تشكلت المقاومة الوطنية امتدادا لانتفاضة 2 ديسمبر 2017، التي دعا لها الزعيم علي عبدالله صالح، لاستعادة الدولة اليمنية من ميليشيا الحوثي، وبدأت المقاومة الوطنية من حراسة قوامها نحو مئتي جندي في انتفاضة 2 ديسمبر 2017 إلى عدة ألوية عسكرية ضاربة من مختلف أنحاء اليمن، لتترجم وصايا الزعيم علي عبدالله صالح الى أفعال بالتحرك الجاد الذي انطلق في إبريل 2018.
اتخذ العميد طارق محمد عبدالله صالح، من عدن مقرا لاستعادة بناء الجيش، بدعم من التحالف العربي، واستقدم العميد طارق أفراد الجيش والخبرات الإدارية والعسكرية، أفرادا ومجموعات، من كل محافظة ومدينة وقرية، ووضع لبنات لبناء جيش جديد من أفراد الجيش السابق من كل مكوناته، وأطلق عليها، قوات المقاومة الوطنية ”حراس الجمهورية”.
وخلال ثلاثة أشهر من التدريب المتواصل في معسكر بير أحمد أصبح اللواء الأول للمقاومة الوطنية جاهزا للتحرك للقتال في أي جبهة تلبية لنداء الوطن.
وفي إبريل 2018 انطلقت أولى العمليات العسكرية للمقاومة الوطنية لتحرير الساحل الغربي بدءاً من المخا، ومنذ إبريل وحتى مطلع ديسمبر 2018، تمكنت قوات المقاومة الوطنية، مع بقية فصائل القوات المشتركة في معركة الساحل الغربي من استعادة الساحل الممتد من المخا وحتى مدينة الحديدة على البحر الأحمر.
ومن أطراف تعز على ساحل البحر الأحمر إلى داخل مدينة الحديدة صنعت المقاومة الوطنية مسارا وطنيا واضحا عنوانه أن العدو المركزي لليمنيين هي مليشيا الحوثي الإمامية، وهزيمة هذه المليشيا هو هدف وغاية الجميع ولا مشاريع لبنادق حراس الجمهورية غير متاريس وجحافل الحوثيين.
واستطاعت قوات المقاومة الوطنية وفصائل القوات المشتركة بدعم وإسناد من التحالف العربي وبغطاء جوي مكثف، تحقيق انتصارات عسكرية ساحقة غيرت موازين القوى على الأرض بتحرير الساحل الغربي وحتى قلب مدينة الحديدة، حيث قطعت عشرات الكيلو مترات في أرض مفتوحة مليئة بالألغام التي وضعها الحوثي من أجل عرقلة تقدمها، ووجد الحوثي نفسه في معركة حقيقية مع رجال أشداء أقسموا أن يخلصوا وطنهم وشعبهم من هذه الشرذمة.
وبعد نحو اسبوع من انطلاق معركة الحديدة، استطاعت القوات المشتركة السيطرة على مطار الحديدة، وذلك بعد أيام من محاصرة المليشيات الحوثية المتمركزة فيه، وهو ما شكل ضربة قاسية للمليشيات.
وتمت السيطرة على مطار الحديدة بعد مهلة يومين اعطتها قوات التحالف، إفساحاً للمجال أمام الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها المبعوث الدولي ”مارتن غريفيث” لإقناع الحوثيين بالانسحاب من الحديدة. إلا أن مليشيات الحوثي كعادتها هرعت للتمترس داخل منازل المواطنين في مدينة الحديدة واستغلت المهلة في التمترس وحفر الأنفاق داخل الأحياء السكنية، دون أي اكتراث لحياة المواطنين.
وفي حين كانت الأنظار تتجه إلى ميناء الحديدة لمتابعة لحظات انطلاق قوات المقاومة الوطنية المشتركة لتحرير الميناء من مليشيا الحوثي، هرعت المليشيات الحوثية للتمترس داخل منازل المواطنين في مدينة الحديدة واستخدام المدنيين دروعا بشرية، من أجل الضغط على المجتمع الدولي والأمم المتحدة، لمنع تقدم قوات المقاومة الوطنية وبقية فصائل القوات المشتركة.
وبعد أيام من الانتصارات التي حققتها القوات المشتركة في مدينة الحديدة، تحرك المبعوث الأممي مارتن جريفيت وبنشاط غير معهود من أجل إيقاف المواجهات في الحديدة تحت ذرائع مختلفة ظاهرها الحفاظ على المدنيين واستمرار وصول السفن الإغاثية والتجارية إلى الميناء، وباطنها إنقاذ الحوثيين.
وعندما تم بدء التحرك نحو السيطرة على الميناء جاءت الضغوط والتدخلات الدولية، وبدأ الضغط الدولي القوي على دول التحالف لإيقاف المعركة ومنع السيطرة الميناء، في ظل تمترس مليشيات الحوثي في الأحياء السكنية وحفر الأنفاق في الشوارع العامة، وتوزيع القناصين على أسطح مباني السكان بالقوة، ونزوح الكثير من الأسر في مناطق المواجهات.
وجاءت مشاورات السويد في ظل اشتداد المعارك في مدينة الحديدة واقتراب القوات المشتركة من حسمها، وتزايد ضغوط القوى الدولية على دول التحالف لوقف معركة الحديدة، ونجحت الضغوط الدولية في إيقاف المعركة وإنقاذ المليشيات، حيث جاء اتفاق ستوكهولم في 13 ديسمبر 2018، لينقذ مليشيات الحوثي، ويمثّل تحديا كبيرا أمام المقاومة الوطنية وبقية فصائل القوات المشتركة، فقد صمم هذا الاتفاق لحرمان هذه القوات من نصر مستحق، وحال دون تحرير مدينة الحديدة وميناءها.
المقاومة الوطنية واتفاق استوكولهم
التزمت المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق صالح باتفاق ستوكهولم الذي وقع في السويد بين الشرعية والميليشيا الحوثية ونص على التزام شامل باطلاق النار ألا أن الميليشيا الحوثية لم تلتزم به حيث واصلت الانتهاكات ومع ذلك تعامت المقاومة بروح المسئولة انطلاق منها الحرص على تحقيق السلام والتزمت بالبنود في نفس الوقت شكلت صمام أمان لحماية ما تحقق.
اتفاق ستوكهولم كان الغلطة الكبرى التي اتخذتها الشرعية والتي أعطت للحوثي فرصة في السيطرة على اكبر ميناء بحري يتم من خلاله تهريب السلاح الإيراني وخاصة وبعد ان كانت المقاومة قاب قوسين أو أدنى من انتزاع ميناء ومدينة الحديدة من يد وكلاء طهران.
لكن قائد المقاومة الوطنية، مضى لخلق زخم ثوري جديد، من خلال إعداد ألوية قتالية جديدة، وإنشاء قوات متخصصة وشرطة عسكرية وأمن مركزي وخفر سواحل، تزامنا مع تسخير جزء كبير من جهود المقاومة لإعادة تطبيع الحياة والتخفيف عن معاناة أبناء الساحل الغربي.
وخضعت قوات المقاومة الوطنية لتدريب عالي وفقاً للخبرات العسكرية ومتطلبات المعركة مع ميليشيا الحوثي، وتشكل عديد من الألوية العسكرية، ضمت خبرات عسكرية وقتالية من قادة وضباط وأفراد، وتتوزع ألوية ”حراس الجمهورية” بالمناطق المحررة منها المخا، والخوخة، والجاح، والفازة، والدريهمي، والجزر اليمنية في البحر الحمر.
وتتألف قوات المقاومة الوطنية من عديد من الألوية العسكرية شكل منها وحدات وكتائب عسكرية متخصصة، وفقاً لمتطلبات المعركة مع الحوثيين، وتأمين أهم الممرات الملاحية الدولية، البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وأسست قوات المقاومة الوطنية، عدة ألوية عسكرية، تضم قدرات عسكرية ووحدات وكتائب متخصصة، وتمثلت القدرات العسكرية لـ”حراس الجمهورية” بلواء الاقتحامات، وكتائب مكافحة الإرهاب، وكتائب مدفعية، وكتائب نزع الألغام، وكتائب الاستطلاع، وكتائب الشرطة.
كما تضم ألوية المقاومة الوطنية ”حراس الجمهورية”، وحدات القناصة، ووحدات مكافحة القناصة، ووحدات حرب الشوارع، ووحدات التدخل السريع وخفر السواحل، والشرطة العسكرية، إضافة إلى وحدات الإنتاج الحربي، ووحدات العون الإنساني.
وتنطلق قوات المقاومة الوطنية من مرجعيات وطنية، تتمثل في مبادئ ومواثيق وأهداف ثورتي 26 سبتمبر و14 من أكتوبر، وتطهير الأراضي اليمنية من الميليشيا الحوثية الانقلابية التي أعادت مقومات الحكم الإمامي، ودمرت وصادرت مكتسبات الشعب.
ومن أطراف تعز على ساحل البحر الأحمر إلى داخل مدينة الحديدة صنعت المقاومة الوطنية مسارا وطنيا واضحا عنوانه أن العدو المركزي لليمنيين هي مليشيا الحوثي الإمامية، وهزيمة هذه المليشيا هو هدف وغاية الجميع ولا مشاريع لبنادق حراس الجمهورية غير متاريس وجحافل الحوثيين.
ومنذ الطلقة الأولى للمقاومة الوطنية حتى اليوم برهنت كل أدبيات وخطابات وتوجهات قيادات المقاومة على أن المسار الذي حدده القائد العميد طارق محمد عبد الله صالح لا يزال هو مسار المواجهة مع المليشيا الحوثية ومسار العمل السياسي أيضا للمكتب السياسي للمقاومة.
اختزلت المقاومة الوطنية مساحات زمنية شاسعة بإنجازات عسكرية وهيكلية في البناء التنظيمي للوحدات وبالإنجاز العملياتي في الميدان وهو إنجاز يستحق الإجلال والإكبار.
ما أنجزته المقاومة الوطنية مقارنة بعمر تأسيسها ومنذ انطلاق عملياتها العسكرية يمكن اعتباره نموذجا فريدا في تأسيس الجيوش والفصائل العسكرية حيث رافق عملية البناء العسكري عمليات عسكرية لم تتوقف رغم توقيع المليشيا على اتفاق السويد.
وقدمت المقاومة الوطنية منذ الطلقة الأولى قائمة من الشهداء في معركة الشعب المصيرية، إضافة إلى المئات من الجرحى بعضهم انضم إلى قائمة ذوي الإعاقة، وبعضهم عاد مع رفاق السلاح يسطرون ملاحم بطولية في منازلة المليشيا ومواجهة مشروعها الإمامي الظلامي.
كما نفذت المقاومة الوطنية عددا من المشاريع الإنسانية والإغاثية والتي بدأت مبكرا في العام الأول من عمر المقاومة لتغطية احتياجات آلاف من المشردين والنازحين والمحتاجين للعون والإسناد لتمثل المقاومة شريكا لأبناء الأرض التهامية في المواجهة على كل المستويات.
كما لم تغفل المقاومة الوطنية تقديم الدعم للسلطات المحلية في مديريات الساحل الغربي ومدن الحديدة المحررة كواجب وطني في الوقت الذي غابت فيه كل الجهات المختصة عن توفير الاحتياجات لتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة.
وحظيت قوات المقاومة الوطنية بتأييد شعبي واسع، وتتألف من كل مناطق اليمن ومكونات الجيش والأمن، وشكلت ذعراً للحوثيين، الذين يتقهقرون أمامها في كل المواجهات.
وأصبحت المقاومة الوطنية مظلة وطنية لكل فصائل الكفاح الوطني ضد الإمامة وذراعا إنسانيا تجاوزت حدود الساحل الغربي إلى قلب تعز وإلى مأرب إضافة إلى ذراعها العسكري الذي يخوض نزالا متواصلا مع مليشيا الإمامة منذ الطلقة الأولى وإلى يومنا هذا دون توقف.
إشهار المكتب السياسي للمقاومة الوطنية
وتوجت المقاومة الوطنية إنجازاتها العسكرية بإعلان قيادتها عن المكتب السياسي كذراع سياسي للمحاربين يتبنى رؤيتهم ويشكل إضافة ورافدا جديدا في المواجهة السياسية مع مليشيا الإمامة والكهنوت.
حيث شهدت مدينة المخا، في 25 مارس 2021م، حفل إشهار المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، كضرورة وطنية تواكب تطورات المشهد اليمني في معركته المصيرية.
وأعلنت المقاومة الوطنية في بيان الإشهار عن الخطوط العريضة لتوجهاتها السياسية التي سيضطلع المكتب بمهمة التعبير السياسي عنها والموازي للجانب العسكري في مواجهة الحوثيين والإرهاب.
فيديو - حفل إشهار المكتب السياسي للمقاومة الوطنية
وفي الفعالية التي حضرها عدد من الشخصيات الاجتماعية وأعضاء مجلس النواب والسلطات المحلية والقيادات العسكرية، أكد قائد المقاومة الوطنية، عضو القيادة المشتركة في الساحل الغربي العميد طارق محمد عبدالله صالح أن هذا المشروع السياسي يأتي إيمانا بالشرعية الدستورية وبالدستور اليمني، وبحق المقاومة أن تكون جزء سياسيا ”في هذا الوطن ضمن الشرعية”. مشيرا إلى أن المقاومة لن تضع البندقية ”حتى يتحقق النصر والسلام الشامل والعادل لكل اليمنيين”.
ودعا قائد المقاومة الوطنية في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة كافة القوى السياسية، والشرعية إلى ”مصالحة وطنية واصطفاف وطني حقيقي لمواجهة المشروع الكهنوتي المدعوم إيرانيا”.
واعتبر المشروع السياسي للمقاومة الوطنية امتدادا خاصا ”لثورة الثاني من ديسمبر التي قادها الزعيم ورفيقه الأمين وضحوا بدمائهم من أجل الكرامة والحرية والحفاظ على هذه المكتسبات”.
وقال ”نتمنى أن يكون هذا المكون السياسي يمثلنا، والباب مفتوح للجميع ليس محصورا في مجموعة معينة أو في قوات معينة”.
وأرجع أحد دوافع تبني المقاومة للعمل السياسي وإنشاء مكتب سياسي لهذا الغرض إلى تجربة اتفاق العاصمة السويدية ستوكهولم، الذي قال إنه ركز على الجانب الاقتصادي والبنك المركزي وحصار تعز وفتح المطار والميناء والأسرى، موقفا دخول الحديدة التي كانت القوات المشتركة على وشك تحريريها وكل الساحل التهامي إلى حرض.
وأضاف: للأسف لم نجد من يمثلنا وقتها في الحوار أثناء الجلوس في السويد.
ولفت العميد طارق إلى أن النضال مستمر وأن السياسة في جانب والبندقة في جانب، مؤكدا ”لن نضع بنادقنا حتى يتحقق النصر والسلام الشامل والعادل لكل اليمنيين”.
وأشار إلى أن المعركة مع مليشيا الحوثي الموالية لإيران ليست معركة عسكرية فقط ”فنحن بحاجة إلى السياسي والاقتصادي والجانب الاجتماعي والجانب القبلي والجانب التوعوي والجانب الديني للحفاظ على هويتنا اليمنية وعقيدتنا الصحيحة، للدفاع عن مكتسبات ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر و22 مايو”.
فيديو: كلمة قائد المقاومة العميد طارق صالح في حفل اشهار المكتب السياسي للمقاومة الوطنية
وأعلنت المقاومة الوطنية في بيان الإشهار عن الخطوط العريضة لتوجهاتها السياسية التي سيضطلع المكتب بمهمة التعبير السياسي عنها و الموازي للجانب العسكري في مواجهة الحوثيين والإرهاب.
وأكد البيان على التمسك بالثوابت الوطنية والقومية، واستعادة الجمهورية والديمقراطية ومؤسسات الدولة وتحرير العاصمة صنعاء من مليشيا الحوثي، وانتهاج الوسطية ونبذ التطرف بكل أشكاله، والتنسيق السياسي بين المكونات الوطنية.
وأكد بيان الإشهار على أنه يمثل ” امتداداً أصيلاً لتضحيات الزعيم الخالد الشهيد علي عبدالله صالح ورفيق دربه الأمين عارف عوض الزوكا وكل شهداء مراحل النضال”.
وتضمن البيان عديدا من المهمات المؤطرِة للتحرك السياسي للمقاومة الوطنية، والمناط بالمكتب تولي مسؤولياتها، حيث أكد اضطلاع المكتب بالمسئوليات الوطنية ”بما يحافظ على الثوابت الوطنية والقومية”، والتعبير ” عن هموم الجماهير في مسيرته النضالية، وتنظيم جهودهم من أجل استعادة مؤسسات الدولة وتحرير العاصمة صنعاء”. وكذلك العمل على تكاتف القوى الوطنية والتنسيق بين مختلف المكونات السياسية.
وأكد البيان على ”الاهتمام بقطاعي الشباب والمرأة كرافدين أساسيين من روافد النهوض بالوطن والمجتمع”، وصرح بالتمسك بنهج الوسطية والاعتدال، ورفض كل أعمال الإرهاب والتطرف والتعصب المذهبي والطائفي والغلو والتشدد.
ودعا جميع المكونات السياسية إلى العمل على تفكيك مفاعيل جريمة مليشيا الحوثي، في تدمير العملية السياسية والتعددية الحزبية، بحراك سياسي يعيد الاعتبار للهوية الوطنية ويحافظ على النظام الجمهوري. وكذا توحيد الجهود والجبهات صوب العاصمة صنعاء والجلوس على طاولة الحوار لرسم ملامح المستقبل.
وأعرب بيان إشهار المكتب السياسي عن اعتزاز المقاومة الوطنية بكل مقاتل ضد المليشيا الحوثية الموالية لإيران، في كل مترس وجبهة على امتداد الجمهورية اليمنية أياً كانت منطقته وانتماؤه.
وعبر عن تثمين المقاومة الوطنية للدعم السياسي والشعبي الذي تتلقاه من المقاومة الجنوبية. وأشاد ”بالدور الوطني والنضالي لأبناء تهامة الأحرار على امتداد الساحل الغربي والذين يشكلون الحاضنة الشعبية للمقاومة الوطنية”. معبرا عن الإجلال لكل أبناء الشعب اليمني من جميع محافظات الجمهورية الذين التحقوا بالمقاومة الوطنية ورسموا ”صورة ناصعة للوحدة الوطنية”.
وفي المسار القومي العربي أكد بيان إشهار المكتب السياسي للمقاومة الوطنية على ” حماية المياه الإقليمية والممرات المائية، ورفض أي تهديد للتجارة العالمية عبر مضيق باب المندب”.
وشدد على ”أن اليمن سيظل عمقا استراتيجيا لأشقائه في دول الخليج والوطن العربي، ولن يكون مطلقاً تابعاً أو خاضعاً للمد الفارسي” مهما كلف ذلك من ثمن وتضحيات.
وجاء في بيان الإشهار ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
نص بيان إشهار المكتب السياسي للمقاومة الوطنية
إجلالاً لأرواح الشهداء الذين رووا بدمائهم الطاهرة كل شبر من هذه الأرض، دفاعا عن الجمهورية وحرية وكرامة شعبنا.. وإيمانا بالمهام الوطنية الواجب التصدر لها وبذل الغالي والنفيس من أجلها.. وإدراكا للظروف والمتغيرات التي تمر بها بلادنا وشعبنا ومحيطنا العربي..
واستلهاماً لروح ثورة الثاني من ديسمبر الجسورة، وامتدادا لطموحات الحركة الوطنية منذ فجر الثورة اليمنية (26 سبتمبر و14 أكتوبر).. واستجابة للمتغيرات، ومتطلبات التطوير، وواجبات المساهمة مع الجميع في بناء حاضر ومستقبل يليق بالطموحات ويسعى لتلبية غايات شعبنا اليمني العظيم..
وبعد مشاورات مكثفة، ونقاشات مستفيضة، تعلن المقاومة الوطنية اليوم، ومن مدينة المخا، بوابة النصر والتحرير، إشهار مكتبها السياسي التزاماً منها بالعمل على إعادة الاحتكام لصناديق الاقتراع والتداول السلمي للسلطة، مع الاستمرار في مسيرة الكفاح والتضحيات والانتصارات الميدانية التي يسطرها حراس الجمهورية إلى جانب رفاق السلاح في القوات المشتركة وكل الأبطال في جبهات الدفاع عن الجمهورية.
ونظراً للتطورات التي تشهدها الساحة الوطنية فإننا نؤكد على التالي:
- إن إشهار المكتب السياسي للمقاومة الوطنية ضرورة وطنية فرضتها المرحلة لخدمة معركة شعبنا المصيرية، وتشكل امتداداً أصيلاً لتضحيات الزعيم الخالد الشهيد علي عبدالله صالح ورفيق دربه الأمين عارف عوض الزوكا وكل شهداء مراحل النضال، وسيقوم بمسئولياته الوطنية بما يحافظ على الثوابت الوطنية والقومية.
- إننا إذ نثق بأن النصر حليفنا وحليف كل يمني حر في هذه المعركة، فإن تعويلنا الكبير على تكاتف القوى الوطنية والتنسيق بين مختلف المكونات السياسية وهو ما سيسعى إليه المكتب السياسي للمقاومة.
- إن تدمير العملية السياسية والتعددية الحزبية كان وما يزال أحد أسوأ جرائم المليشيات الحوثية الكهنوتية لبناء السلطة الفردية المطلقة، ولهذا تهيب المقاومة الوطنية بجميع المكونات السياسية العمل على تفكيك مفاعيل هذه الجريمة بحراك سياسي يعيد الاعتبار للهوية الوطنية ويحافظ على النظام الجمهوري.
- إن الجبهات المقاتلة تمثل جوهر وقيمة كل معارك اليمنيين ضد الكهنوت، وعليه فإن المقاومة الوطنية تعتز بكل مقاتل ضد الحوثي في كل مترس وجبهة على امتداد الجمهورية اليمنية أياً كانت منطقته وانتماؤه.
- نشيد بالدور الوطني والنضالي لأبناء تهامة الأحرار على امتداد الساحل الغربي والذين يشكلون الحاضنة الشعبية للمقاومة الوطنية، ونثمن عالياً تضحياتهم البطولية، ونعتبر أن إعلان إشهار المكتب السياسي للمقاومة الوطنية من تهامة تأكيد على التزامنا بحماية مكتسباتها والاستمرار في حركتها التحررية ضد الميليشيات الحوثية وخدمة قضاياها التنموية.
- إن المقاومة الوطنية وهي تؤكد على حشد الجهود لاستعادة العاصمة التاريخية للجمهورية اليمنية صنعاء، فإنها تعتز بالدعم السياسي والشعبي الذي تتلقاه من المقاومة الجنوبية، وتدعو كل الأطراف لتوحيد الجهود والجبهات صوب العاصمة صنعاء والجلوس على طاولة الحوار لرسم ملامح المستقبل.
- استشعارا بآلام شعبنا في العاصمة صنعاء والمحافظات التي ماتزال محتلة من قبل أذرع إيران والذي يتعرض لحروب على مدى الساعة، تقتل أبناءه وتنهب ممتلكاته وحقوقه وتجرف هويته وتسيء لحاضره وتاريخه وتحاصر مستقبله، وفيما سيواصل المقاتلون ضد الكهنوت معاركهم، فإن المكتب السياسي للمقاومة الوطنية سيكون المعبر عن هموم الجماهير في مسيرته النضالية، وتنظيم جهودهم من أجل استعادة مؤسسات الدولة وتحرير العاصمة صنعاء.
- تؤكد المقاومة الوطنية أهمية حماية المياه الإقليمية والممرات المائية، ورفض أي تهديد للتجارة العالمية عبر مضيق باب المندب.
- نؤكد أن من أولوياتنا الاهتمام بقطاعي الشباب والمرأة كرافدين أساسيين من روافد النهوض بالوطن والمجتمع.
- نؤكد أن اليمن سيظل عمقا استراتيجيا لأشقائه في دول الخليج والوطن العربي، ولن يكون مطلقاً تابعاً أو خاضعاً للمد الفارسي مهما كلفنا ذلك من ثمن ومهما بلغ حجم التضحيات.
- نجدد موقفنا الرافض لكل أعمال الإرهاب والتطرف والتعصب المذهبي والطائفي والغلو والتشدد، وتمسكنا بنهج الوسطية والاعتدال.
- نحيي بإجلال أبناء شعبنا اليمني العظيم في جميع المحافظات والذين دفعوا بفلذات أكبادهم للالتحاق بصفوف المقاومة الوطنية ليرسموا بذلك صورة ناصعة للوحدة الوطنية.
المجد والخلود للشهداء الأبرار.. الشفاء للجرحى.. الحرية للأسرى والمعتقلين..
النصر لشعبنا اليمني العظيم.
تحيا الجمهورية اليمنية
صادر عن: المكتب السياسي للمقاومة الوطنية
المخا – 25 مارس 2021م
وحظي إعلان تشكيل المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، بمباركة وتأييد العديد من الشخصيات السياسية والعسكرية والأكاديمية والصحفية والمشائخ والوجهاء وقادة الرأي.