‏كُش ملك .. سقوط الكرت الحوثي الأخير!
الساعة 11:11 مساءاً

‏كُش ملك .. سقوط الكرت الحوثي الأخير!

بقلم/ صالح الحكمي

يدرك ‎الحوثيون إدراكاً تاماً أن كل الأوراق التي أبرزوها، والشماعات التي علقوا عليها مبررات ما قاموا به بحق ‎اليمن أرضاً وإنساناً بدءاً بتمردهم على الدولة في ‎مران وحروبهم التي شنوها على الجيش والقبائل واحتلالهم للمحافظات وصولاً إلى العاصمة ‎#صنعاء وإسقاطهم للنظام وما أعقبها من حملات نازية على محافظات اليمن وسكانها وصولاً لعدن وما خلفته حروبهم من تدمير وقتل وتهجير وسحق لإقتصاد البلد ونهب ثرواته وكل الجرائم التي ارتكبوها ولا يزالون يقومون بارتكابها حتى اللحظة، يدركون تماما أن كل كروتهم ومبرارتهم احترقت واستهلكت وبالبلدي (ما عادت تأكَّل عيش) وأنهم باتوا مكشوفين لليمنيين بمختلف مشاربهم ولدول الجوار والمنطقة والعالم ككل، وأن ذكر اسم جماعتهم بات مقروناً بالجرائم والإرهاب، ولم يعد يقف بجانبهم أحد بما فيهم المحللين غير الشرعيين من منظمات وكيانات التي كانت تقف إلى جانبهم وتنقذهم في كل مرة يقتربون من السقوط بدعم سياسي وحقوقي واتفاقات ومفاوضات، حتى هؤلاء ما عادوا يستطيعون الوقوف معهم أو مساندتهم اليوم حتى من تحت الطاولة بعد أن أصبح إرهاب الجماعة عالمياً.

 

وما زاد في تأكيد إدراكهم هو ما حدث من بتر لأيادي الداعم الأول لجماعات الإرهاب (التي يعرفون أنهم أحد أدواته فرع اليمن) في المنطقة نظام الولي الفقيه ‎#الإيراني وتقليم أظافره ولذلك وليقينهم أنه لم يعد لديهم ما يستخدمونه كسُلَّم عبور لاستمرارية مشروعهم التدميري لليمن وفقدوا كل أوراقهم الزائفة التي اعتادوا على استخدامها طيلة الفترة الماضية، لذلك لجأوا إلى استخدام الورقة الرابحة بمنظورهم والتي لها جمهورها الشعبوي العامِّي برفع شعار الدفاع عن غزة ضد ما تتعرض له من إبادة من قبل الكيان الصهيوني وهي الورقة ذاتها التي فطن لاستخدامها ملالي إيران منذ وصول الهالك الخميني لدغدغة مشاعر العرب والمسلمين إزاء ما كانوا يعتبرونه قضيتهم الأولى (فلسطين)، للتسلل لأنظمة وشعوب العرب وخلخلتها من الداخل عبر أيادي عربية موالية.

 

لقد رفع الإيرانيون شعار المقاومة وأسسوا لذلك محوراً ظاهره تحرير القدس، وباطنه الصفوي تدمير وتفتيت كل ماهو عربي وسحق الدول العربية, وهو ما تحقق لهم في لبنان وسوريا والعراق واليمن وبعض الدول العربية بشكل جزئي وتم القضاء عليه أو تحجيمه. ولذلك يستمر الحوثي اليوم في رفع هذه الورقة وهو في الوقت ذاته محتل عاصمة دولة وأسقط نظاماً قائماً ويخوض حروباً نازية ضد أبناء جلدته! نعم وهو يقوم بكل هذا وأكثر يصرخ ويقول غزة تقصف! شعارنا الدفاع عن غزة! دعونا نستمر في تدمير ما تبقى من اليمن ولا تحركوا ساكناً لأننا ندافع عن غزة بإطلاق بعض المفرقعات - لم تجرح إسرائيلياً واحداً- في سياسة استغباء للعامة لم يشهد لها التاريخ مثيل.

 

 يستمر قادة هذه الجماعة اليوم في إلقاء الخطب الشعبوية اليومية عبر وسائل الإعلام المختلفة يدّعون كذباً وزيفاً أنهم يتعرضون لهجوم نظير موقفهم من غزة وأن الشعب والشرعية يسعون لتحرير أرضهم من احتلالهم لموقفهم من غزة، وأنهم يخططون لحرب ضدهم بسبب الموقف ذاته! ويا غارتاه ويا فعلتاه!! أوقفوا معنا ودعونا نسحقكم ونستمر في سحلكم، ونزيد الطين بِلة باستدعاء الخارج لقصف مقدرات البلد دون اعتراض منكم وبرضى ومباركة أيضاً لأننا مع غزة، مالم فأنتم مع الصهيوحنفليشي وضد القضية والأمة!

 

لكن ولسوء منقلبهم، ولحسن حظنا، أن هذه الورقة بالذات باتت مكشوفة أكثر من أخواتها وتم إحراقها في لبنان بالقضاء على حزب الله وتفكيكه والذي بورقته هذه جلب الويل على لبنان ودمرها عشرات السنين وأوقف الحياة فيها، وبالمقابل لم يقدم شيئاً يذكر لفلسطين سوى الويلات، وكذلك ما حدث مؤخراً لنظام بشار الأسد الذي تم إسقاطه، وهو أيضا قتل شعبه وفعل بهم ما الله به عليم وحول سوريا إلى ركام ودمار وهو يرفع شعار المقاومة ومن أجل فلسطين في الوقت الذي باع والده الجولان لمن يدعي كذباً أنه يقاومهم وسقطت هذه الورقة بهروبه وهروب رعاته الإيرانيين، ولم يتبقَ اليوم إلا الحوثي اللعين (أحد أعضاء ما يسمى محور الممانعة) رافعاً هذه الورقة بغية الإبقاء عليه وإسناده وأملاً في عدم سحقه كما حدث لأقرانه مطايا الفرس.

 

لذلك نقول اليوم تزامناً مع الكم الهائل من الصراخ والعويل للحوثيين في كل مكان: لقد انتهت لعبتكم التي طالما استخدمتم فيها كرت غزة وفلسطين للضحك على مشاعر الناس وتوجيه الأنظار عن جرائمكم. في الوقت الذي كان فيه العالم يترقب قضايا الشعب الفلسطيني ويعطف عليه، يعلم الجميع أنكم استخدمتم هذه القضية لتمرير أجنداتكم الطائفية والمصالح الإيرانية الضيقة. كما أصبح أكثر وضوحاً أن أفعالكم في اليمن لم تكن تهمها فلسطين بقدر ما كانت ستاراً يخفي خلفه الطموحات التوسعية والنزاعات الإقليمية. 

 

لم يعد بإمكان الحوثيين اليوم استغلال غزة لفترة طويلة، بعد أن انكشف زيف دعواتهم وازدواجية مواقفهم، فالحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن الحوثيين أظهروا أنفسهم أكثر إجراماً ودموية من الاحتلال الإسرائيلي نفسه، في الحروب التي شنّوها على الشعب اليمني والدماء التي أراقوها من الأبرياء. وبات الشعب يصرخ ويقول يا أيها الحوثيون من دمر شعبه وقتل عشرات الالاف من أبناء جلدته وهجر الملايين وأسقط نظاماً بكل مؤسساته ونهب الثروات لن يحرر فلسطين ولن يقف مع أبنائها، وحان وقت تقرير مصيركم وقطع دابركم وتخليص اليمن والمنطقة من شروركم وأن مصيركم الهلاك والزوال.

 

أخيراً ولمن لا يزال على عينيه غشاوة، أو به مس فارسي، أو لا. يزال مخدوعاً بالشعارات نقول له: إن ما فعله الحوثيون في اليمن من قتل وتشريد وتدمير للمدن لا يمكن أن يُغفر أو يُبرر بأي شعارات زائفة. في حين أن الشعب الفلسطيني يعاني من الاحتلال الإسرائيلي، فإن الحوثيين كانوا ولا زالوا يقتلون ويشردون أبناء اليمن دون أي مبرر سوى التوسع السياسي والعسكري وخدمة للمشروع الصفوي. ولذلك نستطيع اليوم أن نلجمهم ونصفعهم بالحقيقة على أدمغتهم علهم يعقلون بالتأكيد على أنه لا يمكن للحوثيين بعد اليوم أن يظلوا يختبأون وراء شعار "نصرة فلسطين" للتهرب من مسؤولياتهم الجنائية ضد الشعب اليمني ودول الجوار ومن جرائمهم وإرهابهم، وبالتزامن مع سقوط الأوراق الصفيونية في المنطقة، أصبح واضحاً أن الحوثيين ليسوا أكثر من أدوات تخدم مصالح طهران، وأن ما يدّعونه من دعم للقضية الفلسطينية لم يكن سوى وسيلة لخداع العامة وإخفاء جرائمهم بحق الإنسانية، ولا مسار أمامكم سوى مزبلة التاريخ، مسارًا إجباريا.