كشفت إحصائية حقوقية حديثة ارتكاب ميليشيات الحوثي الانقلابية نحو 27 ألفاً و554 انتهاكاً، جرى توثيقها في قطاع التعليم بأمانة العاصمة خلال الفترة من أكتوبر 2018 إلى أكتوبر الجاري.
وأشار التقرير، الذي أصدره مكتب حقوق الإنسان بأمانة صنعاء بالتزامن مع اليوم العالمي للمعلم، إلى أن الانتهاكات توزعت بين قتل خارج القانون واعتداءات وتعذيب واعتقالات ونهب للمرتبات والمساعدات الإنسانية وتجنيد أطفال المدارس وفرض الفكر الطائفي وفرض شعارات الميليشيا إلى جانب تغيير المناهج وزرع ثقافة الموت والكراهية.
وبين التقرير الذي صدر بعنوان «نحو المجهول» أن فرق الرصد وثقت 21 حالة قتل خارج القانون، وخمس حالات قتل تحت التعذيب، و297 حالة اعتداء جسدي وتهديد، وصدور أحكام سياسية بإعدام 10 مديري مدارس ومدرسين وطلاب.
وأشار التقرير إلى أن الاختطافات في المؤسسات التعليمية من قبل ميليشيات الحوثي التي تم رصدها 568 حالة، شملت مديري مدارس ومشرفين ومدرسين ومدرسات وطلاب وطالبات، تعرض 92 منهم للإخفاء القسري، والتعذيب الوحشي في سجون الميليشيا لعدد 122 حالة.
ورصد التقرير قيام ميليشيات الحوثي الانقلابية بـ157 حالة اقتحام للمنشآت التعليمية حكومية وخاصة بين مدارس ومناطق تعليمية ومعاهد وقنوات تعليمية. كما تم رصد عدد 396 حالة تجنيد للأطفال دون السن القانونية، و3277 حالة نهب للمرتبات والمساعدات الإغاثية، وعدد 8929 حالة فصل وظيفي لمعارضين للميليشيا، إلى جانب توثيق 65 حالة اعتداء على وقفات احتجاجية سلمية لمعلمين.
وفي مجال الانتهاكات الفكرية والاعتداء على الهوية الوطنية ونشر الفكر الطائفي، فقد كشف التقرير عن رصد 2903 فعاليات وأنشطة ودورات ثقافية أقامتها الميليشيات الحوثية لطمس الهوية الوطنية، وأجبرت المدرسين والطلاب على حضورها.
وبحسب التقرير فقد سجل فريق الرصد عدد النازحين والمهجرين من أمانة العاصمة عدد 8370 حالة.
وأوضح مدير مكتب حقوق الإنسان بأمانة العاصمة، فهمي الزبير، أن ما تمكنت فرق الرصد الميدانية من توثيقه من انتهاكات، رغم المخاطر الكبيرة عليهم، خلال عام يعتبر نذراً يسيراً جداً مما يحدث على الواقع، مؤكداً أن التعليم في أمانة العاصمة والمحافظات التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي تعاني وضعاً مأساوياً كارثياً ينذر بمستقبل مجهول في ظل الممارسات التي تقوم بها الميليشيات في المؤسسات التعليمية ومكاتب التربية والمدارس من «تطييف» للتعليم والسعي إلى تغيير الهوية الوطنية، وتسييد مفاهيم العنف والسلاح ونشر ثقافة الموت والمقابر، وفرض واقع مملوء بالكراهية لا يقبل التعايش والسلام.
وحذّر الزبير من المخاطر الكبيرة لقرار الحوثيين أخيراً، إلزام خريجي الثانوية العامة بالتجنيد الإجباري، على حاضر اليمن ومستقبله، حيث يستهدف هذا القرار تحويل عشرات الآلاف من الشباب إلى أدوات بيد المشروع السلالي، كمخزون لاستمرار صراعه وحروبه الأبدية التي تستهدف الوطن والإقليم، بدلاً من التحاقهم بالجامعات والمعاهد العلمية والتدريبية والمهنية والفنية لبناء وتنمية اليمن.