خطاب نعيم قاسم ليس إقتراح بل إستجداء ،،
الساعة 11:09 صباحاً

يبدو أن هناك إدراكاً بأن حزب الله قد واجه خيار تسليم السلاح ولا مفر من تنفيذه ، إما طواعية او بالقوة ،

في هذا السياق جائت الفكرة في رأس نعيم قاسم "فتح باب الإستجداء مع السعودية" الذي اسماه "حوار" محاولة لإستكشاف فرصة التفاوض حول تسوية تحفظ ماء الوجه كما يبدو أن الهدف من هذا "الحوار" محاولة الحصول على دعم مالي أو استرضاء مادي ، بالإضافة إلى تحقيق مكسب سياسي في لبنان، مقابل الرضوخ لقرار الحكومة اللبنانية في التخلي عن السلاح الذي بات وشيكاً ،

 

محاولة "الحوار" قد لا تكون بالضرورة لمصلحة الحزب ككل ، بل قد تكون محاولة من قبل قيادات معينة داخل الحزب، مثل نعيم قاسم نفسه ومعاونيه ، للبحث عن مكاسب شخصية وسياسية في لبنان حتى لايخرج من "المولد بلا حمّص" او يعود بخفّي حُنين !

 

قاسم واهماً جداً إذا يعتقد أن السعودية قد تتعامل مع حزب الله بناءً على رغباته او لحاجتها لموافقته للتنازل عن السلاح  ،

"القرار لبناني والحزب لبناني وقاسم لبناني" والحقيقة أن المملكة لا تتعامل مع المليشيات، لاسيما تلك التي لها تاريخ من الجرائم في بلدانها والتهديدات والعداء المكشوف مثل حزب الله بما في ذلك دعمها للحوثيين ودعمها لنظام بشار واعمالها الإجرامية في سوريا ،

 

تجارب المملكة السابقة مع هذه المليشيات تُظهر موقفها الثابت والرافض لأي تعامل أو تفاوض مع مليشية او جماعة ، المملكة دولة كبيرة ولا تتعامل الا مع الدول فقط ،

 

قد يعتقد البعض أن المملكة قد تستجيب لمقترحات "الحوار مع حزب الله" او إستجداء نعيم قاسم ، مستندين في ذلك إلى تجربة إتفاق الطائف ، حيث تم التعامل انذاك مع مختلف الفرق والمليشيات اللبنانية في ظروف حرب أهلية لإيقاف نزيف الدم وفرض عملية سلام تجمع اللبنانيين على طاولة واحدة ، ومع ذلك، يختلف الوضع الحالي بشكل كبير، حيث تتمتع لبنان الآن بسيادة وحكومة واستقرار سياسي، بإستثناء التحديات التي تتسبب بها حزب الله الذي لم ينفذ إتفاق الطائف بالأصل .