رحيل فؤاد الحِمْيَري الشاعر والحالم الكبير
كان مجرد طفل في السادسة عشرة حين رأيته وسمعتهُ في مقيل الدكتور عبدالعزيز المقالح في مطلع تسعينيات القرن الماضي مراراً في أربعاء مركز الدراسات والبحوث. كل أربعاء.
في العادة كان يجلس بجسمه النحيل مغروزاً بين الشاعرين محمد جميح والحارث بن الفضل مثل عصفور! فقد كان أصغر الجميع في مقيل المركز الذي يزدان بأكثر من أربعين شاعراً وقاصاً
وحين يأتي دوره ليقول كان يصدح عالياً حاداً منهمراً واثقاً
وكنا نعجب للفتى الصغير المشتعل شديد الذكاء والتنبّه
كنا ننصت للفتى فؤاد في مقيل الأربعاء معجبين بصوته الطفولي الهادر بينما يهز سليمان العيسى رأسه راضياً والجميع يبحثون بعيونهم عن العصفور المغرّد! كمال أبو ديب ووهب رومية وزيد مطيع دماج وعلي جعفر العلاّق وأحمد قاسم دماج وعبدالكريم الرازحي وعلي المقري.
اليوم غادرنا العصفور المغرّد في رحلته الأخيرة إلى حدائق الرحمن
رحمة الله تغشاه شاعراً ثائراً وحالماً كبيراً
كانت رحلة الطائر قصيرةً سريعةً مثل حلم.
