احتفاءً بأقدم أغنية في العالم!
اليمنيون تُفرّقُهم السياسة ويُوحّدهم الغناء!
الفنان اليوم أفضل وأشرف من السياسي في اليمن!..
من فضلكم .. لا تستغربوا ..
الفنانون اليمنيون عبر مئات السنين وحّدوا بلاداً وشعباً ، والسياسيون بدّدوا وشتّتوا!
الفنانون حَفِظُوا ، والسياسيُّون أضاعوا!
عدن حفظت الغناء الصنعاني من الاندثار أيام الإمامة! حتى جرى العُرف ألاّ تبدأ المخْدرةُ الغناءَ في عدن وحضرموت ولحج وأبين إلاّ بالأغنية الصنعانية أوّلاً!
يقولُ علماءُ ومؤرخو الغناء والموسيقى العرب أن أنشودة أو أغنية "طلع البدر علينا" اليمانية في يثرب المدينة قبل 1444 سنة هي أقدمُ لحنٍ عربي موجودٍ ومحفوظٍ حتى اليوم كلماتٍ ولحناً!
والأكثر مدعاةً للاحتفاء أنه تم العثور على تماثيل يمنية قديمة لعازفٍ وعازفةٍ يمنية يعود تاريخهما إلى ما يقرب من 3000 سنة!
لايمتلك شعبٌ عربيٌ 300 أغنية قديمة على الأقل يتجاوز عمرها 500 سنة ، 700 سنة منذ بن هتيمل الشاعر سوى الشعب اليمني! أتحدث عن أغنياتٍ بألحانها الخاصة وكلماتها ، وليس عن ثراء الفلكلور اليمني بآلاف الألحان في كل قريةٍ ووادٍ وساحلٍ وجبل!
ذات يوم رصدتُ 60 رقصةً بألحانها في تهامة! ومثلها في حضرموت! وهما رئتا اليمن الكبير في شرقه وغربه.
سأزعم أنه بسبب ضخامة التراث الغنائي والفلكلوري اليمني وتعدّد الوانه وإيقاعاته عجزت أجيال الفنانين اليمنيين عن استيعابه وتطويره وتقديمه للعالم كما يجب!
والأسوأ من ذلك ، أن تتم سرقة هذا التراث العظيم من قِبَل فنانين وقنوات خليجية تم إنشاؤها خصّيصاً لسرقة التراث اليمني!
بل إنهم يسرقون فنانين يمنيين بلحمهم وشحمهم ويرغمونهم على أداء الأغنية اليمنية باللهجة الخليجية!
ومن ذلك ، أنّ فناناً شاباً وهو صديقي بالمناسبة ويقيم في دبي غنّى أغنية اللحن الساحر لعلي الآنسي أنا يابوي انا ومسخها باللهجة الخليجية قاصداً متعمّداً .. وأدّاها معقولاً بالعقال مثل مختطَف! وفي اليوتيوب يكتفون بالقول تحت الأغنية " من الفلكلور " .. أيّ فلكلور ولأي بلد ياقوم؟!
حقاً ، للشعب اليمني أن يحتفي ويحتفل ويعتز اليوم بأقدم وأعظم تراثٍ موسيقي غنائي وإنشادي وفلكلوري في العالم كله!
جواهرُنا الفنيةُ كثيرةٌ وعظيمةٌ لكنّها في يدِ فحّامين سائسين بائسين يتوالدون مثل فئرانٍ في فلاة!