هل فهمت إيران الرسالة .؟
2020/01/05
الساعة 04:35 مساءاً
لم يكن مقتل قاسم سليماني يشكل حالة رعب او قلق كما يحاول الإعلام الإيراني أن يسوقه للمشاهدين بقدر ما هو فقاعات ناتجة عن هول الصدمة التي يعيشها النظام طهران نتيجة مقتل أبرز قادتها العسكريين الذي قدم للإدارة الأمريكية خدمات جليلة في حربها على طالبان وصدام حسين
فمن يتخيل أن النظام الإيراني معادي للولايات المتحدة فهو واهم لا يجد قراءة المشهد السياسي للأحداث فإيران وما تحمله من خطاب سهل لأمريكا ونظامها فرض نفوذها وسيطرتها على المنطقة وهو ماذهب إليه العديد من الكتاب الأجانب في شرح وتوصيف علاقة طهران وواشنطن يصفها الكاتب التركية بالدجاجة التي تبيض ذهبا لامريكا ولا يمكن لها أن تقدم على ذبحها طالما هي مربحة وتوفر للموازنة الأمريكية مليارات طائلة من الدولارات
ستنهي قضية سليماني ذو السمعة السيئة دون أن تستطيع طهران أن تقوم بأي خطوات حقيقية تهدد المصالح الأمريكية فهي تعرف جيدا أنها غير قادرة على تهديد المصالح الأمريكية ولا يمكن لنظام الملالي أن يغامر بدخول حرب عسكرية مع دولة هي الأقوى في العالم فورقة قائد فيلق القدس انتهت مفعولها ولم يكن أمام البنتاجون غير التخلص منها بعد أن فقدت قيمتها وتحولت إلى ورقة غير مجدية وهو ما أدركه سليماني بسعي ترمب قصقصة أجنحة الحرس الثوري في العراق ولم يمهل القادة العسكريين قاسم سليماني لاتخاذ أي خطوات تهدد مصالحها بالمنطقة .
لتصل رسالة الإدارة الأمريكية سريعا يتلقفها نظام طهران مدركا أن تجاوز واشنطن لم تعد تسمح بتجاوز ما هو مسموح لها ولكن هذا لايعني أن الولايات المتحدة قررت التخلص من نظام الملالي بطهران ولا استبعد ترك مساحة لإيران حفظ ماء وجهها أما شعبها لاستهداف سفارتها في العراق أو لبنان لتغطية خسارتها الكبيرة بشكل لا يؤذي مصالحها العليا .
وهو ما جعل القيادة الإيرانية تعيش حالة من الارتباك في اتخاذ أي خطوة تجاه مقتل أهم قادتها العسكريين بصورة مهينة .