أكدت صحيفة واشنطن بوست قيام الحوثيين بتهديد الأطباء والصحفيين بالقتل والاعتقال في حال تداولهم موضوع تفشي مرض كوفيد 19 في مناطق سيطرتهم، وقيامهم بالدفن السري لمن يشتبه في وفاتهم بالمرض، وذلك في مسعى لإخفاء مدى انتشاره.
ووثقت الصحيفة الأمريكية في تقرير نشرته امس الخميس شهادات كوادر طبية يمنية ومسؤولين دوليين وعمال إغاثة وموظفين بالأمم المتحدة عن اقتراف مليشيا الحوثي جرائم وانتهاكات أخرى بحق مرضى فيروس كورونا وأفراد أسرهم والعاملين الصحيين في مناطق سيطرتهم.
ونقلت عن مسؤولي المساعدة الدولية الذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لتجنب استهدافهم من قبل الحوثيين ، إن المسؤولين الحوثيين في وزارة الصحة بصنعاء يسيطرون بشكل صارم على محاليل فحص الفيروس التاجي، ولا ينشرون النتائج إلا إذا كانت سلبية.
وأضافت: على تويتر وفيسبوك ، نشر اليمنيون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون عن إرسال أقارب يعانون من أعراض كوفيد 19 إلى المستشفيات ولم يسمعوا عنهم مرة أخرى. لم يسمح الحوثيون لأفراد الأسرة باستعادة جثث المتوفى أو إخبارهم أنهم قاموا بدفنهم.
ونشر اليمنيون مقاطع فيديو تظهر عاملين صحيين، ببدلات واقية بيضاء أو خضراء، تدفن سراً أولئك الذين يعتقد أنهم ماتوا بسبب المرض.
ووفقًا لما نقلته "واشنطن بوست" عن عمال الإغاثة ووسائل الإعلام الاجتماعي، تم اعتقال الأطباء والممرضات في مناطق سيطرة الحوثيين، وتم سحب هواتفهم لمنعهم من مناقشة الوباء
وأضافوا: في بعض الحالات ، رافق مرافقون مسلحون الفرق الصحية إلى منازل الحالات المشتبه فيها ، وقاموا باعتقال المرضى وأقاربهم تحت تهديد السلاح لنقلهم إلى مناطق العزل.
وتقول فرق المساعدة الدولية وعمال الأمم المتحدة أنهم سمعوا روايات مماثلة من موظفيهم وجهات اتصال أخرى على الأرض.
و قال مسؤول كبير في مجال المساعدة بشرط عدم الكشف عن هويته للتحدث بحرية: "الناس مريضون ويموتون ، والناس خائفون حتى الموت". "إنهم خائفون لأنهم يخشون الانتقام من قبل قوات الأمن إذا اشتبهوا في كونهم إيجابيين.
وتساءلت الصحيفة عن سبب قمع عدد الحالات من قبل الحوثيين المتحالفين مع إيران، لكنها في الوقت نفسه نقلت إجابات من بعض عمال الإغاثة والمحللين السياسيين "إن المتمردين قلقون من أنهم قد يضطرون إلى فرض حظر ، وحرمانهم من عائدات الضرائب أو منعهم من جذب المجندين للقتال في الحرب. وقال آخرون إن المتمردين قلقون من أن اليمنيين سينتفضون ضدهم للسماح للفيروس بالتجذر".