أقلعت مركبة "دراغون" من انتاج سبايس اكس في مهمة لحساب وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) السبت حاملة أربعة رواد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية.
وتقود مهمة "كرو-7" الأميركية من أصل إيراني ياسمين مقبلي وتضم الدنماركي أندرياس موغنسن والياباني ساتوشي فوروكاوا والروسي كونستانتين بوريسوف.
وانطلقت المركبة بواسطة صاروخ "فالكون-9 "عند الساعة 03,27 (الساعة 07,27 ت غ) من مركز كينيدي الفضائي التابع للناسا في ولاية فلوريدا في جنوب شرق الولايات المتحدة، بحضور نحو عشرة آلاف شخص تجمعوا لحضور عملية الاقلاع.
وكتبت الناسا على منصة اكس "لقد أقلعنا!".
وسُمعت هتافات من غرفة التحكم بالمهمة فور انفصال "دراغون" عن الصاروخ فالكون-9 فيما كان الطاقم في المدار.
وقالت مقبلي بعد انفصال المركبة "قد يكون لدينا طاقم من أربعة أفراد من أربع دول مختلفة ... لكننا فريق متكاتف بمهمة مشتركة".
وكانت عملية الاقلاع أرجئت إلى السبت لمنح المهندسين يوما إضافيا لفحص مكوّن في مركبة "كرو دراغون"، على ما قالت الناسا في مدونة.
وهذه أول مهمة لمقبلي وبوريسوف.
وقالت مقبلي قائدة الطائرة في سلاح البحرية لوسائل إعلام الشهر الماضي "هذا شيء لطالما أردت القيام به".
أضافت الأميركية البالغة 40 عاما "من أكثر ما يثير حماستي النظر إلى كوكبنا الجميل".
وتابعت "كل من تحدثت معهم ممن قاموا برحلات فضاء قالوا إنه منظور له تأثير على الحياة، كما أن السباحة في الفضاء تبدو أمرا ممتعا".
و"كرو-7" هي المهمة الروتينية السابعة لشركة "سبايس أكس" التي يملكها إيلون ماسك، إلى محطة الفضاء الدولية. وكانت المهمة الأولى جرت في 2020.
وتدفع ناسا رسما لسبايس إكس لقاء خدمة النقل في إطار برنامج تجاري وضعته الوكالة لخفض الاعتماد على الصواريخ الروسية لنقل رواد الفضاء بعد توقف برنامج مكوك الفضاء في 2011.
وبوينغ هي الشريك الخاص الآخر، لكن برنامجها لا يزال يعاني من تأخير وصعوبات فنية. ولم تنقل بعد أي طاقم.
وبوريسوف ثالث روسي يتوجه على متن مركبة دراغون مثبتة على صاروخ فالكون-9.
ولا يزال الفضاء يمثل مجال تعاون نادر بين الولايات المتحدة وروسيا رغم غزو موسكو لأوكرانيا، ويواصل الأميركيون القيام برحلات فضائية على متن صواريخ سويوز روسية تنطلق من كازاخستان.
وسيمضي طاقم المهمة ستة أشهر في محطة الفضاء الدولية حيث سيجري أفراده تجارب علمية من بينها جمع عينات خلال عمليات خروج إلى الفضاء لمعرفة ما إذا كانت المحطة تطلق كائنات حية دقيقة من خلال فتحات الهواء لنظام حفظ الحياة على متن المحطة.
والهدف من ذلك معرفة ما إذا كانت هذه الكائنات الحية المجهرية قادرة على الصمود والتكاثر في الفضاء.
وتهدف تجربة أخرى إلى دراسة الفوارق الفيزيولوجية بين النوم على كوكب الأرض والنوم في الفضاء.
وقال بوريسوف "أتطلع للتعامل مع كل المهام. هذه مهنة مثيرة للاهتمام جدا: تستعد للقيام بشيء لم تجربه بعد، وتريد حقا القيام به بشكل جيد".
وينضم رواد الفضاء الأربعة إلى طاقم مؤلف من سبعة أشخاص متواجد في المحطة قبل أن يغادر أفراد مهمة "كرو-6" عائدين إلى الأرض بعد أيام قليلة.
أطلق القسم الأول من محطة الفضاء الدولية في 1998، ولا تزال مأهولة باستمرار من طاقم دولي منذ 2001.
ومن المقرر أن تتواصل عملياتها حتى 2030 على الأقل، تخرج بعدها من الخدمة وتتحطم في المحيط. وتعمل العديد من الشركات الخاصة على بناء محطات فضاء تجارية تحل مكانها.