
دعا فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي الى مقاربة دولية مغايرة جذريا لسياسة "الاحتواء" التي اتسمت بها المرحلة الماضية في التعاطي مع خطر مليشيات الحوثي الارهابية المدعومة من النظام الايراني.
وقال فخامة الرئيس في جلسة حوارية لمجلس العلاقات الخارجية الاميركي بحضور عضو مجلس القيادة الدكتور عبدالله العليمي "إن المرحلة الراهنة تتطلب تغييراً جذرياً في النهج بالانتقال من "إدارة الصراع" إلى مرحلة " القوة من اجل السلام".
وشدد فخامته على ضرورة بناء سلام يستند إلى قوة الدولة وسيادتها، لا إلى التنازلات للانقلابيين.
واوضح ان سياسة "الاحتواء" التي انتهجها المجتمع الدولي فشلت بشكل واضح في ردع المليشيات الحوثية.
وذكر فخامة الرئيس في هذا السياق بأن الحكومات المتعاقبة قدمت تنازلات من اجل التوصل الى حل سياسي مع الحوثيين، غير ان تلك المليشيات قابلت هذه المبادرات التعنت والرفض، ولذلك فإن المجتمع الدولي بات يدرك اليوم أكثر من اي وقت مضي ان الحوثيين باتوا تهديدا عالميا ومستمر.
واكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي ان سياسة الاسترضاء لم تجلب السلام، بل رسخت الحرب، مشير الى ان المليشيات استغلت الوقت والموارد لتعزيز نفوذها، وتوسيع ترسانتها العسكرية، بعد ان كانت القوات المسلحة على بعد ثلاثة كيلو مترات من موانئ الحديدة.
وحذر رئيس مجلس القيادة الرئاسي من إن استمرار هذه الحالة يقوّض الثقة في المؤسسات متعددة الأطراف، ويغذي سرديات الفوضى التي تستفيد منها الجماعات المتطرفة.
ولفت فخامة الرئيس الى ان الحوثيين ليسوا مجرد طرف محلي، بل ذراع متقدم للنظام الايراني، يتجاوز تهديده حدود اليمن ليشمل المنطقة والعالم.
وقال ان هذا التهديد لا يمكن عزله عن مشروع إيران التوسعي الذي يهدف إلى ابتزاز الإقليم، والسيطرة على الممرات الاستراتيجية، ومن ثم التأثير على أمن الطاقة العالمي برمته.
وفوق ذلك اشار فخامة الرئيس الى ان ايران حولت المنطقة الى ساحة لنشاط إرهابي متعدد الأوجه، يشمل الحوثيين، وتنظيمي القاعدة، و داعش، والشباب الصومالية، وجميعهم يستغلون هشاشة الدولة.
ونوه رئيس مجلس القيادة الرئاسي بدعم الاشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، اللتين منعتا انهيار الدولة بشكل كامل، قائلا ان التجربة اثبتت أن استقرار اليمن لم يكن ممكناً لولا هذا الدعم.
كما اشاد بالموقف المتقدم للرئيس الاميركي دونالد ترمب تجاه المليشيات الحوثية، معربا عن تطلعه الى استئناف المساعدات الامريكية التي أثر توقفها بشكل عميق على ملايين السكان، وصورة الولايات المتحدة عموما.
واوضح ان دعم اليمن اليوم ليس مجاملة سياسية، بل استثمار مباشر في أمن المنطقة والعالم.
وتطرق رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي الى المسؤوليات والتحديات الهائلة التي تواجه الحكومة اليمنية، بما في ذلك الازمة الانسانية التي فاقمتها هجمات المليشيات الحوثية على المنشآت النفطية وسفن الشحن البحري، حيث هناك نحو 20 مليون يمني تحت خط الفقر ونحو 5 ملايين نازح.
