ماذا يحدث في #السودان ❗️
بقلم / ياسين سالم
نصر استراتيجي سيخلّده تاريخ السودان المعاصر بعنوان تحرير قاعدة الزرق معركة الشرف والكرامة ،
بدعم من القوات المشتركة تبسط القوات المسلحة السودانية سيطرتها الكاملة على قاعدة الزرق بولاية شمال دارفور غرب السودان ،
إذ تعد القاعدة المركز الأهم والأقوى لقوات الدعم السريع في دارفور وعمقاً إستراتيجياً للمليشيات وداعميها ،
بكل تأكيد تحرير هذه القاعدة سيفقد المليشيات صوابها ويشل تفكير قادتها وسيعمل على زعزعة ما تبقّى من قواها المتهلهلة بالأصل ،
قاعدة الزرق تعتبر أكبر مركز إمداد عسكري للمليشيات المتمرّدة ومنطلقاً لأعمالها الإرهابية في البلاد منذ بداية الحرب ،
وسبق ان تحدثت منصّات ومنظمات دولية في تقارير عدّة عن هبوط طائرات شحن اجنبية منذ عام 2019م في مدرج القاعدة دون إذن وعلم الدولة السودانية ، وكانت قد اتهمت الحكومة السودانية دولة عربية ودول إفريقية اخرى قدّمت لها المساعدة في وقت سابق في إيصال إمدادات عسكرية لصالح المليشيات المتمرّدة عبر مطار هذه القاعدة التي استولت عليها قوات الدعم السريع من بعد سقوط حكومة البشير والتي وفرت عبرها للمليشيات الاسلحة الحديثة والمتطورة التي لا تملك بعضها القوات المسلحة السودانية في حينه إذ خلقت عملية توازي غير بريئة بين قوات الدعم والجيش السوداني لمستقبل تتحين به الفرصة للإنقضاض على السلطة في العاصمة الخرطوم وهذا ما حدث بالفعل ،
وكانت قاعدة الزرق بعد الإستيلاء عليها من المتمردين مقر رسمي لتجنيد صعاليك ومهمشي وشتات دول افريقيا حين اصبحت هذه المنطقة من حواكير واوكار بعض قبائل الزغاوة التي تقع جغرافياً بين عدة دول منها السودان وتشاد وليبيا والنيجر والتي تنتشر قبائلها في مناطق واسعة من أفريقيا حين جعل الجنجويد ومليشيات الدعم من قاعدة الزرق منطقة عسكرية اساسية وحاضنة بل عاصمة لهم ولهذه القبائل ،
وبعد معارك شرسة تكبدت بها مليشيات الدعم الذي يقودها اسرة حميدتي آل دقلو خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات تحررت القاعدة وضواحيها على ايدي القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة ، بدعم من سلاح الجو السوداني الذي نفّذ أكبر عملية احترافية واستراتيجية تُتوّجت بالسيطرة الكاملة على قاعدة الزرق ومناطق بير مزة وبير شلة وبير جبريل ودونكي مجور وهايم ،، التي كانت اكبر شريان للغدر والخيانة في عملية الإمداد الرئيسي للمليشيات العِرقية ،
تمّت هذه العملية الحاسمة والتي جاءت بعد جهد كبير إذ تخلل هذا الوقت الطويل مناورات ومراوغات ومكر ودهاء مارسته قيادة الجيش السوداني بتمكّن وإقتدار عال المستوى ،
يتذكر الذي يقرأ المشهد الحالي لمعركة قاعدة الزرق الفاصلة تاريخ سلف هذه الأمة امثال خالد بن الوليد ودهائه في مجابهة العدو ، إذ إربك الجيش السوداني المليشيات وداعميها ميدانياً حين يتقدم مرّة ثم ينسحب تارة ويهاجم ويعود للخلف حتى تسبب بإمتعاض إعلامي جرّاء هذا الإنتظار الممل في عدة محاور سواء كانت مؤيدة او متربصة في الداخل والخارج كأتباع #قحت وفي نفس الوقت منح هذا التردد ثقة مفرطة للمليشيات المتمرّدة بعدم قدرة الجيش على إقتحام هذه المنطقة المدججة بأنواع العتاد والأسلحة المتطورة والمحاطة بالعدد الهائل من مجندي المليشيات ومتطوعي الشتات من قبائل الدول المجاورة وعبر الحدود الاخرى من دول افريقيا والمدعومة أجنبياً ودولياً ،
حتى جاء زمن الضربة القاضية التي فككت قدراتهم وشرّدت تلك المجاميع المتحصّنة بهذه القاعدة والمناطق المحيطة بها ،
هذا النصر العظيم يمهّد للنصر الكبير في تحرير وتطهير كامل تراب السودان من رجس المليشيات الإجرامية الإرهابية .