مَشاهِدُ الموت مُوَزَّعَةٌ عَلَى كُل الأَرصِفة الحُزْنُ مَرْسومٌ فِي كُل الجهات وَفِي عُيُونِ الناس وَفي وُجُوهِ العَابِرين الخَوْفُ أَخْرَسَ مَنْ تَبَقَّى مِنْ الهُدَاة وكُلُّ شَيْءٍ يمضي فِي خُطى المَوْت والخَراب ... بَائِسةً صَارت مَدِينتُنا شَوَارِعُها مُلَطخةً بِصور القَتلى وَعَلى أَسوارِها دَّمٌ وأَشٔلاءُ وَخِيبات أَمل سَمَاؤها لَمٔ يَعُد فِيها سُوى الجَرِيمَة والهَوان وَكَوابيس مِنْ الفَزع والنُّشُور تَوابيت الضحايا تَنتظر مَنْ يِوارِيها والدَّمُ مازَال يَنزف  وكُلُّ شَيْءٍ ذَاهِبٌ في نَزف الغِواية الأَخِيرة ... 2 صنعاءُ يا جُرحَنَا النازفَ  يا أنينَ المُشَرَّدينَ يا نشيدَ الضحايا يا تراتيلَ الأسى يا فجرَنا الدّامي يا وجعَ السنينَ استوطَنَكِ الأوباشُ يا سَليبة نالَ منكِ حِقدُهُم أوغَلوا في طُغيانِهِم وفي الفَسَاد جعلوا من حياةِ الناسِ بؤساً وشقاءً أعادوا خرافاتِهِم التي اندثرت أعادوا لنا قُبحَ ماضٍ سحيقٍ أُزهُوا كما تشاؤون بآلامِنَا احشُدُوا لنا الموتَ والأهوالَ احشُدُوا لنا المقابرَ والمذابحَ اجعَلُوا في كلِّ بيتٍ مَآَتِمَ وعَزَاءً آهٍ نفوسَ الشرِّ ما أبشَعَكُم من أيِّ ليلٍ مُظلِمٍ جئتُم؟! من أيِّ أجداثٍ أتيتُم؟! أيُّ ليلٍ هذا لِيَستبيحَ كلَّ شيء؟! ما كلُّ هذا الجنون؟! أيُّ صمتٍ هذا ليُبيحَ كل شيء؟! ما كلُّ هذا السكون؟! لِمَ هذا الهوان؟! إنّ هذا اللّيلَ وَحشٌ كَاسِرٌ لا يُهادِن وكلُّ شيءٍ ذاوٍ في تعاويذِ مُخاتِلٍ أفّاق! ... مجيب عبدالله دماج 6 يونيو 2018