الرئيسية - تحقيقات - حالات تسمم غامضة.. ما الذي يحدث في مدارس الفتيات بإيران؟
حالات تسمم غامضة.. ما الذي يحدث في مدارس الفتيات بإيران؟
الساعة 02:47 صباحاً (فرانس برس)

عادت قضية تسميم التلميذات التي هزت إيران منذ عدة أسابيع إلى الواجهة، الثلاثاء، بالقرب من طهران حيث تسممت عشرات من التلميذات مجددا، في سلسلة هجمات نسبت الى أفراد يعارضون تعليم الفتيات.

وتعرضت ما لا يقل عن 650 فتاة للتسمم بالغاز السام في إيران منذ نوفمبر الماضي ، فيما يعتقد الكثيرون أنه محاولة متعمدة لإجبار مدارسهن على الإغلاق.

وقالت وكالة تسنيم للانباء إن 35 تلميذة في مدرسة خيام للبنات في مدينة بارديس، الواقعة في محافظة طهران "تم نقلهن الى المستشفى".

ولم تكن حالة أي من هؤلاء التلميذات تثير القلق بعد أن استنشقن غازا لا يزال مجهولاً.

ومنذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، تحدثت وسائل الإعلام عن تسميم مئات الفتيات اللواتي لا تتجاوز أعمارهن عشرة أعوام في مدارس مدينة قم بوسط ايران. ونقل بعضهن الى المستشفى لوقت قصير.

وقالت وزارة الصحة الأحد إن "بعض الأفراد" يسعون عبر ذلك إلى "إغلاق كل المدارس، وخصوصا مدارس الفتيات".

وللقيام بذلك، يستخدمون "مركبات كيميائية متوفرة" في الأسواق، بحسب الوزارة، باستثناء المكونات "المخصصة للاستخدام العسكري".

واثارت القضية غضبا في البلاد، وندد البعض بصمت السلطات عن العدد المتزايد من المدارس التي شهدت هذه الظاهرة.

وأعلنت السلطات إجراء تحقيق حول منشأ التسميم، لكنها لم تعلن اعتقال أحد الى الآن.

إزاء هذه المخاوف، أعلن قائد الشرطة الوطنية، أحمد رضا رادان، الثلاثاء، إن أجهزته "بصدد تحديد المشتبه بهم المحتملين". لكن السلطات لم تعلن اعتقال أحد الى الآن.

وأكد أن "جميع أجهزة الدولة تحاول تبديد مخاوف السكان"، بحسب تسنيم.

أعلنت وكالة فارس، من جانبها، عقد "اجتماع طارئ" في البرلمان للتحقيق في القضية، بمشاركة وزراء التربية والتعليم والاستخبارات والصحة.

"متعصبون كارهون للنساء"

وقارن ناشطون المسؤولين عن هذه الهجمات بطالبان في أفغانستان وجهاديي بوكو حرام في غرب إفريقيا، كون هؤلاء يعارضون تعليم الفتيات.

ويأتي ذلك بعدما شهدت إيران حركة احتجاج منذ وفاة الشابة مهسا أميني في 16 أيلول/سبتمبر، بعد أيام على اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في البلاد.

واعتبر النائب عن قم أحمد اميري فرحاني أن هذه الهجمات عمل "غير عقلاني"، مؤكدا أن سكان المدينة المقدسة "يؤيدون تعليم الفتيات".

من جهتها، حضت نائبة الرئيس السابقة معصومة إبتكار السلطات على التعامل بشدة مع "المتعصبين الكارهين للنساء"، فيما أعرب رجل الدين الشيعي آية الله جواد علوي بوروجردي عن أسفه لـ "التصريحات المتناقضة للسلطات" حول أصل القضية.

ونقلت عنه وكالة شفقنا قوله إن "أحد المسؤولين تحدث عن التسميم المتعمد فيما عزا آخر السبب إلى خلل في نظام التدفئة .. مثل هذه التناقضات تعزز عدم ثقة الناس بالدولة".