في هذا الزمن المسخ حيث بيعت كل القيم على قارعة الطريق الوطن الاراضي المناصب وحتى فتات الكرامة وحيث نادى نخاسو السياسة على بقايا وطن في مزادات الرذيلة والهوان بابخس الاثمان برز صوت مختلف استثناء نادر رجل لم يشبه الآخرين بل قلب الطاولة على كل معادلات العار.
في الزمن الذي وقف المسوخ من كل الأطراف ليبيعوا كل شيء المستقبل والحاضر وبقايا ذكريات الماضي. بكم هذه الآمال ؟ بكم هذه الأماني؟ وهذه الحقوق لو سمحت؟ برخص التراب ياهذا. انه سالم ثابت القادم من أودية الريف الشبواني الذي أثبت أن في زمن الانكسار يمكن لشخص واحد أن يعيد كتابة الأبجدية من جديد وأن يعيد صياغة المشهد والأولويات والمنطق والحسابات.
لسنوات طويلة شاهدنا رخص القيادات وتهافت المسؤولين حتى لم نعد نصدق أن أحدًا قد يملك الجرأة ليصرخ لا في وجه مغريات السلطة وملذات الموائد وفي عتمة هذا الليل الطويل جاء صوت سالم كالبرق ليشق الظلام معلنًا أن ثمة عروقًا ما زالت تنبض بالحياة وأن أملاً مهما بدا خافتًا قادر أن يتحول إلى ضوء يشع يبدد قسوة الليل ووحشة ظلمته.
رفض سالم منصبًا حكوميًا كان يمكن أن يدر عليه وفق حسابات الفساد ملايين الدولارات شهريًا لكنه آثر أن يبقى حرًا أن يحافظ على نقاء صوته وصدق موقفه في حين التهم اللئام فتات المناصب وتقاتلوا عليها ليكشفوا أنهم مجرد بقايا حطام مشروع نهب سيسقط لا محالة تاركًا خلفه عارًا يلاحقهم وأمة تبحث عن خلاص.
حاز سالم القلوب وانتصر على كل خصومه بلا معركة لأن معركته كانت مع الضمير وكانت كلمته سيفًا لم تصنعه مصانع الحديد بل دموع الناس وآهات الجياع وأحلام الوطن المذبوح من الوريد الى الوريد. أثبت سالم أن البقاء ليس للمال ولا للمناصب ولا للوجاهات الزائفة بل للحق وحده وللذين يقولون لا حين يهرول الجميع إلى نعم.
لا النظيفة الصادقة ونعم المتسخة بكل أنوع القذارة . إلى سالم حبيب الشعب سلام عليك وأنت تكتب فصلاً جديدًا في معركة الكرامة والشعب يخوض نضاله من أجل البقاء والنبل والحياة وغدًا حين تشرق شمس الدولة على ربوع هذا الوطن الجريح لن يبقى في الذاكرة إلا الأحرار الذين قالوا الكلمة الفاصلة ولن يصح إلا الصحيح
كلنا ثقة أن البقاء للحق ولا شيء غير الحق.
