كيف استطاع العليمي هزيمة سياسة السجاد.
الساعة 08:30 مساءاً
بقلم سميه دماج لم يأت اختيار الدكتور عبدالله العليمي، مديرا لمكتب رئاسة الجمهورية من فراغ، و من باب المحسوبية، كما جرت العادة في اليمن . كان اختياره نابعا من حرص الرئيس هادي وإدراكه ما يمتلكه هذا الرجل من حنكة سياسية شكلت ما بات يعرف بالسياسة الصامتة، وهي سياسة تحمل في جوهرها هموم شعب، جاعلة الظهور الشخصي خارج اهتمامها. ترجم هذا الاختيار على أرض الواقع بنجاح كبير، في حين ظل صاحبه مجهولآ عن دائرة الاضوء. ليكتشف الساسة اليمنيون مدى النجاح الذي ابداه مدير مكتب رئاسة الجمهورية في الاروقة الدولية والاقليمية متجاوزا كل الصعوبات . مؤكدآ حقيقة ظلت غائبة، وهي قدرة الحكمة اليمانية على هزيمة سياسة السجاد الايرانية، التي عرفت بسياسة النفس الطويل. ما دفع بالايراني الى حالة من الذهول؛ وهو يجد طموحه وحنكته المعروفة تتحطم امام شخصية يمنية تعمل بدأب، لكن بصمت بعيدا عن الأضواء والبهرجة، متخذة من رؤية حكيمة عايشت المتغيرات الدولية وعرفت كيف توظفها لصالحها. هكذا اثبت مدير مكتب الرئيس هادي للعالم ان الحكمة اليمانية، مازالت هي الاكثر معرفة وإدراكا على مخاطبة الامم من خلال حقائق ملموسة لاتكهنات مزعومة. ليغير المجتمع الدولي مواقفه، جراء استخدام العليمي فن الاقناع القائم على الحجة والمبني على جوهر القضية بصفتها قضية دولية قبل ان تكون ازمة يمنية بمدى ماتحمله من مخاطر تعد وخيمة على العالم بشكل عام في ظل اطماع ايرانية تنفذها عبر أدواتها المعروفة بمليشيا الحوثي . لتتحول من رؤية سياسية يمنية اعدت بمكتب رئاسة الجمهورية، وحولتها إلى رؤية اقليمية ودولية؛ لتاخذ صداها في اروقة الامم المتحدة بتفاعل واهتمام محكومة بخطر الموقف . ما جعل الدبلوماسية الايرانية تعيش حالة من الإرباك وهو الإرباك الذي يقف اليوم وراء هرولة الحوثي لمؤتمر السويد، عله يتدارك خطرا محدقا، لم تكن نتائجه في الحسبان، في ظل فشل عسكري وسياسي تعيشه مليشيا الحوثي، ومن خلفها طهران.