحلول القرن الثامن عشر حدث تجدد في الحياة اليهودية في اليمن.
شهد عام 1882 أول موجة من الهجرة اليهودية إلى فلسطين عندما بدأت ظروف اليهود تزداد سوءاً. ويتطلب قانون فُرض عام 1922تحويل جميع الأيتام اليهود تحت سن 12 عاما قسراً إلى الإسلام،حيث أقر أئمة الزيدية قانوناً يكفل تبني أيتام اليهود وتربيتهم على تعاليم الإسلام. ويعتقد المؤرخون اليهود أن هذه السياسة كانت سببا رئيسيا في تحول الكثير من اليهود إلى مسلمين دون يعرفوا شيئا عن أصولهم اليهودية. وكان العديد من اليهود اليمنيين يخفون الأيتام عن أعين السلطات خوفا من إجبار الأيتام على اعتناق الإسلام.
لليهود اليمنيين إرث ثقافي غني ويميزهم عن باقي اليهود في العالم في النواحي الدينية والموسيقية والعادات والتقاليد الاجتماعية. أقدم المخطوطات العبرية في اليمن يعود إلى القرن الميلادي التاسع، ويحوي الكثير منها على تعليقات وشروحات بالعربية . اليهود اليمنيون إلى جانب اليهود الأكراد هم الوحيدون من يقرأ التوراة باللغة العبرية والآرامية داخل المعابد .ويسمح اليهود اليمنيين لأطفالهم دون سن البار متسفا بتلاوة التوراة والصعود على المنبر يعقبه قراءة الترجمة بالآرامية. ويرتل اليهود في اليمن كتب التوراة بألحانهم الخاصة المختلفة عن قراءة الأشكناز في أعياد السوكوت والفصح، وهم الوحيديون الذين لهم لحن وترتيل عند قراءة المزمور.
وعندما أُعلن عن نهاية الانتداب البريطاني على فلسطين عام 1947 حدثت أعمال شغب أسفرت عن وقوع مذبحة دموية قُتل خلالها 82 يهودي وتم تدمير مئات المنازل والأعمال التجارية. وعندئذ أصبحت الطائفة اليهودية عاجزة من جراء الخسارة. وهكذا بدءاً من عامي 1949 تم نقل جميع أبناء الجالية اليهودية اليمنية تقريباً عن طريق الجو إلى إسرائيل عبر (عملية البساط السحري). وقد منعت الحرب الأهلية التي اندلعت عام 1962 من بقية أبناء الطائفة اليهودية الذين بقوا في اليمن من مغادرة البلاد، على الرغم من أن عدداً قليلاً منهم قد تمكن من الهرب على أي حال. وبحلول عام 2005 كان هناك أقل من 200 يهودي ما زالوا يعيشون في اليمن.
وبعد تردي الوضع الأمني بشكل كارئي دفع ذلك 150 يهودياً على الأقل إلى الهجرة منذ 2009. وفي 15 أغسطس 2013 تم تهجير 20 يهوديا من اليمن إلى إسرائيل. وفي 21 مارس 2016، هاجر 19 يهودي إلى إسرائيل، في الوقت الذي تمر به البلاد بحرب أهلية فاقمت من سوء أحوالهم المتردية أصلاً. واشتكى اليهود من تحرش متزايدٍ منذ صعود جماعة الحوثيين عام 2014.
رئيس الوكالة اليهودية قال أن (فصلاً من تاريخ أحد أقدم المجتمعات اليهودية في العالم بلغ نهايته، ولكن مساهمات يهود اليمن الفريدة للشعب اليهودي ستستمر في دولة إسرائيل)، في إشارةٍ لإرثهم الثقافي. يٌعتقد أنهم آخر المتبقين في اليمن ووفقا للوكالة، يبلغ عدد المتبقين قرابة الخمسين شخصاً، معظمهم في صنعاء.