رمضان وغياب نصر طه.
الساعة 12:12 مساءاً
يعيش موظفي مكتب رئاسة الجمهورية بصنعاء للعام الخامس حالة من البؤس والفقر الشديد في ظل انقطاع رواتبهم منذ انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة . فشهر رمضان المبارك هو من الأشهر التي ينعم بها موظفي المكتب بالخير. وكما يقول لي احد الزملاء كنا نفرح بقدوم هذا الشهر ليس لأنه شهر فضيل ومبارك فقط فإدارة نصر طه مصطفى عودتنا على تجميع الوفر المتبقي من نفقة المكتب التشغيلية لتوزع على الموظفين بتساو فلا فرق بين مدير عام وفراش فهي وفر وليس رواتب ليمنح كلا حسب درجته فنحل مشاكلنا المالية ونسدد الديون اذا وجدت او نكتسب أشياء ندخرها لوقت الحاجة إلى جانب منح الموظفين كلا بحسب راتبه مواد غذائية تقصط على ثلاثة أشهر . ويضيف آخر للاسف تلك الأيام باتت بالنسبة لنا مفتقدة فالفقر والتشرد والشعور بالعجز لتوفير أبسط متطلبات الحياة جعلت الكبير قبل الصغير يحن لتلك الأيام ويدعو الله أن تعود فهي أيام لم تفارق ذكرياتهم . رغم أني عشت تلك المرحلة ولمستها إلا أني وجدت سردها من الزملاء تعبر عن حجم الأوجاع التي باتت تلامس واقعهم المر . فحنينهم ليس للوفر الذي كان يصرف لهم في شهر رمضان فقط بل إلى مستوى المعيشة الجيدة التي استطاع نصر طه إدخال البهجة لقلوب الكثير من الموظفين فالحافز الذي تضاعف والتأمين الصحي والراتب الشهري الذي هو حق عام غيب بغياب الدولة فوعد الحوثي بإقامة دول الرخاء لم يروا منها غير الفقر المدقع . رغم غياب نصر طه منذ ستة أعوام الا أنه ظل يسكن قلوب موظفيه وتعشعش ذكرياته في مخيلتهم ليتحول في قلوب خصومه إلى ذكرى جميلة وخالدة تحضر مع أوجاعهم فما بالك بمحبيه . وأنا هنا لا أسعى لتلميعه فهو لم يعد مدير ولا وزير حتى يقال إن ماقوله يهدف لتقرب منه فحضوره المتكرر لدى الزملاء وذكر سيرته عند كل ضائقة جعلتني أصيغ مايردد على ألسنتهم ولسان حالي تقول لماذا عجز القادمون من كهوف التاريخ أن يصنعو مكانتهم بقلوب الموظف البسيط الذي لايبحث عن مكسب سياسي بقدر ما يبحث عن حقوق اكتسبها لسنوات فسرقت منه دون أي شعور بالمسؤولية ليتربع نصر في قلوبهم ويلعن غيره