اختتم امس الأربعاء في العاصمة السعودية الرياض اليوم الأول من المشاورات اليمنية-اليمنية التي تنظمها الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بحضور المبعوثين الأممي والأميركي إلى اليمن.
وتهدف المشاورات، التي تغيب عنها جماعة الحوثي، إلى إيقاف الحرب، وتأسيس مرحلة للسلام، ومعالجة الأزمة الإنسانية في اليمن.
وقد ركز اليوم الأول على أهمية توحيد المواقف المتباينة في إطار الحكومة الشرعية، إضافة إلى تفعيل الشراكة اليمنية الخليجية.
وتتزامن المشاورات مع إعلان التحالف إيقاف العمليات العسكرية في اليمن لإنجاح المشاورات.
وفي كلمة له مع بدء هذه المشاورات، قال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف إن الحل السلمي هو السبيل الوحيد للأزمة في اليمن، وإن المشاورات اليمنية بمحاورها الستة تمثل منصة لتشخيص الواقع لنقل البلاد من الحرب إلى السلم.
من جانبه، طالب المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، المسؤولين اليمنيين بالتشاور، وإيجاد الحلول لتحسين حياة اليمنيين.
ورحب ليندركينغ، في كلمة أمام جلسة المشاورات في الرياض، بإعلان التحالف وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، واعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح.
بدوره، أثنى المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، على جهود مجلس التعاون الخليجي للتوصل إلى حل شامل للأزمة اليمنية، معربا عن تفاؤله بشأن المشاورات التي انطلقت في الرياض.
واعتبر غروندبرغ أن إعلان التحالف وقف العمليات العسكرية في اليمن خطوة في الاتجاه الصحيح، داعيا المجتمع الدولي إلى بذل أقصى الجهود لتحقيق رؤية الأمم المتحدة في اليمن.
ورفضت جماعة الحوثي المشاركة في مشاورات الرياض، داعية إلى إجرائها في بلد محايد، في إشارة لرفضها الحضور إلى السعودية.
في المقابل ، قال المجلس السياسي لجماعة الحوثي امس الاربعاء إنه لا سلام دون رفع ما وصفه بالحصار عن الشعب اليمني واحترام سيادة واستقلال اليمن.
وعبّر المجلس في بيان له عن الأسف الشديد لما وصفه بعدم استجابة التحالف الواضحة والصريحة لمبادرة الجماعة بشأن إنهاء الصراع في اليمن.
وقد قال محمد البخيتي، عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، إن الحصار المفروض على اليمن يعد عملا عسكريا لأنه يفرض بقوة السلاح، على حد تعبيره.
وأضاف البخيتي -في تغريدة له على تويتر- أنه إذا لم يتم رفع الحصار فإن إعلان التحالف وقف عملياته العسكرية لن يكون له معنى، لأن معاناة اليمنيين جراء الحصار أشد من الحرب نفسها، على حد قوله.
وقال القيادي الحوثي إن ذلك يعني استمرار عمليات الحوثيين العسكرية التي تستهدف كسر الحصار، حسب وصفه.
وكان التلفزيون السعودي قال إن قرار التحالف بوقف العمليات العسكرية في اليمن، والذي يستمر طيلة شهر رمضان، قد دخل حيز التنفيذ صباح امس الاربعاء .
وتحاول الأمم المتحدة والولايات المتحدة منذ العام الماضي التوصل لهدنة دائمة في اليمن، لكن الخلافات بشأن الخطوات تحبط الجهود المبذولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 7 سنوات، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف ودمرت اليمن.
فالحوثيون يريدون من التحالف رفع القيود التي يفرضها على الموانئ البحرية ومطار صنعاء أولا، في حين يريد التحالف خطوات متزامنة من الطرفين.
المصدر : الجزيرة