
في زمنٍ تعصف به التحديات السياسية والانقسامات، تبرز بعض الشخصيات بهدوئها واتزانها، فتُشكّل نقطة توازن يحتاجها الوطن في كل مرحلة دقيقة. من بين هذه الشخصيات البارزة يأتي الدكتور عبدالله العليمي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وأحد رجالات الدولة الذين أثبتوا أن الثبات على المبدأ لا يتناقض مع الانفتاح على الجميع.
ينتمي الدكتور العليمي إلى محافظة شبوة، تلك المحافظة التي أنجبت رجال دولة حملوا على عاتقهم همّ الوطن. وعلى الرغم من انتمائه السياسي لحزب الإصلاح، إلا أن العليمي تجاوز الانتماءات الضيقة، فكان وما يزال رجل توافق واعتدال، يعمل مع الجميع ويُقدّر الجميع. عرفه اليمنيون من خلال عمله مديرًا لمكتب الرئيس المشير عبدربه منصور هادي، حيث أدار الملفات الحساسة بكفاءة عالية وهدوء نادر، بعيدًا عن الضجيج الإعلامي.
يقول أحد مشايخ المؤتمر الشعبي العام في لقاء عام: "عبدالله العليمي يذكرنا بالشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، يحمل صفاتهم في الذكاء وسرعة البديهة وقوة التواصل، من أصغر مواطن يمني إلى أكبر مسؤول في الدولة." تلك شهادة تختصر الكثير، فالعليمي رجل يتمتع بذاكرة فولاذية، وأسلوبٍ راقٍ في التعامل، يجمع حوله المختلفين دون أن يفرّقهم الانتماء أو الموقف.
وعلى الرغم من كل ما يُقال، فإن وصفه بأنه “الحلقة الأضعف” لا يمت للحقيقة بصلة؛ فالرجل أثبت في كل محطة أنه رجل موقف ومسؤولية، لا يسعى إلى المناصب ولا يتشبث بها. وقد عُرضت عليه رئاسة مجلس الوزراء في أكثر من مناسبة، لكنه آثر البقاء في موقعه، مدركًا حساسية المرحلة ودوره الفعّال في توازن مجلس القيادة.
إن قوة الدكتور عبدالله العليمي تكمن في عقله الهادئ وحنكته السياسية، وفي قدرته على العمل بصمت دون ضجيج. يجمع بين الشباب والخبرة، بين الانتماء والحياد، وبين الصلابة والمرونة في آنٍ واحد.
لذلك لم يكن غريبًا أن يلتف حوله الجميع، حتى من لا يتقبل حزب الإصلاح، إذ يرون فيه نموذجًا مختلفًا، يمثل الوجه الوطني المعتدل، والرؤية الجامعة التي تحتاجها اليمن في هذه اللحظة الحرجة.
إن اليمن اليوم بحاجة إلى رجالٍ من طراز عبدالله العليمي، رجالٍ لا يرفعون الصوت كثيرًا، لكن أثرهم يتردد في كل قرار ولقاء وموقف.
هو رجل دولة من الطراز الأول، يكتب بصمته في صمت، ويصنع التوازن في زمنٍ يضج بالضجيج.
✒️دلال حمزة
