دعا رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، إلى التعاطي بإيجابية مع الهدنة ومع ضرورة توحيد السياسة الصحية في اليمن لمواجهة خطر تفشي فيروس كورونا، بعد تسجيل أول حالة مؤكدة لمصاب في الشحر بحضرموت.
وشدد على ضرورة تحلي المجتمع بالوعي وعدم الاستسلام للفزع والشائعات. وقال إن "الاستخفاف بالاحترازات والفزع هما وجهان لعملة واحدة."
وتحدث رئيس الوزراء، في خطاب يوم السبت، عن اكتشاف أول حالة لشخص مصاب بفيروس كورونا وهو مواطن يمني في العقد السادس من العمر يعمل في ميناء الشحر. وقال إنه تم نقل المصاب إلى مركز الحجر الصحي في المكلا واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الصحية بتتبع الأشخاص الذين احتك معهم خلال الفترة الماضية ويخضعون حالياً للفحوصات اللازمة.
وأكد أن الحكومة ستوفر كل الموارد الضرورية في ظل الإمكانيات المتاحة ومنها توفير ثلاثة آلاف فحص فوري للمحافظة لتوسيع دائرة الفحص ليتركز الفحص الدقيق على الحالات المشتبه بها.
وقال رئيس الوزراء: هذه لحظات دقيقة وخطيرة في تاريخ العالم وستكون تأثيراتها مضاعفة على بلادنا المنهك بالانقلاب والحرب التي دفعت الاقتصاد والخدمات ومستوى حياة المواطنين إلى مستويات غير مسبوقة من التردي والتدهور. لذا منذ حديثي الأول معكم حول فيروس كورونا دعوت لتوحيد الجهود ورحبت الحكومة اليمنية مباشرة بمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة بهدنة من أجل توحيد الجهود لمكافحة هذا الوباء الخطير.
مضيفا: اليمن بحاجة إلى دعم حقيقي لمساندة جهود مكافحة الوباء والاستعداد له، ونثمن عاليا دعم الاشقاء في المملكة العربية السعودية في مبادرتهم لدعم الجهود الإنسانية بشكل عام بخمسمائة مليون دولار وفي التعاطي مع جهود مكافحة فيروس كورونا بمبلغ 25 مليون دولار لكن تحديات القطاع الصحي وقدراته الضعيفة تحتاج إلى جهد ودعم غير محدود للوصول إلى مستويات مقبولة وهو ما نعمل عليه.
وقال رئيس الحكومة: نأمل بعد اكتشاف الحالة الأولى أن يتم التعاطي بإيجابية مع الهدنة ومع ضرورة توحيد السياسة الصحية لمواجهة هذا الفيروس، وفي نفس الوقت نؤكد على ضرورة تحلي المجتمع بالوعي وعدم الاستسلام للفزع والشائعات التي في الأخير سيكون لها تأثير ومردود سلبي على أبناء شعبنا. الاستخفاف بالاحترازات والفزع هما وجهان لعملة واحدة، نتيجتها الابتعاد عن السلوك العقلاني والذي يتلخص في إجراءات التباعد الاجتماعي والإجراءات الصحية كما يتم نشرها وتعميمها عبر وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية والقنوات الإعلامية المحلية والدولية.
مضيفا: نتابع تطورات حالة المواطن المصاب في مدينة الشحر، ونؤكد أن رعاية كل المواطنين مسؤوليتنا كحكومة، ونؤكد على ضرورة أن يحظى أي مواطن مصاب بالرعاية والاهتمام، وندعو كل من يشتبه بنفسه أعراض هذا المرض أن يتواصل مع الجهات الحكومية المختصة، ونؤكد أنه سيحظى بكل الرعاية المطلوبة.
واختتم بالقول: لا يمكن تجاوز هذا الخطر إلا بالحس العالي للمسؤولية وبالتعاون الكامل مع تعليمات وإجراءات الدولة وعدم الفزع أو الارتجال أو الاستخفاف أو التصرف بصورة فردية، والأهم في هذه اللحظة هو التعاون الكامل مع الحكومة والتضامن والتكاتف والتعاطف الشعبي.
​