أصدرت مليشيا الحوثي، عبر ما تسمى اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة التي شكلتها مؤخراً، قراراً بإعادة الحياة العامة إلى شكلها الطبيعي، في ذروة تفشي فيروس كورونا في مناطق سيطرتها، وتكتمها على الضحايا منذ شهر أبريل الماضي.
وألزم القرار الصادر الخميس، أمين العاصمة ومحافظي المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيا برفع مقترحات خلال ثلاثة أيام بإعادة الحياة بشكل تدريجي، دون أن يوضح أي حيثيات اتخذ بموجبها القرار والذي عادة تتخذه الدول في حال انحسر تفشي الوباء، بينما تشهد مناطق الحوثي ذروة التفشي وارتفاع الإصابات والوفيات بشكل يومي.
وقالت مصادر في وزارة الصحة العامة والسكان في صنعاء إن الهدف من هذا القرار هو التغطية على تفشي الفيروس القاتل وسط مسلحي مليشيا الحوثي، ومحاولة استقطاب مقاتلين لرفد جبهاتها بعد أن تسربت وثيقة رسمية من دائرة الخدمات الطبية العسكرية تؤكد إصابة عدة مقاتلين بالفيروس بعد أخذ عينات من مسلحي المليشيا في جبهات مارب والبيضاء وتعز.
وكشفت تلك المصادر أن مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، أجبرت لجنة مكافحة الأوبئة على إصدار هذا القرار بغية إيقاف حالة الهلع والتصدع الذي تعيشه جبهاتها جراء تسرب مقاتلين من تلك الجبهات وعودتهم إلى منازلهم ورفضهم مواصلة القتال بعد تفشي كورونا في أوساط زملائهم، فضلا عن صعوبات واجهت اللجنة في مواصلة عمليات التحشيد الإجبارية التي تقوم بها للدفع بشباب من أبناء القبائل لسد الفراغ.
وأضافت إنه بموجب هذا القرار سيتم إنهاء الإجراء الوحيد الذي سبق واتخذته اللجنة العليا للاوبئة والمتمثل بتقليص الموظفين في الوزارات والجهات الحكومية والقطاع الخاص إلى 20%، في حين ان بقية الاجراءات التي كان يفترض ان تتخذها اللجنة بما في ذلك الحجر المنزلي واغلاق الاسواق والتباعد الاجتماعي قد رفضتها المليشيا منذ البداية واصرت على انتهاج "مناعة القطيع" وهو ما ينذر باصابة نحو 60 الى 70% من سكان اليمن البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، فضلا عن انتهاجها التكتم على الاصابات والوفيات اسوة بالنهج الذي اتبعته ايران في بداية تفشي كورونا في مناطقها.
وحذرت المصادر الطبية من التداعيات الخطيرة لاستمرار مليشيا الكهنوت في التعامل بلا مبالاة واستهتار تجاه هذه الجائحة التي تفتك بالسكان في مناطق سيطرتها، وسط تعتيم كامل عن الوضع الوبائي الكارثي والخطير.
وكانت مليشيا الحوثي أعلنت، في وقت سابق، اعتزامها إنهاء العام الدراسي 2019- 2020م، وبدء التحضير لإجراء امتحانات الشهادة العامة الأساسية والثانوية منتصف أغسطس القادم، الأمر الذي يدفع بنحو مليون طالب وطالبة لدائرة خطر الإصابة بالفيروس.
وقد حذر الدكتور وهاج المقطري -استشاري الطب الحرج والعناية المركزة- الذي يقود أطباء مكافحة كورونا في مناطق سيطرة المليشيا، من خطورة استدعاء طلاب المدارس في صنعاء والمحافظات المجاورة لها، لمراجعة الدروس او اجراء الامتحانات في قمة هرم التفشي الوبائي لفيروس كورونا المستجد covid19 في البلد، معتبرا ذلك تهيئة أرضية ملائمة "لانفجار وبائي في المجتمع بكل ما تحمله الكلمة من معنى".
وحمّل وزارة التربية والتعليم في صنعاء التي يديرها يحيى الحوثي (شقيق زعيم المليشيا)، مسؤولية كل ما سيترتب عن استدعاء الطلاب إلى المدارس "من قلب البؤر الوبائية في المجتمع"، كما حملها مسئولية "ما قد يترتب عنه من تمدد جسد التفشي الوبائي أكثر عبر ترابط النقط الوبائية في المجتمع من خلال "فصول المدارس" التي أكد بأنها توفر أكبر بيئة مناسبة لتفشي فيروس كورونا، وتعد أشد خطورة من الأسواق، كونها مغلقة والطلاب يجلسون فيها فترات طويلة وليس مجرد عابري سبيل.