أطلق محتجون هتافات “سياسية” منتقدة للسلطات الإثنين خلال تجمع وسط طهران على خلفية انقطاعات في التيار الكهربائي تشهدها مناطق إيرانية منذ أسابيع.
وأتى هذا التحرك في أعقاب احتجاجات على خلفية شح في المياه تشهدها منذ أكثر من عشرة أيام مناطق في جنوب غرب البلاد، حيث قتل أربعة أشخاص على الأقل، وفق وسائل إعلام إيرانية.
وأفاد التلفزيون الرسمي الإثنين على موقعه الالكتروني ”إيريب نيوز”، عن تنظيم ”تجمع محدود” في شارع جمهوري (”الجمهورية”) وسط العاصمة قبيل ظهر اليوم (07:30 ت غ).
وأوضح أن التحرك نفذه ”عدد من أصحاب المتاجر في مركزي علاء الدين وتشارسو أمام المركزين، للاحتجاج على مشاكل ناتجة عن انقطاع التيار الكهربائي”، لكن ”حاولت مجموعة استغلال الامتعاض وجعل (التجمع) سياسيا”، و”بدأت بترداد شعارات مخالفة للمعايير”.
وعادة ما تستخدم وسائل الإعلام الإيرانية عبارة ”مخالفة للمعايير”، للإشارة الى الهتافات المنتقدة للسلطات في الجمهورية الإسلامية.
وأظهر شريط مصوّر نشرته وكالة ”فارس” الإيرانية القريبة من المحافظين المتشددين، عبر حسابها على تويتر، تجمعا لمن قالت إنهم ”نحو 50 شخصا”، ردد بعضهم ”شعارات سياسية”.
وأظهر الشريط أشخاصا يمشون في الشارع رافعين أيديهم في الهواء، بينما تواجد بالقرب منهم عناصر من الشرطة، بعضهم على دراجات نارية.
وفي حين دعا بعضهم الشرطة الى ”دعمنا”، ردد آخرون - وفق ما يظهر الشريط المصوّر - هتافات منها ”لا غزة ولا لبنان، حياتي من أجل إيران”، في انتقاد ضمني لدعم طهران لحزب الله اللبناني وفصائل فلسطينية في قطاع غزة المحاصر من قبل إسرائيل، العدو الإقليمي اللدود للجمهورية الإسلامية.
ونقلت وكالة ”إسنا” عن نائب محافظ طهران حميد رضا كودرزي قوله إن الاحتجاج استمر قرابة ساعة، قبل أن تعود الأمور الى ”وضعها الطبيعي”.
وقرابة الساعة الرابعة بعد الظهر، أفاد صحافي في وكالة فرانس برس، عن تواجد سيارات ودراجات نارية تابعة للشرطة قرب المركزين التجاريين، مع تسجيل حركة سير طبيعية، وتوافر التيار الكهربائي في مركز علاء الدين.
- ”استهلاك مفرط” -
وبدأت السلطات الإيرانية منذ مطلع تموز/يوليو، جدولة انقطاعات في التيار الكهربائي في طهران والعديد من المدن الكبرى، عازية ذلك الى أسباب عدة أبرزها زيادة الطلب مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف، والجفاف الناتج من تدني نسبة المتساقطات هذا العام، ما أثّر على قدرة الانتاج من المعامل الكهرومائية.
وفي حين تراجعت انقطاعات التيار في طهران خلال الأيام الماضية عما كانت عليه بداية الشهر الحالي، الا أن السلطات لا تزال تعلن انقطاعات مجدولة، متوقعة استمرارها حتى نهاية الشهر على الأقل، داعية السكان الى التوفير قدر الامكان في الاستهلاك.
وأكد متحدث باسم شركة الكهرباء الوطنية، وفق ما نقلت عنه ”فارس”، أن قطع التيار في مركز ”علاء الدين” تم الإبلاغ عنه بشكل مسبق، ويعود الى ”الاستهلاك المفرط” للطاقة فيه.
ويعد علاء الدين وتشارسو الواقعان في وسط العاصمة، من أبرز المراكز المتخصصة بالمنتجات التكنولوجية والهواتف الذكية في طهران.
وشكّل الشح في المياه سببا لاندلاع احتجاجات في مناطق عدة من محافظة خوزستان الغنية بالنفط في جنوب غرب إيران، اعتبارا من 15 تموز/يوليو.
وأفادت وسائل إعلام إيرانية بمقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، بينهم ضابط شرطة ومتظاهر، في خوزستان، منذ ذلك الحين. كما أورد التلفزيون الرسمي مقتل شخص خلال ”أعمال شغب” في محافظة لورستان (غرب)، ملمحا الى أنها كانت على خلفية احتجاجات خوزستان.
وفيما يتهم مسؤولون إيرانيون ”انتهازيين” و”مثيري شغب” بإطلاق النار على المتظاهرين وعناصر الأمن، قالت منظمات حقوقية دولية الجمعة إن قوات حفظ النظام استخدمت ”القوة المفرطة” ضد المحتجين، وأن حصيلة الضحايا أعلى من الأرقام الرسمية.
ودعا المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي الجمعة سكان خوزستان الى عدم توفير ”ذريعة” لأعداء إيران، مشددا في الوقت عينه على أنه لا يمكن ”لومهم” لابداء انزعاجهم من هذه ”المشكلة”.
وشهدت مناطق عدة في إيران خلال الأعوام الماضية، احتجاجات على خلفية الظروف المعيشية والاقتصادية التي تعود بشكل أساسي للعقوبات الأميركية القاسية.
وزادت من حدة هذه الظروف، تأثيرات جائحة كوفيد-19 التي تعد إيران أكثر الدول تأثرا بها في الشرق الأوسط.
والإثنين، أعلنت وزارة الصحة تسجيل 31814 إصابة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، في حصيلة قياسية يومية هي الثانية خلال أقل من أسبوع.
كما توفي 322 شخصا في الساعات الماضية، لترتفع بذلك الحصيلة الرسمية للجائحة الى 89122 وفاة من أصل 3,723,246 إصابة، علما بأن مسؤولين إيرانيين سبق أن أقروا بأن الأرقام الرسمية تبقى دون الفعلية.