قال مصدر طبي موثوق في مدينة صنعاء، إن الحالات المؤكد إصابتها بفيروس كورونا في المدينة، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية، تجاوزت الثلاثين حالة، فيما الحالات المشتبه إصابتها بالفيروس تزيد عن المئة حالة، وسط تكتم شديد من قبل المليشيا.
وأوضح المصدر، مشترطاً عدم ذكر اسمه، أن أغلب المصابين بـ “كورونا”، والمشتبهين بالإصابة، من كبار السن، منهم من يتجاوز الخمسين والستين عاماً، وبينهم أشخاص يعانون أمراض مزمنة كالسكر والقلب وارتفاع الضغط.
وأفاد المصدر أن مستشفى الكويت الجامعي “يستقبل يومياً عشرات الحالات المشتبه إصابتها بالفيروس”، ومن يتم تأكيد إصابته يجري إحالته إلى القسم الخاص بالحجر الصحي داخل المستشفى، حيث يتم عزله، وتُمنع عنه الزيارة، وتقوم مليشيا الحوثي بتهديد أُسرته كي لا تتحدث عن إصابته.
وقال المصدر إن مليشيا الحوثي احتجزت كادر المستشفى الأهلي التخصصي، الكائن في شارع الستين، بالحجر الصحي، بعد اختلاطهم بحالة إصابة مؤكدة وصلت إلى المستشفى، وظلت تتلقى الرعاية الطبية فيه لأيام، دون معرفة أنها مصابة بـ “كورونا”.
وأضاف المصدر: “المليشيا قامت، أيضاً، بإغلاق المستشفى الأهلي التخصصي، وإحالة إدارته للتحقيق، نتيجة استقبالهم للحالة المصابة بالفيروس، وعدم إحالتها إلى مستشفيي الكويت والعباس التخصصي اللذين خصصتهما المليشيا لاستقبال الحالات المصابة أو المشتبه إصابتها بالفيروس. حتى الآن (مساء أمس) لا يزال مستشفى الأهلي التخصصي مغلقاً”.
ولفت المصدر إلى أن من بين حالات الإصابة المؤكدة، والمشتبه إصابتها بالفيروس، في صنعاء، تُجَّار وأقاربهم، مشيراً إلى أن هؤلاء التُجَّار يقومون باستيراد البضائع من الصين.
وذكر المصدر أن مليشيا الحوثي قَتلت، قبل أيام، أحد التجار، لأنه لم يلتزم بالحجر الصحي، بعد التأكد من أنه مصاب بـ “كورونا”.
وأضاف المصدر: “التاجر مقرَّب من أحد قادة المليشيا، وقام بدفع أموال للخروج من الحجر الصحي في مستشفى الكويت إلى منزله، إلا أنه لم يلتزم البقاء في الحجر الصحي في المنزل، وغادره مختلطاً بالناس. بعد معرفة مشرفي المليشيا بخروجه، تبعوه إلى منزله ودخلوا معه في مشادة كلامية تطورت إلى إطلاق النار عليه، وإردائه قتيلاً”.
على صعيد متصل، أفاد “الشارع” سكان محليون في صنعاء أن مليشيا الحوثي قامت، أمس، بإغلاق عدد من الأحياء في مديرية شعوب، وشارع هائل، ونشرت قوات أمنية فيها لمنع الازدحام، بعد توافد حالات مشتبه إصابتها، ووجود وفيات قبل وصولها إلى المستشفى من الأحياء المذكورة.
على صعيد متصل، قالت وكالة “سبأ” في نسختها الحوثية، إن من وصفته بـ “رئيس اللجنة الفنية لمكافحة الأوبئة، أمين العاصمة”، حمود عُباد، “أشرف على إغلاق سوق بيع قات، وعدد من المحال التجارية بمديريتي الثورة والوحدة لمخالفتها للإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا”.
وأفادت الوكالة إن حمود عباد، “أشرف، ومعه رئيس غرفة عمليات الطوارئ بالأمانة، عبدالوهاب شرف الدين، ومدير مديرية الثورة، محمد الدروني، خلال نزولهم لسوق الروني، على إغلاق محال تجارية غير ملتزمة في مداخلها بالإجراءات الوقائية الصحية لوباء كورونا”.
وأضافت الوكالة: “كما أشرف عُباد وشرف الدين على إغلاق سوق قات بمديرية الوحدة، وصيدلية، وعدد من المحال التجارية غير الملتزمة بالتدابير الاحترازية لوباء كورونا”.
وطبقاً للوكالة، فقد أكد عُباد “الحرص على تعزيز الإجراءات الاحترازية الصحية لوباء كورونا في الأسواق والمحال التجارية والمولات والمرافق والمنشآت الخدمية والتجمعات السكانية. وأشار إلى أن إغلاق الأسواق ورشها وتعقيمها، وتطبيق الإجراءات الاحترازية، تأتي تنفيذاً لتعليمات اللجنة الوزارية العليا لمكافحة الأوبئة، وضمن جهود السلطة المحلية والجهات المعنية للوقاية من فيروس كورونا”.
وذكرت الوكالة أن “عُباد” دعا “متعهدي الأسواق والمولات والمحال التجارية والمطاعم وكافة المنشآت والمرافق، التي تقدم خدمات للمواطنين، بالالتزام وتنفيذ توجيهات اللجنة الوزارية العليا لمكافحة الأوبئة للحفاظ على صحة وسلامة المجتمع. كما دعا المواطنين إلى عدم التجمع والتزاحم في الأسواق، والحرص على ارتداء الكمامات والكفوف، واستخدام المعقمات، وعملية الرش في الأسواق والمرافق”.