الرئيسية - أخبار محلية - المال الإماراتي.. هل يحول قائد عسكري في تعز نسخة أخرى من «بن بريك» في عدن؟
المال الإماراتي.. هل يحول قائد عسكري في تعز نسخة أخرى من «بن بريك» في عدن؟
العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع
الساعة 10:00 صباحاً (متابعات)

يصفه محبوه والمقربون منه بـ القائد العسكري «صاحب الطلقة الأولى» في مواجهة المشروع الحوثي في تعز ويعد من ابرز القادة الذين تصدروا واجهة الأحداث في تعز خصوصا في الآونة الأخيرة.
يقول عنه منتقدوه بأنه تحول الى مجرد جندي في رقعة شطرنج تلعبها الإمارات.
العميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35 مدرع التابع للشرعية بتعز لطالما برز اسمه كثيرا خلال الأحداث التي شهدتها المدينة.
اللواء 35 مدرع:
يرى البعض الخلل القائم في بنية اللواء 35 او سوء الإدارة المقصودة إدانه صارخة للعميد الحمادي وتاريخه العسكري فخلال احداث تعز ثبت ان اكثر من 70% من العناصر الإرهابية وعصابات التقطع والنهب وخلايا الإغتيالات تنضوي في اطار اللواء 35 مدرع مع الإشارة الى ان الحمادي في اكثر من ظهور اعلامي وتصريح اكد عدم دعمه لتلك العصابات والأفراد.
من جهة اخرى يرى ناشطون ان بقاء “ابوالعباس” تحت مظلة اللواء 35 مدرع كقائد سرية في اللواء وهو المدرج في قوائم الإرهاب الدولية يعد امراً خطيراً بل ذهب آخرون للحديث عن رعاية الحمادي لكل ما يقوم به ابوالعباس وتركه دون حساب رغم انه قائده بحسب اللوائح العسكرية.
إرتهان:
لم يكن من اللافت لكثير من متابعي الأحداث في تعز خبر حضور العميد الحمادي مؤخراً اجتماع لقادة امارتيين مع قيادات في الإنتقالي وممثلين عن جماعة الحوثي وقيادات في الإنتقالي اضافة لقيادات سياسية في حزب المؤتمر والحزب الناصري في اطار الترتيب لمخطط اسقاط تعز.
حيث يصف الناشط في مواقع التواصل طارق عبدالسلام في تصريح للجند بوست موقف الحمادي بالإرتهان الواضح للمشروع الإماراتي منذ البداية.. مشيراً الى ان تماهي “الحمادي” مع الإمارات ليس جديداً فقد عمل طوال الفترة السابقة كمظلة للجماعات الإرهابية وكل اعداء المؤسسة العسكرية والأمنية، رغم كونه قائد للواء عسكري يتبع الشرعية.
واشار عبدالسلام في تصريحه الى ما وصفها بـ الهرولة السريعة للعميد الحمادي الى احضان الإمارات، متسائلاً الى اين ستصل به؟
وقال ان ما يثير الغرابة ليس موقف الحمادي الذي بات واضحاً، وانما موقف الشرعية وصمتها تجاه ممارسات احد قادتها والمحسوبين على مؤسستها العسكرية في تعز، وعدم ادراكها لمآلات وخطورة ما قد يجره الحمادي وامثاله على مستقبل تعز وعلى الشرعية ككل.
خيانة عسكرية:
وفي اطار مسلسل إنكشاف مخطط الإمارات وادواتها في اليمن ، كشف مصدر عسكري رفيع للجند بوست عن استلام الحمادي الأسبوع الماضي مبلغ (300.000000 مليون ﷼) من دولة الإمارات بشكل سري وخاص.
وحين توجه فريق اعداد التقرير للمصدر بالسؤال عن الإطار الذي تسلم فيه الحمادي هذا المبلغ، رد بمعلومة اكثر صدمة بالقول “هذا المبلغ مجرد معايدة بسيطة اذا ما قارناه بـ 350 مليون يتسلمها الحمادي شهرياً من الإمارات يتم توريدها لحسابة الخاص” فضلاً عن مخصصات اللواء 35 التي تصرفها الإمارات ايضاً للعميد الحمادي.
ووصف المصدر العسكري قبول الحمادي وتسلمه لهذه المبالغ بالخيانة العسكرية، مضيفاً ان تسلم الحمادي للمبلغ الأخير يأتي كدعم تحفيزي خاص لأعضاء وقيادات خليه مخطط ” اسقاط تعز” الذي تسعى الإمارات لتطبيقه واقعياً.

شحنة اسلحة وتحرك مُنتظر:

آ 

في السياق ذاته قالت مصادر خاصة أن شحنة أسلحة وصلت الى منطقة العين مركز اللواء 35 مدرع وتشير المصادر الخاصة أنه تم تخزين الشحنة في قرية الحمادي بالمنطقة ذاتها وفي مخازن خاصة به شخصيا بعضها في القصر او “الڤيلا” التي بناها مؤخراً هناك.

كما تم توزيع البعض الآخر على نقاط تتبع الحمادي، اشارت المصادر الى بعضها وهي “نقطة ريمة حميد في بني حماد، نقطة المحطة جوار محطة العين، نقطة المجمع بجوار المجمع الحكومي بالعين، نقطة مفرق بني حماد، نقطة مدخل السائلة المؤدية لمنزلة، نقطة نجد يافق،وجميعها نقاط غير رسمية، بالإضافة الى نصب مدفع جوار منزله ونشر حراسة مشددة.

نشر تلك النقاط وتسليحها بشكل كبير وتحويل المنطقة الى ثكنة عسكرية، اثار رعب الأهالي الذين تسائل بعضهم عن دوافع ذلك، وابدو مخاوفهم من تحويل منطقتهم الى مركز لمخطط يستهدف الشرعية.

الى ذلك كانت تحالف القوى السياسية في مديرية الشمايتين، الذي يضم اغلب الأحزاب السياسية في تعز، قد طالب في بيان له برفع كافة النقاط والإلتزام بقرارات اللجنة الأمنية في هذا الخصوص، وايقاف عمليات التجنيد خارج المؤسسة العسكرية.

وبالعودة لشحنة الأسلحة فقد اشار المصدر الى انها تحوي اسلحة نوعية متطورة لم تستخدم من قبل، وتعد اكبر شحنة اسلحة وصلت تعز حتى الآن منذ بداية الحرب.

ولم تستبعد المصادر استخدام تلك الأسلحة ضد الشرعية في تعز، ضمن مخطط اسقاط الشرعية الذي يجري تنفيذه وفق خطوات ومراحل، حيث بدأ التحرك في الجهة الجنوبية للمدينة في الشمايتين والتربه، على ان تكون المرحلة الثانية داخل المدينة بحسب المصادر.

واذا ما ثبتت المعلومات الواردة عن استلام الحمادي للمبالغ المالية الكبيرة، وشحنات الأسلحة، فإن السؤال الذي يطرحه واقع الحال في محافظة تعز، لماذا يُدعم الحمادي واللواء 35 دون غيره بالسلاح؟ وفي اي اطار يأتي هذا الدعم؟

وهل يعني ذلك قبول الحمادي على نفسه تهم الإرتهان للإمارات والإنقلاب على الشرعية والتحول الى نسخة اخرى من “بن بريك” في عدن؟

ظهير الجماعات الإرهابية:

من اخطر الملفات الشائكة في تعز، ملف الجماعات الإرهابية الذي ينتمي اغلب قادتها وافرادها للواء 35 مدرع، وقد زاد من خطورة ذلك ما اورده التقرير الأخير لفريق الخبراء في الأمم المتحدة، والذي اتهم فيه بشكل مباشر قادة في اللواء 35 مدرع بممارسة العديد من الإنتهاكات بينها الإعتقال والتعذيب.

وفي ملف العميد الحمادي “الشخصي”
تشير بعض المعلومات إلى أن علاقة العميد الحمادي بالإمارات تجاوزت مجرد علاقة المنفعة والدعم ، الى انواع اخرى من العلاقات الحميمية، حيث أُثير في الوسط الإعلامي في الاونة الاخيرة تساؤلات عن طبيعة العلاقة بين ” الحمادي ” وبين ” سونيا عبده الخبتي” التي كان قد تم اعتقالها من قبل أجهزة الأمن في عدن مطلع يونيو 2017م، بتهمه ادارة شبكات تجسس لصالح الحوثيين ، حيث كانت تدير تلك الخلايا من قلب مدينة التربة مركز سيطرة ونفوذ اللواء الحمادي، كما انها في الوقت ذاته على علاقة بالإمارات.

وينوه “الجند بوست” الى انه حاول الوصول والتواصل مع العميد عدنان الحمادي للتعليق على كل ما ورد في التقرير من معلومات، لكنه لم يتمكن من ذلك.

اسئلة مفتوحة؟

وفي ظل استرجاع ملف العلاقات المشبوهه للعميد، ابتداء من دعم الجماعات الإرهابية، وعلاقته ورعايته للمدرجين على قائمة الإرهاب الدولية، مروراً بإرتهانه لدولة خارجية، وتسلمه الأموال لصالح حسابه الشخصي، وصولاً لدعم المتمردين ضد الشرعية واجهزة الأمن والجيش كما حدث في الشمايتين اثناء تمرد مدير شرطة الشمايتين المُقال عبدالكريم السامعي، إضافه لدورة السلبي مؤخراً بخصوص الوضع في الحجرية والتربه.

كل ذلك يجعلنا امام تساؤلات مفصلية، بشأن شخصية العميد عدنان الحمادي وتاريخه العسكري.

فهل يحرق شبقه بالمال، تاريخه النضالي؟
وهل قبل الحمادي بشكل نهائي ان يتحول من قائد عسكري بارز، الى احد البيادق الإماراتيه الموجهه ضد تعز؟

هل يسعى العميد الحمادي بالفعل الى تكرار تجربة “عبدالله عبدالعالم” عبر نقل المعركة الى الحجرية، كما يتسائل ابنائها؟

وهل يتراجع العميد، ام انه ينتظر قرارات مشابهة لقرارات عزل قائد المنطقة العسكرية الرابعة “اللواء فضل حسن” بسبب تماهيه مع المشروع الإماراتي في عدن؟

الكثير من الأسئلة تبحث عن اجابات، ربما تكون الأحداث التي تشهدها مناطق جنوب تعز مدخلاً هاماً للإجابة عليها.