الرئيسية - أخبار محلية - إعدام ستة أشخاص بينهم إمرأة أربعينية في صنعاء .. مالذي يحدث؟؟
إعدام ستة أشخاص بينهم إمرأة أربعينية في صنعاء .. مالذي يحدث؟؟
الساعة 11:59 مساءاً (غمدان نيوز- متابعات)

تم، الخميس الفائت، استئناف حكم أصدرته محكمة شمال أمانة العاصمة صنعاء، في 18 يناير المنصرم، وقضى بإعدام ستة من فئة ما يُعرف بـ "المهمشين"، بينهم امرأة أربعينية وأخرى مسنة (55 عاماً)، على ذمة قضية شابة "بيضاء" فرت، عام 2014، من منزل أُسرتها، واستقر بها الأمر في منزل أحد "المهمشين"، وافقت على الزواج منه.

وتضمن الحكم، الذي أصدره القاضي عبدالله الوسطي، السجن خمس سنوات لثلاثة أشخاص من "المهمشين"، وتغريمهم أربعمائة ألف ريال، ومليون ريال علاج للمجني عليها.

وقال نعمان الحذيفي، رئيس الاتحاد الوطني لتنمية المهمشين، إن "الحكم القضائي الظالم والعنصري" قضى بإعدام فواز سُويلم، وزوجته رانية فاضل صالح، ومحمد ناصر أحمد القفري، وماجد ناجي علي الصهباني، وعبدالله ناجي علي الصهباني، وصباح محمد أحمد راجح، مشيراً إلى أن "الحكم صدر في حق هؤلاء المهمشين بعد أن ظلوا ست سنوات في السجن".

وأضاف أن الحكم تضمن أيضاً "السجن خمس سنوات، ودفع أربعمائة ألف ريال تكاليف التقاضي، ومليون ريال علاج للمجني عليها، لكلٍّ من المتهمين: نجيب ناجي علي الصهباني، وعلي ناجي علي الصهباني، وإبراهيم أحمد سويلم".

وقال "نعمان": "هذا الحكم هو حكم عنصري، لأنه لم يراعِ أبسط شروط المقاضاة العادلة، كما لم يراعِ القانون اليمني، ولا القانون الدولي الإنساني"، ونطالب بإلغائه، والإفراج عن جميع السجناء.

وأفاد أن "صباح محمد أحمد راجح هي امرأة مسنة، تبلغ من العمر 55 عاماً، وهي في السجن منذ ست سنوات، شأن بقية المسجونين على ذمة هذه القضية".

بدأت القضية في 19/7/2014، إذ هربت، يومها في الليل، شابة تدعى "جليلة. ن. د" من منزل والدها الكائن في منطقة "الجراف"، الواقعة في الجزء الشمالي لمدينة صنعاء. وجدتها رانية فاضل صالح، زوجة فواز سويلم، في منطقة "الحصبة"، وبعد أن أبلغتها "جليلة" أنها ليس لها مكان تذهب إليه، أخذتها معها إلى منزلها، كي تبقى معها.

وصلت "جليلة"، التي تنتمي إلى منطقة "وصاب"، وتسكن في مدينة صنعاء، إلى منزل فواز سويلم، الواقعة في "وادي أحمد"، في الجزء الشمالي من مدينة صنعاء. ظلت "جليلة" ثلاث أيام في منزل "فواز"، مع زوجته وأولاده، وخلال ذلك اقترحت عليها "رانية" أن تتزوج "فواز"، فوافقت "جليلة". اتجهوا إلى أمين شرعي كي يكتب لهم عقد الزواج. لكن الأمين الشرعي، قال لهم إن المحاكم مغلقة، ثم أبلغ "عاقل الحارة" أن "المهمش فواز" جاء إليه معه "فتاة قبيلية" يريد الزواج بها.

ورغم أن زواج "رجل أسود" بـ "فتاة بيضاء" ليس جريمة، إلا أن "عاقل الحارة" توجه إلى المنطقة الأمنية، وأبلغها بالأمر باعتباره "جريمة"! وانطلاقاً من ذلك، تحركت قوة أمنية، في 30/7/2014، وداهمت منزل "فواز"، واعتقلته مع زوجته و"جليلة".

وتم اعتقال وسجن أولاد "فواز" و"رانية" الثلاثة (مشتاق، يونس، يوسف). وقال نعمان الحذيفي: "مات الطفل يوسف في السجن، وعمره أربع سنوات، أما الطفل مشتاق فخرج من السجن وعمره 10 سنوات (دخل السجن وعمره أربع سنوات)، فيما خرج أخوه (يونس) من السجن وعمره 8 سنوات (دخل السجن وعمره سنتين)". كما تم اعتقال 14 مهمشاً، بينهم "صباح"، على ذمة القضية، وجرى سجنهم لمدة ست سنوات، ومازال بعضهم في السجن.

وقال "الحذيفي"، إن "جليلة" اعترفت، في التحقيق معها، أنها ذهبت إلى منزل "فواز" برضاها، لكن أهلها وصلوا وجعلوها تُغَيِّر أقوالها، وتم تكييف القضية على أنها جريمة اختطاف.

ويوضح ملف القضية والحكم أنه تم تكييف القضية باعتبارها قضية اختطاف، و"زِنَا" من قبل "فواز" المحصن (المتزوج). وجاء في تحقيقات النيابة أن "التهمة" التي وجهت لـ "فواز" هي "ممارسة الزنا" مع جليلة، "واستغلال ضعف الفتاة وخوفها وخروجها من منزل أهلها". واتهمت زوجته، وبقية الذين صدر بحقهم حكماً بالإعدام، بالتواطؤ على ذلك، رغم أن "تهمة التواطؤ"، التي وجهت لهم لا تقتضي الإعدام، حتى وإن كانت التهمة صحيحة.

وأفاد "الحذيفي" أن "جليلة" من "وصاب"، عمها ضابط في الحرس الجمهوري، تابع القضية واستخدم نفوذه لتكيفها كما أراد.

وأضاف: "البنت (جليلة) لم تحضر إلى المحكمة إلا جلسة واحدة فقط، في البداية، وكان القاضي حينها قصي الوزير، ولم تحضر بعدها أبداً إلى المحكمة".

وقال لـ "الشارع" عبد الغني عقلان، الناطق الرسمي باسم الاتحاد الوطني لتنمية المهمشين: "النيابة كلفت لفواز وزوجته، وبقية المتهمين، محامي قبل أربع سنوات، وحضر المحامي جلستين فقط، حتى أن فواز لا يعرف اسمه".

وأضاف "عقلان": "نناشد المنظمات الدولية المهتمة بحقوق الإنسان الضغط من أجل الغاء الحكم القاضي بإعدام فواز سويلم وزوجته، وبقية المحكومين بالإعدام في القضية.. نناشد المنظمات الدولية الضغط من أجل إلغاء هذا الحكم، حتى تنتصر قضيه المهمشين في اليمن، التي تعد من أهم القضايا الوطنية والإنسانية المنسية في البلاد، مع أننا متأكدون أن قضيتنا مازالت بحاجه إلى مبادرة خليجية قادمة، واتفاقيات دولية بشأنها، إذا لم يتم وضع الحلول الكاملة لقضيه المهمشين السود في اليمن".

وتابع: "نقول للحوثين لماذا تطلقوا علينا أحفاد بلال، وأنتم لا تقدرون دور بلال الريادي في الإسلام، وتحكمون على أبنائه بالإعدام، كما أننا ننصح الأخوة أحفاد بلال المتواجدين في جبهات الحوثين الخروج من الجبهات، ولا داعي لتقديم دمائهم مع سلالة هي من تقتل وتحاصر كل اليمنين دون استثناء، وتصدر أحكاماً بالإعدام على أفراد مهمشين بتهم واهية، وبشكل غير إنساني، ولا تتناسب حتى مع العرف".