شارك وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور أحمد عوض بن مبارك، اليوم، عبر تقنية الاتصال المرئي، في الاجتماع النصفي لوزراء خارجية حركة عدم الانحياز الذي تستضيفه العاصمة الاذربيجانية باكو خلال الفترة من 13 وحتى 14 يوليو الجاري. واكد وزير الخارجية في كلمته التي القاها باسم الجمهورية اليمنية، ان الحكومة اليمنية ستظل حريصة على تحقيق السلام والاستقرار في اليمن، ومن أجل ذلك فقد قدمت التنازلات تلو التنازلات من أجل السلام وحقن دماء الشعب اليمني العظيم وتعاملت بكل إيجابية مع مبادرات السلام الأممية والاقليمية وآخرها المبادرة المقدمة من المملكة العربية السعودية الشقيقة والخطة المطروحة من الأمم المتحدة وذلك وفقاً لمرجعيات الحل الشامل والمستدام في اليمن وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وعلى رأسها القرار 2216، الا أن المليشيات الحوثية، المدعومة من إيران، رفضت كل هذه المبادرات وتستمر بعدوانها على محافظة مأرب وقصفها بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة مستهدفة المدنيين الأبرياء والأطفال والنساء والنازحين البالغ تعدادهم أكثر من 2 مليون نازح. وثمن الوزير بن مبارك، عالياً دور تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة الرامي إلى انهاء الانقلاب واستعادة الدولة ومؤسساتها والحفاظ على الثوابت الوطنية وعلى رأسها أمن واستقرار ووحدة وسلامة الأراضي اليمنية..مشيداً بدعم جميع الدول المانحة التي تساهم بتقديم المساعدات الانسانية ودعم العمل الاغاثي في اليمن للتخفيف من الازمة الانسانية التي تسببت بها الحرب التي شنتها المليشيات الحوثية. وحول قضية خزان النفط صافر، قال وزير الخارجية "منذ قرابة 3 أعوام والحكومة اليمنية تحذر من حدوث كارثة بيئية واقتصادية وإنسانية في البحر الأحمر نتيجة استمرار رفض المليشيات الحوثية السماح لفريق الأمم المتحدة بالوصول إلى خزان النفط العائم صافر الذي يحتوي على أكثر من مليون برميل من النفط الخام ويوشك على الانفجار او التسرب في أي وقت، وعلى الرغم من نقاشات الأمم المتحدة مع الحوثيين على مدى عامين وعقد جلستين بهذا الشأن في مجلس الامن في يوليو 2020 ويونيو 2021 الا أن الحوثيين يستخدمون الخزان بغرض الابتزاز السياسي وتهديد الإقليم والعالم بكارثة لا يحمد عقباها ستؤثر على الاقتصاد والبيئة والاحياء البحرية والملاحة الدولية في منطقتنا بأكملها". واضاف بن مبارك "أن استمرار التعامل بنفس الطريقة مع هذه المليشيات لن يأت بحل"..داعيا المجتمع الدولي لتحمل مسؤوليته القانونية والأخلاقية لمعاقبة المسؤولين الحوثيين عن ملف خزان صافر ووضع نهاية لهذه الكارثة المحتملة التي سيعاني منها اليمن والإقليم لـ25 سنة قادمة. كما دعا بن مبارك، لإدانة استمرار استهداف الميليشيات الحوثية للمدنيين والمنشآت المدنية في محافظات مأرب والبيضاء وتعز والحديدة والضالع وعلى المدنيين والأعيان المدنية في المملكة العربية السعودية الشقيقة واستمرار تهديد الممرات البحرية الدولية بالألغام البحرية والزوارق المفخخة، بدعم واضح وصريح من قبل النظام الإيراني، وهو ما يشكل تحدياً صارخاً لكافة الأعراف والقوانين الدولية. وحول فلسطين، أكد بن مبارك ان قضية فلسطين هي القضية الجوهرية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، ويجب ان تحظى بالأولوية في مداولات الحركة وعلى كل المستويات نظراً لعدالة القضية واتساقها مع مبادئ وأهداف حركة دعم الانحياز..معربا عن إدانة الجمهورية اليمنية للاعتداءات الاسرائيلية المستمرة التي تستهدف أبناء الشعب الفلسطيني في مدينة القدس الشريف وعلى قطاع غزة ورفضها بشكل قاطع لسياسة إسرائيل- القوة القائمة بالاحتلال- الهادفة لتهويد مدينة القدس، وتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم للمدينة ومقدساتها وتشويه طابعها العربي والاسلامي وتغيير تركيبتها السكانية وفرض حقائق جديدة على الأرض من خلال مصادرة الأراضي الفلسطينية، وبناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة، وخاصة في مدينة القدس، وفي مختلف مناطق الضفة الغربية. وشدد على دعم الوصاية التاريخية للأردن على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، ودوره في حماية هذه المقدسات والوضع القانوني والتاريخي القائم فيها، ودعم حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق غير القابلة للتصرف وكفاحه حتى تحقيق كامل تطلعاته المشروعة في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة، وعاصمتها القدس الشرقية المحتلة وبما يتوافق مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية. وفيما يتصل بأزمة سد النهضة الاثيوبي، أكد وزير الخارجية موقف حكومة بلادنا الرافض لأي مساس بالحقوق التاريخية لجمهورية مصر العربية وجمهورية السودان في مياه النيل أو الإضرار بمصالحهما واستخداماتهما المائية..مشددا على ضرورة التوصل إلى حل سلمي توافقي يأخذ في الاعتبار مصالح دول المنبع والمصب. ولفت بن مبارك، الى ما تواجهه دول الحركة من أزمات وتحديات جائحة كورونا..منوها أن هذه الجائحة أثبتت أننا جميعا في سفينة واحدة، وعليه فلابد من العمل الجاد والجماعي وحشد الطاقات والجهود لمواجهة هذا التحدي العالمي الذي يهدد حياة البشرية، وتعزيز التعاون بين دول الحركة من أجل تحقيق المصالح المشتركة لشعوبنا من خلال الدبلوماسية متعددة الأطراف التي أصبحت اليوم ضرورة لا غنى عنها. وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين " لابد ونحن نحتفل بمرور 65 عاما على إعلان الآباء المؤسسين مبادئ باندونج العشرة التي بموجبها تأسست الحركة، أن نجدد التأكيد على أهمية الالتزام بهذه المبادئ وعلى رأسها مبادئ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول واحترام سيادتها وسلامة أراضيها، ونتطلع الى أن تصبح الحركة أكثر موائمة وفعالية بهدف مواجهة التحديات على كل المستويات".