أصعب أربعة أيام مر بها الفتى سليمان الوهباني في مدينة تعز، يكابد قسوة الألم الذي حل به نتيجة إصابته بمرض فيروسي لم يكتشف الأطباء طبيعته فأطلقوا عليه اسم “الحمى الفيروسية”.
يقول سليمان إنه عانى من أعراض تشبه إلى حد ما أعراض الكوليرا، عبثت بكل أعضاء جسمه وأفقدته القدرة على الحركة. وعندما شعر بخطورة المرض، أسرع شقيقه في إسعافه إلى المستشفى الجمهوري، وهناك أجرى فحوصا وتناول الأدوية اللازمة وبدأ يشعر بالتحسن إلى حد بعيد.
وعلى الرغم من انتشار وباء حمى الضنك في محافظة تعز، إلا أن فيروساً وربما فيروسات مجهولة تغزو المحافظة لا علاقة لها بالأمراض الأخرى المنتشرة في المدينة، بحسب رأي الدكتور عبدالقوي في ذات المستشفى.
ويربط عبد القوي هذا الوباء الغريب بتكدس القمامة وانعدام النظافة، فضلاً عن دخول فصل الشتاء الذي تشتد فيه الرياح وتنقل الأمراض والأوبئة نتيجة انتشار القمامة والحشرات والبعوض الناقلة للأمراض.
وحمل عبدالقوي السلطة المحلية في تعز مسؤلية تردي الخدمات الصحية وتكدس القمامة بكميات كبيرة في شوارع وأحياء المدينة لأيام وأساببع دون أن تحرك ساكناً، حسب تعبيره.
ويقول عبدالله القياضي نائب مدير مكتب صحة تعز، إن المدينة واجهت، منذ بداية جائحة الحمى إلى اليوم، مئات حالات الحمى الفيروسية في أكثر من مستشفى، خمسة في المئة منها فقط ثبت أنها حمى الضنك، ما يعني أن خمسة وتسعين في المئة من الحالات لا علاقة لها بحمى الضنك.
وتكثف الجهات المختصة خدماتها الصحية، بما في ذلك جانب التوعية في أوساط الأسر عن طريق فرق إرشادية وعبر وسائل الإعلام المحلية المختلفة .
ذات المشكلة تتكرر لتشمل محافظات يمنية أخرى بحالات مرضية لا تقل خطورة عن الحمى الفيروسية.
وأكد وزير الصحة في حكومة صنعاء أن أكثر من مئة ألف طفل يموتون سنوياً نتيجة بعض الأمراض الفتاكة، خاصة سوء التغذية. وأضاف أن سبعة وتسعين في المئة من معدات المستشفيات اليمنية تجاوزت عمرها الافتراضي بسبب الحرب، ما أدى إلى انتشار الأوبئة والأمراض وزيادة نسبة الوفيات والمرضى .
وكانت منظمة “أنقذوا الأطفال” قالت إن نحو 193 طفلا لقوا مصرعهم في اليمن نتيجة الإصابة بمرض الكوليرا في النصف الأول من عام 2019، وأشارت إلى أن هذا العدد يفوق عدد المتوفين بالمرض في العام 2018 كله.
وحذرت المنظمة، في بيان حديث، من أن يؤدي موسم الفيضان الحالي في اليمن إلى زيادة انتشار المرض الذي تنقله المياه.
منظمة يونيسيف أكدت من جانبها أن اليمن لا يزال ضمن أسوأ البلدان للأطفال في العالم، وأن استمرار النزاع الدامي وما ترتب عنه من أزمة اقتصادية وضع أنظمة الخدمات الاجتماعية الأساسية في عموم البلاد على حافة الانهيار، وستنجم عن ذلك عواقب بعيدة المدى على الأطفال.
آ