فخامة المشير/ عبدربه منصور هادي – رئيس الجمهورية الأكرم
وشعبنا اليمني يحتفل بالعيد السابع والخمسين لثورة 14 من أكتوبر المجيد، يطيب لي أن أرفع إليكم أسمى آيات التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الوطنية التي أوقد فيها الأبطال الميامين شرارة الثورة من على جبال ردفان في العام 1963 لتتجاوب معهم كل أرجاء جنوب الوطن وشماله، مقدمين أروع البطولات وأصدق صور التضحيات للخلاص من الاستعمار البغيض حتى تحقق الاستقلال المجيد في 30 نوفمبر 1967.
لقد كانت ثورة 14 أكتوبر بحق فاتحة عهد جديد لا سيما أنها أتت بعد عام واحد فقط من اشتعال ثورة 26 سبتمبر في شمال الوطن للخلاص من الكهنوت الإمامي، فحققت الثورتان إرادة الشعب اليمني في الحرية والكرامة والوحدة والتي عبرت عنها أهداف الثورة اليمنية سبتمبر واكتوبر، وجسدت أهداف الثوار والأحرار، وتطلعات الشعب اليمني الكبيرة.
وإننا اليوم يا فخامة الرئيس إذ نحتفل بهذه المناسبة العظيمة لنؤكد لكم المضي خلف قيادتكم من أجل إحياء قيم الثورة اليمنية وتحقيق أهدافها بوطن مستقر وآمن يتسع لكل أبنائه في ظل دولة اتحادية تسودها العدالة والمساواة ومن أجلها يقدم أخلص أبناء اليمن أرواحهم رخيصة، مواجهين صلف وغطرسة بقايا الكهنوت التي تحاول إعادة الحياة إلى جسد الإمامة، إلا أن أبناء اليمن وجيشهم ومقاومتهم في كل أرجاء اليمن أفشلوا أطماع هذه المشاريع الخبيثة.
وإن شعبنا اليوم يستلهم من بطولات وتضحيات الثوار الأوائل الذين فجروا براكين الغضب في وجه المستعمر بقيادة راجح بن غالب لبوزة كل معاني الصمود والاستبسال في معركته مع الانقلاب وما خلفه من دمار هائل وصولا الى استعادة مؤسسات الدولة وبناء اليمن الاتحادي المرتكز على العدالة والحرية والمواطنة المتساوية والتعايش والذي ينتهج الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الرأي والتعبير، التي تمثل تطلعات اليمنيين وإرادتهم.
وإذ نجدد التأكيد على العمل بكل الجهود والامكانيات مع الشرعية، فإننا نؤكد على أهمية السير قدماً من أجل تنفيذ اتفاق الرياض بما يؤدي إلى عودة الحكومة ومؤسسات الدولة إلى العاصمة المؤقتة عدن، ومعالجة كل الاختلالات الناجمة عن غياب مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية، للتفرغ للمعركة الكبرى الناجزة والمتمثلة في تحرير كل اليمن من الانقلاب ومليشيات الإرهاب الحوثية، وبناء الدولة اليمنية على أسس وطنية.
نهنئكم مرة أخرى بذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيد، متطلعين الى أن تعود هذه الذكرى وقد تحقق لوطننا ما يصبو إليه من الأمن والسلام والتحرر، ولشعبنا الخلاص من المليشيات الانقلابية والمشاريع الضيقة وإنهاء معاناته.
أحمد صالح العيسي
رئيس الائتلاف الوطني الجنوبي