حضور الصحافة في ظل سيطرة ميليشيا الحوثي شهد تراجعا في الحضور والأداء والإقبال عليها من قبل المجتمع، حيث لم تترك تلك الميليشيا سوى 12 صحفية ومجلة، وجميعها جامدة ولا جمهور لها، باعتبار تلك الوسائل الصحفية تابعة للحوثيين.
كما انه لم يعد هناك شيء يسمى ب"صحيفة حكومية" او "حزبية" او "اهلية" او "مستقلة"، حيث أنها جميعا خاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، بلون واحد، وبنفس واحد، وخطاب واحد، ومضمون واحد.
صحافة الحوثي لم تعد تهتم بشؤون وقضايا وهموم المواطنين، بل تركز فقط على بث الأخبار المسمومة وزرع النعرات الطائفية والمذهبية، والترويج لقادة جماعة الحوثي وأفكارها المذهبية، بالإضافة إلى تحريض الأميين والأطفال على الذهاب للجبهات بهدف القتال معها.
في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثي، لم يعد يصدر سوى صحيفتي الثورة والمسيرة (بشكل يومي)، والبقية أسبوعية، وهي صحيفة 26 سبتمبر، و"لا"، و"البلاغ، والميثاق، والحارس، والأوراق، والمستقلة، وشباب ورياضة، ويمن اوبزرفر، ومجلة الجزيرة الاقتصادية (شهرية).
محمد المغربي طالب في كلية الإعلام بجامعة صنعاء يقول لموقع "الزعيم نيوز" ان الصحافة الورقية في صنعاء دخلت في حالة احتضار إن لم تكن قد توفت بالفعل، وما بقي من صحف يؤشك على الانقراض، بسبب أساليب القمع التي تنتهجها مليشيا الحوثي مع الصحفيين والإعلاميين.
مالك كشك: نسخة واحدة في الاسبوع تباع المسيرة
كمال الحاشدي (أحد مالكي الاكشاك في العاصمة صنعاء) ورادا على سؤال: ما مدى إقبال الشارع على شراء الصحافة الورقية، يقول إن الإقبال في أسوأ حالاته منذ عرف مهنة بيع الصحف، منوها الى أنه لم يعد في كشكه سوى صحيفة أو صحيفتين فقط .
وأكد انه بيع نسخة واحدة طيلة الأسبوع من صحيفة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي والناطقة باسم الجماعة والتي تصدر بشكل يومي.
وأشار الى ان كان في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح تصل مبيعاته من الصحف في اليوم أكثر خمسة ألف ريال، أما اليوم فلا يتجاوز الـ500 ريال.
وأكد ان
أبو أصبع: صحف الحوثي عب على أصحاب الأكشاك
الصحفي غمدان أبو إصبع قال في تصريح خاص لموقع "الزعيم نيوز" إن مليشيا الحوثي سعت منذ بسط نفوذها على العاصمة صنعاء لتدمير الصحافة لمعرفتها انها لسان الشعب وأدواته القوية لمواجهة خطر المليشيا فعمدت إلى إقفال الصحف الحزبية والمستقلة لتجعل من وسائلها الإعلامية هي وحدها من تغطي السوق لتتحول صحف الحوثي من صحف تعبر عن تطلعات الجماهير إلى صحف تلمع كل ماهو قبيح في تجاهل للجميع، لأنها تجد رفض كبير لدى الشارع وعزوف عن شراء ومطالعة صحفهم الصفراء المفتقرة إلى ابسط العمل المهني للصحافة .
وأشار أبو أصبع الى أن الشارع اليمني ينظر لصحيفة المسيرة بنظرة السخرية والاستهتار لتظل تلك الصحيفة وأخواتها مجرد عب ثقيل على أصحاب الأكشاك الذي فقدت مصادر دخلها المعتمد على بيع الصحف والمجلات.
فسعي مليشيا الطاغوت المبنية على ثقافة الإرهاب لكل ما يخالف نهجها الإجرامي الذي لم يقدم لليمن غير الدمار والخراب لمدنه والجهل والتخلف لمن يرزح تحت حكمهم الكهنوتي.
وتمارس ميليشيا الحوثي بحق العاملين في المجال الصحفي المناوئ لها ممارسات تعسفية، كالسجن والاختطاف والتعذيب، الأمر الذي يجعل الصحفيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها يمارسون عملهم في ظروف بالغة الصعوبة، ومعرضين للاعتقال في أي لحظة.
وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين قد كشفت في تقرير لها العام الماضي بأنه خلال النصف الاول من العام 2018م فقط وصلت عدد حالات الانتهاكات التي تعرض لها الصحفيون إلى 100 حالة، متنوعة منها 38 حالة اختطاف واعتقال، و18 حالة اعتداء، و9 حالات منع من التغطية، و8 حالات تهديد، و5 حالات محاكمة، وحالة واحدة تعذيب، فيما تمت مصادرة مقتنيات الصحفيين والصحف خمس مرات، وحالتا إيقاف الرواتب، و5 حالات قتل الصحفيين، و7 حالات حجب المواقع، وحالتا إيقاف وسائل الإعلام. وأشارت النقابة أن عدد الشهداء من الصحفيين منذ عام 2014م حتى منتصف العام 2018م بلغ 27 صحفياً ومصوراً وعاملاً في مجال الإعلام.
يذكر أن منظمة «مراسلون بلا حدود» أصدت العام الماضي مؤشر حرية الصحافة لعام 2018 الذي يقيس أوضاع الصحافة في 180 بلداً حول العالم، حيث وصف التقرير أوضاع الصحافيين في اليمن بأنها سيئة للغاية، نتيجة لتعرض الصحافة للاعتداءات والاعتقالات والسجن والقتل من قبل الانقلابيين الحوثيين.