الرئيسية - أخبار محلية - كتبو عنه وتحدثوا عن نضاله الثائر شاهد ماقاله الصحفيين والأدباء عن المناضل الكبير والثائر الفقيد محمد عبدالله الفسيل
كتبو عنه وتحدثوا عن نضاله الثائر شاهد ماقاله الصحفيين والأدباء عن المناضل الكبير والثائر الفقيد محمد عبدالله الفسيل
الساعة 10:13 صباحاً (متابعات خاصه)

كشف عدد من الأدباء والصحفيين اليمنيين الدور البارز والكبير للمناضل محمد عبدالله الفسيل الذي وافته المنية يوم امس في العاصمة المصرية القاهرة .رحمه الله تعالى .

فقال الصحفي فتحي منجد أنه عندما نزل الى عدن في 2017م اتصل لي دولة الدكتور أحمد عبيد بن دغر (حينها رئيس الوزراء) وقال تحرك عاجلاً إلى فندق الذيباني ينزل فيه المناضل محمد الفسيل، هذا مناضل كبير ويستحق كل الدعم والتقدير، ذهبت إليه واعطاني كتيباً هدية للدكتور،

واضاف كان كبيراً في السن ولكنه ذاكرة عجيبة، ولساناً فصيحاً،

وتابع رحمه الله وغفر له واسكنه الجنة 

اعتقد أنه كان آخر مناضلي الثورة حد علمي

 

 

اما وزير الثقافة اليمني السابق والأديب خالد الرويشان فكتب عن هذا المناضل الكبير وقال : 

الرمح الجامح في قلب الإمامة!

رحيل الثائر الكبير محمد الفسيّل 

هو آخر رجالات ثورة الدستور 1948، والتي أطاحت بالإمام يحيى حميدالدين ، وهذه الثورة هي أوّل وآخر ثورة في العالم العربي قامت بها نخبة مثقفة جُلُّ رموزها من الشعراء والأدباء والعلماء والعسكريين. وكان محمد الفسيّل أحد أبطالها ومثقفيها حتى أنه كتب كتابين أثناء سجنه

في سجنهِ عقِب فشل تلك الثورة كتبَ كتاباً أسماه " نحو النور " وكتاباً آخر بالمشاركة مع الشاعر أحمد الشامي أسمياه " كيف نفهم القضية اليمنية ".

 

وحين تعرف أنه كتب الكتابين في السجن وهو لم يزل في مطلع عشريناته ، بتلك اللغة وذلك الفكر الثائر الشجاع ضد الإمامة وحكمها المتخلف الظالم ستعرف أهمية وثقافة الرجل.

 

 

أتذكّر أنني التقيت الراحل الكبير محمد الفسيّل لأول مرة في مكتب الدكتور عبدالعزيز المقالح ربما قبل عشرين عاماً ، ووجدتها فرصةً لأسأله .. "ألَم تجد غير أحمد الشامي في السجن كي تكتبا ذلك الكتاب!" سألته ذلك السؤال على اعتبار أن الشامي أصبح بعد ذلك وزير خارجية الإمام البدر بعد قيام الجمهورية!

 

أجابني ببداهةٍ سريعة ببيتِ شعرٍ قديم:

كلانا غنيٌ عن أخيهِ حياتَهُ

                 ونحنُ إذا متْنا أشدُّ تغانيا

 

باقتضاب ، قال البيت الشعري كل شيء!

 

بعدها بسنوات أشرفتُ على طباعة كتابيه في مهرجان صنعاء عاصمة للثقافة العربية وكان سعيداً حين عرف أن الطبعة تجاوزت عشرين ألف نسخة تم توزيع معظمها مجاناً للشباب! 

 

 

محمد الفسيّل محاورٌ عنيد ومجادلٌ مُلِحٌ فريد! انتقد كل رؤساء الجمهورية منذ ستين عاما .. وقبلهم وقف خصماً عنيداً للإمامين يحيى وولده أحمد! كان الراحل الفسيّل رحمة الله تغشاه معارضاً عنيداً وصريحاً وشريفا

 

 

كان محمد الفسيّل شديد الانتقاد للمشير السلال مراراً وتكراراً حتى أن السلال بطرافته المعروفة قال ضاحكاً  "أتمنى يميلك محمد الفسيّل عشان احبسه "! هههههههه

رحم الله المشير السلال كان أبيض القلب  شديد الظرافة والصراحة وما هو في قلبه هو في لسانه. 

 

 

سأختم بواقعة حدثت في التلفزيون 

في لقاءٍ تلفزيوني له في ثمانينيات القرن الماضي سألَتْهُ آنسةٌ أنيقةٌ وهي مذيعةٌ تلفزيونية مثقفة:

 

يا أستاذ محمد .. ماهو الفرق بين عهد الإمامة البائدة وعهد الثورة والجمهورية؟ وبسرعة أجابها:

 

الفرق بين العهدين هو الفرق بينك وبين أمّي! كنتُ مع أمي نعيش في الظلام بكل أبعاده الروحية والمادية .. وها أنا معكِ الآن يا آنسة وأنت بكامل تعليمك وثقافتك وأناقتك وسط لجّة الضوء هنا بكل أبعادها المادية والروحية والفكرية.