الرئيسية - أخبار محلية - حقيقة الحرب الناعمة التي ينتهجها الحوثي للسيطرة على الشمال .. خفايا وأسرار .. تفاصيل
حقيقة الحرب الناعمة التي ينتهجها الحوثي للسيطرة على الشمال .. خفايا وأسرار .. تفاصيل
الساعة 08:00 مساءاً (متابعات )
تعد الحرب الناعمة التي تتخذ منها الحركة الحوثية، الذراع الإيرانية الأخطر من بين كل الحروب وأدوات القمع، حيث تمضي من خلالها للسيطرة على الشمال بالتوازي مع ما تسميه رفد الجبهات لمقاتلة من تصفهم "المرتزقة وأمريكا وإسرائيل". لقد بدا مشهد خروج طالبات "جامعة العلوم والتكنولوجيا" بالعاصمة صنعاء، مطلع الأسبوع الماضي، في مظاهرة ضد المتوكل المعين حديثا من قبل المليشيا؛ أمرا غير مألوف في نظر البعض، لكنه محفز على تجاوز الخوف. ويأتي ذلك نتيجة للحرب الناعمة التي اعتمدت عليها الجماعة منذ اجتياحها العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014، بعد السيطرة على اللواء 310 مدرع الذي كان متمركزا في مدينة عمران؛ من خلال قمع خصومها بأساليب تجاوزت كل الأعراف. لقد حددت المليشيا جميع مهماتها منذ اللحظات الأولى، شعار معجون بالموت يستهدف أعداء سياسيين إن صح التعبير أمريكا وإسرائيل، لكن على أرض الواقع لا يقتل سوى اليمنيين. أنواع الحرب الناعمة وتشير التقارير إلى أن الحرب الناعمة تمثلت في فن صناعة العبوات وزرع الألغام بكل أشكالها، وبشكل هستيري، وهو ما خلف الكثير من المآسي وبأقل التكاليف، حيث قامت فرق تابعة للصليب الأحمر، ومركز الملك سلمان، والأمم المتحدة بنزع عشرات الآلاف وحقول متكاملة من الألغام. كما عمدت المليشيا إلى اعتقال الأطفال والنساء والشيوخ، إما من الشوارع أو من خلال اقتحام البيوت، وعدم مراعاة مريض أو طاعن في السن، أو التقطع لهم أثناء سفرهم بين المحافظات من خلال نقاط التفتيش التي شكلت كماشة رعب للجميع. صاحب كل ذلك إقامة المناسبات الدينية والسياسية الخاصة بهم، والحشد لها على أعلى مستوى، ورصد ميزانيات هائلة دون الالتفات لأي انتقاد أو اعتراض، وعدم المبالاة بأوضاع الناس المعيشية، وانقطاع الرواتب عن أكثر من نصف مليون موظف.. حيث كانت تجري مراسيم تلك الاحتفالات بحسب رغبة المخرج، مرة في صنعاء ومرة في صعدة وأخرى في الحديدة أو إب. دورات ثقافية ودروع بشرية ولعل الدورات الثقافية التي لا تتوقف ولن تتوقف، كونها الركيزة الأساسية في بعث الروح الممذهبة والمعجونة بالطائفية والسلالية على حساب النسيج الاجتماعي؛ هي المفصل في هذا المشروع الكهنوتي، وهي هنا لا تستثني أحدا كعملية غسيل شامل لكل المفاهيم والقيم التي ترسبت خلال العقود والأعوام الماضية. المليشيا تجاوزت ذلك إلى الاشتغال على المتناقضات التي تعيق أي تقدم في العملية السياسية أو العمليات العسكرية المضادة، واتخاذ من المعتقلين دروعاً بشرية من جانب، ومن جانب آخر استخدامهم للمقايضة ومبادلتهم بأسرى حرب. السيطرة المطلقة حاولت المليشيا جاهدة تعزيز حضورها العسكري، من خلال شحن القبائل وحشد أكبر قدر من المقاتلين، وركزت على فئات عمرية معينة، إلى جانب القيادات العليا التي مكنتها من أدوات كثيرة تساعدها على الحشد، ومنها المال والتعبئة المناطقية والطائفية الأيديولوجية. أدى ذلك إلى تثبيت وجودها السياسي والمذهبي في مناطق بعيدة عن مراكزها الأساسية، كالقرى المترامية والمديريات. فإلى جانب صعدة وعمران وحجة وصنعاء وذمار، فقد حرصت كل الحرص على تكريس ذاتها في البيضاء وإب وتعز والحديدة وريمة، وهذا كله مجرد جبهات متقدمة للحفاظ على المركز. وقد بدت في الفترات الأخيرة حاضرة بحكم إقصاء كل الأطراف المناوئة لها، واستمرار أمد الحرب، وعدم التقدم شبر واحد باستثناء ما تم استعادته قبل عامين تقريبا. احتلال الجوف على مشارف مارب بعد سيطرة مليشيا الحوثي على محافظة الجوف ومركز المدينة الحزم، استنفرت حكومة هادي وبعثت ببعض وزرائها إلى مأرب واصفة المعركة مع الحوثيين معركة وجودية. حتى الساعة لم يتغير شيء من ذلك، فبالأمس القريب أطلقت المليشيا صاروخا استهدف قيادات عليا في منطقة اليتمة المتاخمة للحدود السعودية. وهذا يجعل من المعركة أحادية ويرسم صورة واضحة عن القدرات التي تمتلكها المليشيا، والتحركات الحاسمة مقابل تقهقر غريب لقوات الشرعية التي تدرك تماما بمعية التحالف خطورة المشروع الحوثي وأبعاده الاستراتيجية. المظلومية والتضحيات تتكئ المليشيا على مخزون بشري هايل من جثث الموتى، لذا صبت جل اهتماها على الاحتفاء بيوم الشهيد وعمل معارض الصور، وافتتاح رسمي وشبه يومي للمقابر. كل ذلك يعطي بعدا خطيرا لمشروع يتم التأسيس له من عمق المقابر، ولا توجد هنا أي مصادفة إلا في النادر. كل ذلك يدفع بها إلى تضييق الخناق على من تسميهم بالخصوم، وقمعهم ظاهرا وباطنا، على سبيل المثال بالأمس تم اعتقال مديرات مدارس في أمانة العاصمة، واقتحام مقر منظمة مناضلي الثورة اليمنية، ونهب أرشيفها والعبث به بالكامل. وتعد المقابلة الأخيرة لرئيس التلاحم القبلي ضيف الله رسام، هي أخطر ما في الأمر، حيث أفصح بصريح العبارة، عن ما يجول وما يطمح إليه الحوثي؛ من ق