بقلم - الرئيس د.رشاد محمد العليمي
تحتفل مصر العزيزة، هذه الأيام بالذكرى التاسعة لانطلاقة ثورة 30 يونيو، هذه الثورة العظيمة التي حققت إرادة وتطلعات الشعب المصري، وأنقذت بلده من خطر داهم يستهدف هويته، و وحدته الداخلية، ونشر الفتنة بين ربوعه، وتدمير الريادة العربية لمصر، ودورها العربي، والافريقي، والإسلامي.
لقد كان للجيش المصري دوره العظيم بقيادة اخي فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وضع البلاد على الطريق الصحيح، وأعاد بناء مؤسساتها، واطلق العنان لتشمير السواعد من اجل تحقيق النهوض الاقتصادي، والعمراني المدهش، وهو ما تجسد في المشروعات القومية الكبرى التي مثلت نموذجا يحتذى في المنطقة.
لقد استطاعت مصر خلال السنوات الماضية التي أعقبت ثورة الثلاثين من يونيو، مواجهة التحديات الكبرى، والتغلب عليها بنجاح مثير للإعجاب، و في المقدمة إعادة الأمن والاستقرار، وتنفيذ خطة طموحة للإصلاح الاقتصادي، التي وضعت هذا البلد العربي العريق في مرتبة متقدمة بين الاقتصاديات الناشئة.
وفي غضون سنوات قليلة كانت مصر محل اشادة عديد من المؤسسات الإقليمية والدولية من حيث معدلات النمو، التي وصلت الى نحو 5.6 بالمائة قبيل ازمة كورونا، التي تمكن الاقتصاد المصري من تجاوزها هي الأخرى بتماسك منقطع النظير، مقارنة بالاقتصادات المتقدمة.
وقد أكدت في لقائي الأول بأخي الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارتي الأخيرة للقاهرة، هذا الاعجاب بالتجربة المصرية التي يقودها، والإنجازات التي تحققت علي الأرض خلال فترة زمنية محدودة.
ومن دون شك، فإن هذه النجاحات على ارض مصر، تعطي للشعوب الأخرى، وفي المقدمة شعبنا اليمني، الكثير من العبر والدروس الملهمة والامل بإمكانية تجاوز الواقع الصعب، وإعادة النهضة والبناء رغم التحديات التي جلبتها حرب المليشيات الحوثية.
ان اليمن قيادة وشعبا لن ينسي لمصر مواقفها التاريخية في دعم الشرعية الدستورية والمشاركة في التحالف المساند لها، واحتضانها اكثر من مليون شخص من أبنائه المقيمين والوافدين الذين نزحوا، وهجروا قسرا في اعقاب استيلاء المليشيات المدعومة من ايران على الدولة، والانقلاب على التوافق الوطني. لقد كانت مصر، خير عون وسند للنازحين والجرحى والمصابين، وهو امر ليس بغريب على شعبها الكريم، وقائدها الشجاع الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقد مثلت مواقفنا المشتركة خلال زيارتي الأخيرة لمصر، تجسيدا حيا للعلاقات التاريخية بين بلدينا الشقيقين، وافاقها الجديدة في عهد ثورة يونيو، ومبادئها، ومنطلقاتها العروبية والقومية، في مواجهة التحديات المحدقة، وهي ذات المبادئ التي اكد عليها بيان القاهرة الذي جاء بعد اللقاء الهام بين فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وولي العهد بالمملكة العربية السعودية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ليؤكد حرص البلدين الشقيقين على أمن اليمن، واستقراره، ودعم مجلس القيادة الرئاسي، والمكونات المساندة له.
مرة أخرى اجدد بهذه المناسبة، التحية لشعب مصر وقائد ثورته، ونهضته الحديثة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومؤسسات الدولة المصرية وفي المقدمة جيشه العظيم، ومؤسسته الأمنية بكافة فروعها.