المحافظ باكريت .. عامين من العطاء والإنجاز في الواقع الأكثر تعقيداً..!!
الساعة 07:24 مساءاً

بقلم: محمد الناصر العولقي

تنبئنا كتب التاريخ وسير الأولين أن من الصعب جدا قياس حقيقة عظمة القادة والزعماء، ومعرفة مدى ما يتمتعون به من حنكة وحكمة وخبرة ودهاء الاّ وقت الشدائد والازمات، ويعزز علماء وخبراء التنمية البشرية هذا القول بتأكيدهم أنه وبقدر نجاح القادة والزعماء في ادارة الأزمات وقدرتهم في مواجهة الصعوبات والتحديات والأخطار التي تواجههم، وتواجه بلدانهم ايضاً تقاس عظمتهم وحكمتهم ومهاراتهم، والعكس صحيح.

وبالنظر الى واقعنا اليوم في اليمن تتجلى أمامنا الكثير من النماذج والأمثلة الحية، لقيادات عظيمة تتمتع بكل الصفات والمميزات والمهارات القيادية الحقة، وأخرى فاشلة لا تمتلك من تلك الصفات والمؤهلات شيء، وبإعتقادي انني لست بحاجة للتدليل على ذلك بذكر اسماء ليقيني بأن الغالبية من اليمنيين باتوا يدركون ذلك جيدا، وما اود تناوله هنا هو التعريف بإنموذج حي لقيادي عظيم واستثنائي، حقق نجاح وحضور غير مسبوق في الساحة المحلية خلال مدة قصيرة لا تتجاوز العامين، الا ان الكثيرين منا لا يزالون يجهلونه، ولا يعرفون عنه شيء.

انه القائد الفذ والشاب الناجح الشيخ راجح سعيد باكريت - محافظ محافظة المهرة، الذي نحتفل اليوم في محافظة المهرة ومعنا كل الشرفاء والوطنيين في اليمن عامة - بمناسبة مرور عامين على توليه مقاليد السلطة في المحافظة .. هذا القيادي الرائع الذي لم يكن الكثير من اليمنيين يعرفونه قبل توليه منصب محافظة المهرة - استطاع ان يحقق لمحافظته وابناءها من الانجازات خلال هذه المدة القصيرة مالم ينالونه طيلة الخمسة العقود الماضية، وذلك على الرغم من المرحلة الصعبة والمعقدة والشائكة التي تمر بها اليمن، والتحديات والازمات والاخطار التي تعصف بها.

من اللاشيء وبإمكانات بسيطة وشحيحة جدا باشر الشيخ راجح باكريت مشواره التنموي في محافظة المهرة .. وبكل ثقة واصرار واقتدار خاض معارك شرسة ضد الكثير من العابثين واللصوص واعداء النجاح، فقضى على الفساد، وعالج كافة الاختلالات والقصور التي كانت سائدة في المؤسسات الايرادية والمالية في المحافظة .. ثم اعاد تطبيع الاوضاع في مختلف المديريات والمؤسسات والمكاتب الحكومية، وقضى على ظاهرة التهريب، وحلحل الكثير من المشكلات القبيلة التي كانت عالقة منذ عقود، واعاد الحياة في المهرة بشكل عام الى سابق عهدها.

وبإرادة وعزيمة صلبة وشجاعة نادرة، وبكل حنكة ودهاء واجه الشيخ راجح باكريت كافة التحديات والأخطار والصعوبات والمؤامرات والمخططات التخريبية التي واجهته منذ اليوم الأول لتسلمه لمهامه كرئيس للسلطة المحلية، والتي قادها البعض من قيادات المحافظة المؤثرين وبدعم وتوجيه من دول خارجية معادية - وبكل ثقة تمكن من احباطها، وكشفها وتعرية من يقفون وراءها، وفضح الاهداف الخفية والتخريبية التي تسعى الى تحقيقها، وبفضل ذلك التف حوله جميع المهريين يساندونه ويؤازرونه ويباركون كل توجهاته وخطواته.

بشجاعة نادرة وبروح انسانية نبيلة، واجه الشيخ راجح باكريت آثار وتبعات الكارثة المدمرة التي اجتاحت المهرة العام المنصرم والمتمثلة في اعصار (لبان)، ورغم خذلان الحكومة الشرعية له، وتنصلها عن الوفاء بكافة وعودها والتزاماتها تمكن من معالجة ابرز الآثار والخراب الذي خلفته، واعاد تطبيع الاوضاع في المحافظة في وقت وجيز، ثم واصل جهوده في اعادة تاهيل وترميم المشاريع الخدمية والمباني الحكومية التي تعرضت للتدمير والخراب تباعا، محققا في سبيل ذلك انجازات عظيمة ومبهرة.

بحس وطني فريد، قضى المحافظ راجح باكريت على جميع مظاهر الفوضى والانقسامات داخل المحافظة، واستصل منها كل ماله صلة بإشاعة افكار ومفاهيم التعصب والمناطقية والمذهبية والعنصرية وغيرها .. كما حارب ظاهرة الارهاب والتطرف، وحافظ على المهرة كمحافظة يمنية وحدوية موالية للشرعية تنعم بالامن والاستقرار، ويسودها النظام والقانون، ويتعايش فيها جميع اليمنيين بمختلف تواجهاتهم وانتماءاتهم وولاءاتهم، وتنتفي فيها كل مظاهر الفوضى والحروب والانقسامات.

برؤية ادارية عصرية وحس تنموي فريد، حقق الشيخ راجح باكريت لمحافظة المهرة نهظة ونقلة تنموية وخدمية شاملة، بل وغير مسبوقة، حيث نفذ مئات المشاريع الخدمية والتنموية شملت مجالات (الطرقات - الكهرباء - المياة - التعليم - الصحة - الاسماك - الرياضة) غيرها، وعمت بخيراتها مختلف مديريات ومناطق المحافظة، كما تمكن بدبلوماسيته وعلاقاته ان يقنع عدد من الجهات والمنظمات الخارجية المانحة وفي مقدمتها «البرنامج السعودي لاعادة الاعمار ومنظمة اليونسيف»، لتولي تمويل تنفيذ العديد من المشاريع الاستراتيجية، وكان له ذلك، ولا يزال عطاؤه مستمر، وهناك عشرات المشاريع قيد التنفيذ.

وبشكل عام نقول ان ما يلفت في ذلك كله ان هذا القائد الرائع والاستثنائي صنع وحقق كل تلك الانجازات والمكاسب العظيمة وغيرها كثيرة، من اللاشيء وبإمكانات ذاتية شحيحة بل وشبه معدومة، وفي ظل واقع صعب وصلب محفوف بالمخاطر والازمات، وخلال مدة قصيرة جدا لم تتحاوز العامين .. وهو الامر الذي يجعل منه شخصية عظيمة وفريدة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معانِ ودلالات، تستحق منا جميعا ان نسلط الضوء عليها وندرس تجربتها، وان نكرمها ونقتدي بها، بل ونتخذها مثلنا الاعلى .. كل الحب والود والتقدير والثناء للمحافظ الشيخ راجح باكريت، وتمنياتنا له بالمزيد من التوفيق والنجاح في مهامه الحالية والمستقبلية.