الرئيسية - أخبار محلية - الجيش الوطني : يكشف بالأسماء عن أخطر خلية تجسس تابعة للحوثي وإيران في مأرب 
الجيش الوطني : يكشف بالأسماء عن أخطر خلية تجسس تابعة للحوثي وإيران في مأرب 
الساعة 10:42 مساءاً (نسيم البعيثي)

كشفت اعترافات خلية تجسسية تعمل لصالح مليشيا الحوثي وايران عن أدلة ووثائق ومعلومات جديدة تؤكد تورط المليشيا الحوثية وداعمتها إيران في جرائم استهداف المواطنين اليمنيين ومخيمات النازحين والأحياء السكنية والأعيان المدنية في محافظة مأرب ومحافظات يمنية باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي تقوم إيران بتهريبها وتصديرها لمليشياتها الحوثية الإرهابية.

وعرضت وزارة الدفاع اليمنية في فيلم حمل عنوان "خيوط العمالة" بثته قناة اليمن الفضائية الحكومية وقنوات أخرى، بعض الوثائق والأدلة التي تثبت تورط المليشيا الحوثية التابعة لايران في جرائم الاعتداءات الصاروخية التي طالت بعض مواقع ومقرات الجيش الوطني، وكذا اعترافات عناصر خلية حوثية تم تجنيدها للتجسس ورفع الاحداثيات والمعلومات والصور ورصد وتعقب تحركات وأنشطة قادة الجيش الوطني.


وأكدت الاعترافات تلقي عناصر الخلية الارهابية تدريبات على يد خبراء ايرانيين ومن حزب الله اللبناني وعراقيين تم تهريبهم إلى اليمن، وتورط قيادات حوثية في تلك العمليات الصاروخية، كما أكدت الاعترافات لقاءات جمعت عناصر الخلية بالقيادي الحوثي المدرج ضمن قائمة القيادات الارهابية المطلوبة للعدالة والمحاكم اليمنية ولقوات التحالف العربي عبدالحكيم الخيواني، الذي ينتحل صفة رئيس ما يسمى بجهاز الأمن الوقائي التابع للحوثيين، وقيادات أخرى متخصصة في مجال صناعة وتطوير الصواريخ.


وتوالت عمليات الاستهدافات الصاروخية من قبل المليشيا الحوثية لأهداف تابعة للجيش الوطني في مأرب والمحافظات المجاورة لها خلال الفترة التي أعقبت انسحاب القوات الاماراتية من مارب في يوليو2019 وقيام دولة الامارات بسحب منظومة الدفاع الجوية (الباتريوت) من مأرب التي لا تزال هدفا سهلا لصواريخ الحوثي وايران مع عدم قيام القوات السعودية التي تقود التحالف العربي الداعم للشرعية بتركيب منظومة باتريوت في مأرب تاركة المحافظة وقوات الجيش الوطني والمنشآت النفطية والغازية والأعيان المدنية وآلاف النازحين تحت رحمة الاعتداءات الحوثية والصواريخ الايرانية والطائرات المسيرة التي تمكن الحوثي من الحصول عليها وعلى مواد تصنيعية حديثة وتطوير منظومة تلك الطائرات والصواريخ عبر خبراء ايرانيين ومن مليشيا حزب الله بضاحية لبنان.


اعترافات الخلية الحوثية التي تخضع للمحاكمة تعد دليلا آخر على ثبوت ضلوع إيران في عمليات تهريب السلاح المتطور لمليشياتها الحوثية، وقد أكدت اعترافات أحد عناصر الخلية لقاءه بخبراء من جنسيات ايرانية وعراقية في صنعاء خلال 2019.


بناء جيش وطني يمني يهدد مخططات الملشنة

اعترافات عناصر الخلية الإرهابية أثبتت تورطها في عمليات استهداف مليشيا الحوثي الايرانية المقر المؤقت لوزارة الدفاع في مأرب بصاروخ باليستي في (29 أكتوبر2019) خلال اجتماع ضم قيادات عسكرية برئاسة وزير الدفاع الفريق الركن محمد علي المقدشي، بحضور قائد العمليات المشتركة حينها الفريق الركن صغير بن عزيز وقائد قوات التحالف العربي بمأرب. نتج عن الهجوم مقتل السائق الشخصي للوزير المقدشي.
الهجوم جاء بعد تسعة أيام فقط من رئاسة الوزير المقدشي اجتماعا عسكريا مهما لرؤساء ومدراء هيئات ودوائر وزارة الدفاع، ضم عددا من قيادات الهيئات والدوائر التي كانت تمارس عملها في العاصمة المؤقتة عدن وانتقلت إلى محافظة مأرب ,اكتسب الاجتماع الوزاري أهميته الاستراتيجية من التحام هيئات ودوائر وزارة الدفاع للمرة الأولى منذ انقلاب مليشيا الحوثي وسيطرتها على العاصمة صنعاء بدعم ايراني في سبتمبر2014.

وقد اعتبر الفريق المقدشي التحام هيئات ودوائر الجيش في مأرب بأنه يمثل نقلة نوعية في عملية إعادة بناء القوات المسلحة وتوحيد العمل الإداري وتعزيز كفاءتها في تنفيذ المهام على المستوى الإداري والميداني.. مؤكداً أن مهمة الجيش هو الحفاظ على أمن الوطن والمواطن.


وقال المقدشي أيضا "إن الجيش الوطني الذي يتم اعادة بناءه في ظروف استثنائية سيظل جيشاً للوطن شماله وجنوبه؛ شرقه وغربه، بعيداً عن الانتماءات والمحسوبية والولاءات الضيقة وفق عقيدة وطنية خالصة"، ليبقى الجيش اليمني "مؤسسة سيادية مستقلة ومتماسكة باعتبارها صمام أمن واستقرار الوطن والمنطقة". وفقا لما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".

أثارت خطوة التحام هيئات ودوائر الجيش اليمني قلق المليشيا الحوثية وداعمتها ايران وقريناتها من المليشيا المتمردة والجماعات الإرهابية والقوى الدولية الطامعة التي تعتبر وجود جيش يمني قوي وموحد خطرا يهدد مساعيها في زعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة ويقوض مخططات ابقاء اليمن رهينة العنف والفوضى والاقتتال والملشنة.
ترى ايران وأدواتها الحوثية ومرادفاتها أن بناء جيش وطني يمني يُعيق مشاريع بقاء المليشيات الحوثية والجماعات المسلحة، ويُجهض مخططات أن تكون تلك المليشيات خنجرا في خاصرة الجوار الخليجي وخطرا لتهديد أمن المنطقة العربية وخطوط الملاحة الدولية والمصالح العالمية في اليمن ودول الخليج.


فيما استمرّت الهجمات الحوثية الايرانية ضد قوات وقادة الجيش الوطني في محاولة لعرقلة تقدماته على الارض وتفكيك تماسكه بالصواريخ والطيران بلا طيار.


قيادة تدفع ضريبة مواقفها الوطنية

تكررت الاستهدافات الصاروخية لقيادة الجيش الوطني والهرم الأعلى لوزارة الدفاع، وكان الوزير المقدشي هدفا لضربات كثيرة من قصف صاروخي وطائرات مسيرة، انتقاما من مواقفه الوطنية الثابتة ووقفته الصارمة ضد المليشيا الحوثية وانحيازه للجمهورية وللدولة والمؤسسات الدستورية بقيادة الرئيس هادي؛ ومُرابطته الميدانية الدائمة لقيادة العمليات العسكرية التي تخوضها القوات التابعة للحكومة المعترف بها دوليا طوال الخمس أعوام الماضية.ففي الثالث عشر من نوفمبر2019 استهدفت المليشيا الحوثية مقر قيادة العمليات المشتركة في مأرب بصاروخ باليستي نتج عنه مقتل ستة من قادة وجنود الجيش الوطني. كان الهجوم يستهدف اجتماعا قياديا كان من المقرر أن يترأسه وزير الدفاع الفريق المقدشي، تم نقل مكان الاجتماع لموقع آخر في وقت قصير بعد نجاح اجهزة الاستخبارات والامن في الحصول على معلومات حول الاستهداف.
اعترافات عناصر الخلية الارهابية المُشار إليها آنفا أثبتت تورط مليشيا الحوثي في الهجوم، وفي جرائم مماثلة استهدفت منازل وأحياء سكنية ومدنيين ونازحين وقعوا -ولا يزالوا- ضحايا تلك الجرائم.

لا تتوفر احصائيات رسمية عن عدد الاستهدافات الصاروخية الحوثية التي طالت الجيش الوطني، لكن ناتج ما تم رصده في وسائل الاعلام الرسمية وغيرها تؤكد أن الضربات بالمئات، البعض منها استهدفت شخص الوزير المقدشي؛ لكنها لم تهز من عزيمة وبسالة الرجل ورفاقه البواسل الذين يسطرون بثباتهم وإخلاصهم بطولات مُلهمة في الشجاعة والشموخ.

وفي التاسع عشر من فبراير2020 تعرض الفريق المقدشي لاستهداف صاروخي موجه خلال مشاركته في قيادة العمليات القتالية الميدانية ضد مليشيا الحوثي في جبهات صرواح بأطراف مأرب ونهم بأطراف صنعاء شرقا، نتج عنه مقتل 6 من مرافقي الوزير بينهم شقيق أولاده.

ظهر الوزير بعد وقت قصير من وقوع الهجوم في لقاء ميداني مباشر على قناة "العربية والعربية الحدث" متماسكا صلبا. مؤكدا أن الهدف تحرير صنعاء وصعدة وكل التراب اليمني مهما كانت التضحيات والعوائق. وقال إن خروجه ورفاقه لمواجهة التمرد والدفاع عن المكتسبات هو واجب وطني مقدس، وأنه ليس أمامه إلا "تحقيق النصر المنشود أو نيل شرف الشهادة".