الرئيسية - عربي ودولي - فيضانات ألمانيا وتداعياتها تسلّط الضوء على نقاط ضعف المرشّح الأوفر حظا لخلافة ميركل
فيضانات ألمانيا وتداعياتها تسلّط الضوء على نقاط ضعف المرشّح الأوفر حظا لخلافة ميركل
الساعة 08:57 مساءاً (ا ف ب)

من الانتقادات التي طاولت مواقفه حول المناخ إلى تلك التي أثارتها نوبة ضحك أصابته في أسوأ توقيت، سلّطت الفيضانات الكارثية التي شهدتها ألمانيا الضوء على نقاط ضعف أرمين لاشيت، المرشّح الأوفر حظا لخلافة المستشارة أنغيلا ميركل.

ومع تخطي حصيلة ضحايا الفيضانات في ألمانيا 170 وفاة، أعاد رد فعل لاشيت على الكارثة إحياء جدل مزمن حول أهليته لخلافة ميركل التي ستتقاعد من العمل السياسي بعد انتخابات أيلول/سبتمبر.

وأظهر استطلاع أجراه مؤخرا معهد سيفي لصالح صحيفة شبيغل، أن 26 بالمئة فقط من المستطلَعين البالغ عددهم الإجمالي خمسة آلاف شخص يعتبرون أن لاشيت قادر على إدارة الأزمات بشكل جيّد.

ويشغل لاشيت حاليا منصب رئيس حكومة مقاطعة شمال الراين-فيستفاليا، وسبق أن تعرّض لانتقادات بسبب نهجه المتردّد وغير الثابت على صعيد إدارة أزمة الجائحة.

- ”كارثة” -

وصرّح خبير العلوم السياسية في جامعة دريسدن التقنية هانز فورلاندر لوكالة فرانس برس ”استغرق الأمر لاشيت بعض الوقت لكي يجد النبرة الصحيحة”.

ووصف الخبير الصور التي نشرت الأسبوع الماضي بأنها ”كارثة”.

وكانت قد التقطت صور للاشيت وهو مصاب بنوبة ضحك مع مسؤولين محليين خلال تكريم الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير ضحايا الفيضانات.

وعلى الرغم من تقدّمه لاحقا باعتذار عن ”خطأ” ارتكبه، تعرّض لاشيت لموجة انتقادات على شبكة الإنترنت وفي وسائل الإعلام الألمانية.

وتساءلت أسبوعية دير شبيغل ”هل حقا تأتمن ميركل التي تتمتّع بقدرة فائقة في السيطرة على نفسها هذا الرجل الذي لم يبدِ أي سيطرة على نفسه، على منصبها؟”.

واعتبرت صحيفة دير تاغشبيغل البرلينية أنه ”إذا أراد لاشيت تولي منصب المستشار فعليه أن يكون قادرا على إدارة الأزمات. هذا الأمر ما كان ليحصل مع ميركل”.

فلطالما أثنى المراقبون على تحلي المستشارة الألمانية بأعصاب فولاذية تحت الضغوط، في المقابل غالبا ما أظهر لاشيت ”قلّة تصميم”، بحسب فورلاند.

وتابع خبير العلوم السياسية ”عموما، يظهر السياسيون ما هم قادرون على فعله خلال الأزمات”، مشيرا في ذلك إلى ميركل وسلفها غيرهارد شرودر الذي أبهر الناخبين برد فعله السريع على الفيضانات قبيل انتخابات فاز فيها بولاية جديدة في العام 2002.

وأظهر استطلاع أجري هذا الأسبوع لصالح معهد فورزا أن تحالف حزبي ”الاتحاد الديموقراطي المسيحي” و”الاتحاد الاجتماعي المسيحي” متراجع بنقطتين مقارنة بالأسبوع الماضي ويحظى بتأييد 28 بالمئة.

لكن الجمعة، أظهر استطلاع للتلفزيون الرسمي ”ايه.ار.دي” تقّدم المحافظين نقطة واحدة إلى 29 بالمئة.

- نقاش حول المناخ -

وبتقدّمه حاليا بنحو عشر نقاط على حزب الخضر المعارض الذي يحل ثانيا في الاستطلاعات، لا يزال لاشيت الأوفر حظا لخلافة ميركل في المستشارية.

وفي الأشهر الأخيرة، استفاد لاشيت من تراجع التأييد لحزب الخضر الذي تضرّرت حملته الانتخابية بعدما كان قد بدأها بقوة، بسبب هفوات ارتكبتها زعيمته المرشّحة أنالينا بيربوك.

لكن الفيضانات أبطأت وتيرة تقدّمه وأعادت النقاش حول السياسة المناخية إلى أولى الأولويات قبل شهرين من موعد الاستحقاق.

وأظهر استطلاع ”ايه.ار.دي” أن 81 بالمئة من الألمان يعتبرون أن هناك ضرورة لتحرّك من أجل حماية المناخ.

وكتبت صحيفة دير تاغشبيغل أن ”الفيضانات أظهرت أن هناك ضرورة ملحّة للسياسات المناخية”، كما أن ميركل دعت إلى ”تسريع” التصدي للتغيّر المناخي.

وقال فورلاندر ”على لاشيت أن يحدد أهدافا واضحة والذهاب أبعد” من الأهداف المعلنة للمحافظين، إذ إن وتيرة الكوارث الطبيعية تتسارع بسبب الاحترار العالمي.

وكان الائتلاف الحكومي الذي ترأسه ميركل قد أقر في أيار/مايو قانونا ينص على تحقيق البلاد هدف ”الحياد الكربوني” بحلول 2045.

لكن رئيس حكومة مقاطعة بافاريا ماركوس سودر الذي خاض في الربيع منافسة شرسة ضد لاشيت على بطاقة الترشّح عن المحافظين إلى منصب المستشار، حدّد العام 2030 موعدا لتحقيق الحياد الكربوني في مقاطعته.

وبصفته رئيسا لحكومة منطقة تعتمد بشدة على الفحم، اعتُبر لاشيت أكثر حذرا في المسائل المناخية.

ولم يكسبه ذلك مزيدا من التأييد على صعيد الناخبين، فقد أظهر استطلاع أجري الأربعاء أن 26 بالمئة فقط من المستطلَعين يثقون بالنهج الذي يتّبعه لاشيت على صعيد حماية المناخ.