الرئيسية - أخبار محلية - "واقع الأشخاص ذوي الإعاقة" .. يثبت أن الإعاقة في الفكر ليست بالجسد!
"واقع الأشخاص ذوي الإعاقة" .. يثبت أن الإعاقة في الفكر ليست بالجسد!
الساعة 11:09 مساءاً (متابعات - تقرير عبير محسن)

مرت الحرب من اليمن بجورها وليس هناك حرب عادلة!

الأرض والإنسان تدهورا كنتيجة حتمية وكان للمعاقين النصيب الأكبر فيؤكد التقرير الصادر عن الاتحاد الوطني لجمعيات رعاية المعاقين أن عدد المعاقين في اليمن يتراوح نسبتها 10 إلى 30% من إجمالي عدد السكان وبما يعادل 3 ملايين معاق ومعاقة. كما أن 90% من إجمالي عدد الأشخاص ذوي الإعاقة يعيشون تحت خط الفقر.

المنظمات في الحرب

الحرب والحصار قضيا على كل ما تحقق لشريحة المعاقين من موارد ومكاسب هذه الأوضاع أيضاً قضت على الكثير من جهات العمل المدني التي تعمل في المجال الحقوقي والرعائي والتنموي لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة و بحسب تقرير الاتحاد الوطني لجمعيات رعاية المعاقين فإن كثيراً من هذه المنظمات توقفت أو تراجعت مستويات أعمالها وأنشطتها إلى أدنى المستويات.. فيما أشار التقرير الصادر عن المؤسسة العربية لحقوق الإنسان إلى أن المنظمات الدولية التي كانت تقدم خدماتها بشكل توقفت تماماً، في ظل الحصار المفروض على اليمن، كالمنظمة الدولية للمعاقين (Handy cupped International) ومنظمة اوكسفام البريطانية ومنظمة رعاية الأطفال((Save Children.

 

والحقيقة القديمة المستمرة هي أن هذه الشريحة تفتقد الموقف الجاد من جميع المعنيين لإدماجهم في المجتمع وتيسير الحياة لهم بمختلف مجالاتها كحق من حقوقهم تكفله القوانين الدولية والمحلية وليس منّة أو عطف!

شعلة عزيمة

ومع كل هذه التحديات الصعبة إلا أن هنالك نساء ورجال من ذوي الإعاقة لم يعجزوا عن آداء دورهم الاجتماعي والإنساني والعلمي فاليوم تثبت الأستاذة خديجة علي عمر للمجتمع بل وللعالم أن الإعاقة ليست سوى مصدر لإشعال جذوة العزيمة واستمرارية الحياة بقوة وشجاعة وعطاء وأن الإعاقة تكمن في الفكر وليس في الجسد، حيث دشنت اليوم كتابها الثاني " واقع الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن بين المنظمات المحلية والدولية" حيث ناقشت فيه عناوين كثيرة في 282 صفحة غزيرة بالمعلومات الدقيقة

 

 احتوى الباب الاولى على خمسة فصول حيث تناول الفصل الاول احصائيات ومفاهيم الاعاقة تطرقت خلاله المؤلفة الى حجم ونسبة المعاقين في اليمن ومفاهيم الاعاقة ودور المنظمات المحلية والدولية في مجال الاعاقة وخصائصها ومخاطر الاعاقة الحركية على مستقبل المعاق واهم مشكلات المعاقين بوجه عام والاثار السلوكية والنفسية لدى المعاق بوجه عام ، وتطرق الفصل الثالث لإدماج المعاقين في الحياة العامة وتوضيح سياسة الادماج الاجتماعي وطرق الخدمة الاجتماعية وادوار الاخصائي الاجتماعي في مجال رعاية المعاقين ، وتناولت المؤلفة المنظمات الدولية والاهلية العاملة في مجال الاعاقة والصندوق الاجتماعي للتنمية ودوره في رعاية وتأهيل ودمج المعاقين والمعوقات التي تواجه عمل المؤسسات الحكومية والاهلية في الفصل الرابع ، اما الفصل الخامس فقد تناول واقع المعاق في المجتمع اليمني من حيث التشريعات الخاصة بإدماج المعاقين والجهود المبذولة لرعاية المعاقين ودمجهم ومعاناة المعاقين في المجتمع اليمنية فيما خصصت المؤلفة خديجة الحبابي الباب الثاني للجانب الميداني من رسالة الماجستير من حيث منهج ومجتمع وعينة وادوات البحث والوسائل الاحصائية المستخدمة .

 

العنف ضد المرأة المعاقة

كان أبرز مبحث في الكتاب هو الفصل الثاني المعنون بـ "العنف الموجه ضد النازحات من ذوات الإعاقة في المجتمع اليمني" ففي الوقت الذي يغفل الباحثين العرب والأجانب في موضوع العنف لدى فئات المجتمع بشكل عام عن تناول فئات النازحات من ذوي الإعاقة والتي تعد من أهم الفئات وأشدها حساسية كان هذا الفصل الأول من نوعه في اليمن وإضافة مهمة لرفد المكتبة العربية عامة واليمنية على وجه الخصوص.

المرأة النازحة والمعاقة في اليمن تعتبر الأقل حظاً في الحصول على الخدمات الملائمة -بحسب توصيف الأستاذة خديجة – فضلاً عن معاناتها من العديد من الضغوط الاجتماعية.

يقدم البحث قاعدة بيانات متعلقة بمدى وجود العنف الموجه للنازحات من ذوي الإعاقة وكذا توصيات ومقترحات تساهم في وضع خطط وقائية تكاملية مناسبة التي من شأنها التخفيف من حدة مستوى هذا العنف.

 

تجربة المؤلفة

 

الثلاثينية خديجة طالبة الدكتوراه النجيبة والتي أثنى عليها اليوم كل دكاترتها وأساتذتها بحضور ثلة من الأكاديميين من جامعة صنعاء والشخصيات الاجتماعية ووزراء الدولة وحضور كثير ومهيب عبرت عن سعادتها البالغة به .. متواضعة جداً وقوية حدّ تجاوزت فيه كل العقبات الاجتماعية والعلمية والنفسية ..  تقول عن هذه التجربة التي استغرقت سنتين هناك مصاعب علمية تتمثل في كون الإحصائيات غير دقيقة، كل ما لدي كان تقارير دولية لأن المؤسسات الحكومية المسؤولة غير فاعلة بسبب ما يمر به البلاد لذلك جميع الإحصائيات لديهم قديمة كذلك كانت هناك صعوبة تتعلق بالحركة لدي حيث أن المكتبات ليس بها ممرات مناسبة وكذا في توقيف السيارة والحصول على المراجع وإعادتها وهي مراجع قديمة لا تجديد فيها كلها عقبات احتاجت مني جهد أكبر

 

خديجة الناشطة

خديجة حسين عمر ناشطة إجتماعية أيضاً فهي عضو الاتحاد الوطني للمعاقين التي تنادي بحصول هذه الشريحة الحقوق الكاملة والفاعلة في المجتمع أسوة بالآخرين، وتشجيع مشاركتهم وتمثيلهم في كافة المجالات التعليمية والسياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية على أساس تكافؤ الفرص ويستفيد من خدمات الاتحاد ما يقارب ثلاثة الف مستفيد من ذوي الاعاقة الحركية من رعاية وتأهيل وتقديم الخدمات الضرورية للمعاقين بما يسهم من تخفيف معاناتهم وتحسين مستوى حالاتهم الاجتماعية والمعيشية تشير خديجة أن العمل في المجال الاجتماعي مطلوب الإنسانية قبل كل شيء ومعرفة إمكانية تحمل احتياجات هذا المعاق خاصة ذوي الإعاقة المزدوجة والأسر الفقيرة التي مستواها المادي صعب جداً، وعن دور المرأة تقول المرأة بشكل عام في بلادنا يتم مضايقتها والتعليق عليها فما بالك بمعاقة إلا أن عائلتي رغم أنهم من مجتمع محافظ جداً كانوا الداعم الأول والأكبر لي وبفضلهم أنا الآن هُنا.

 

صدر الكتاب برعاية مؤسسة الطارق العلمية للبحوث والاستشارات التطبيقية والانسانية بقيادة البروفسور عابد طارق التي تقوم بطباعة معدل كتاب سنوياً وهي تعتبر الثانية بعد مؤسسة العفيف في اليمن.