المرأة التي غيرت حياة أسرتها باتخاذها التجارة طريقاً لها بالمخا
شاءت الأقدار لبنت محافظة إب علياء محمد، أن تقترن بشاب من المخا قبل نحو اثني عشر عاماً، وكان وضعه المادي صعباً للغاية، إذ إنه غير موظف وليس لديه اي مهنة، مثله مثل حال الكثير من الناس، وكل ما يقدر القيام به هو العمل في مجال البناء بالأجر اليومي وهو عمل غير منتظم ويخضع لتقلبات السوق.
ظلت تلك الفتاة الشابة داخل غرفة واحدة مع زوجها إلى أن رزقا بأربع بنات، لم يكن حينها الوضع صعبا فقط، إنما لا يطاق، وعندما حملت بمولودها الخامس انفجرت بالبكاء فالغرفة الوحيدة المخصصة لهم كسكن بدأت تضيق بشكل أكبر، ولذا قررت أن تخرج من ذلك الوضع الصعب.
في البداية جمعت مبلغا صغيرا من عائدات عمل زوجها، وبدأت في بيع الأشياء البسيطة، وبعد سنتين اشترت لزوجها دراجة نارية مستخدمة، فكان يعمل عليها من الصباح الباكر حتى المساء.
وعند نهاية كل يوم كانت علياء تضع جزءاً مما يربحه للادخار، وعندما وجدت بعد أشهر أن ما تم ادخاره يعد مبلغا مناسبا، بدأت بالتوسع التجاري واتخاذ البيع عملا رئيسيا.
اختارت علياء توقيت انطلاق العام الدراسي ليكون أيضا منطلقا لها، فاستأذنت زوجها في ذلك وذهبت للبيع أمام إحدى المدارس.
تقول عليا "ما زلت أتذكر مدى الحرج الذي كنت أشعر به في ذلك اليوم، لكنني قلت في نفسي" البيع ليس عيبا، بل إنه أشرف من التسول أو الاستمرار في الوضع الذي كنا نعيشه".
تضيف: "كانت تلك الكلمات كافية لإعادة الروح لي، فاستمررت في العمل سنوات لأجد نفسي قادرة على بناء غرفة إضافية وصالة تزيل عنا هم الضيق الذي كنا نعاني منه".
تختتم عليا حديثها لمحررة نيوزيمن قائلة، وهي تشير لطفلها، "أشعر أن الله رزقنا بعد إنجابي لهذا الولد، كنت أخشى مجيئه، لكن الله منحنا الرزق مع حلول مولده، وكأنه يريدنا أن نتذكر قوله تعالى: {نحن نرزقكم وإياهم}.