موسم الضابحين
الساعة 04:33 مساءاً
وكأنه موسم الضابحين،اليائسين، المخفيين ضحكاتهم بالعشي والإبكار ...؟! وكأننا نبدو خارج الخريطة ،الخريطة التي لطالما انهكتنا بزيفها وجعلتنا أقرب لمسلوبي الإرادة وحتى الفكر . نحن ندور بداخلها وكأننا مملوكين لها لا هي ملكنا،نبدو شاحبي الوجه التجاعيد وحدها من تكشفنا ، حتى تلك الابتسامة التي نطلقها للعنان تبدو مرتكبة للخطيئة، كيف لها أن تصدر صوتآ وسط هولاء الموتى الناقمين على أنفسهم الذين يبحثون عن نصف أمل يبقيهم على قيد حياة .! المحبطين من واقعهم ،الراضيين ببؤسهم، الذين تضعفهم كلمة ويقفز بهم الخوف إلى اللاوعي .. الجميع هنا يقف في نهاية المجر لا أحد يقصف في المنتصف، نحن نمثل الدور جيدآ ونجيد تقمص شخصياته لا شخصياتنا ،وحتى الأبطال منهكين جدآ لكنهم يشعروك بالسحق ،حتى يصبك بعضآ من الجنون الذي يغطي معظم اوقاتهم،نحن نخشى يا رفاق الأرض أن يستمر البؤس بحالنا حتى نضطر يومآ أن نقابل بعضنا مخفيين الثغر أن يبتسم ،واضعين كلتا يدينا على اعيينا كي لا تصبنا اشواك من سبقونا أو ينثر أحدهم الغبار فلا نفيق إلا على أرصفة التائهين،نحن نتوراى عن الضوء ولكنا نخاف العتمة،نحجب الحقيقة لكنا نرفض النفاق ،نحب الفرح ويدهشنا الرضى،وفوق كل هذا لا زلنا نخشى،وتحت سماءنا تعلو ابتسامة قسرية؛ كي لا ينالنا العقاب أو نحاكم بالقصاص على ما اقترفناه بحق الفاقدين...؟!