الرئيسية - أخبار محلية - خبراء ومراقبون يشككون في قدرة السعودية على تلبية الطلب النفطي رغم عدم ظهور أزمة حتى الآن
خبراء ومراقبون يشككون في قدرة السعودية على تلبية الطلب النفطي رغم عدم ظهور أزمة حتى الآن
ارامكو
الساعة 10:55 صباحاً (متابعات)

اعتبر محللون وتجار أن قدرة السعودية على تجنب أزمة في إمدادات النفط لن تتضح إلا بعد مرور بضعة أسابيع، إذ يمكن لمخزون النفط السعودي أن يسد الفجوة ويغطي حجم الضرر الذي لحق بمنشآتها.
وتقول الرياض إن الإنتاج سيعود لمستوياته الطبيعية خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع وهو ما يعني عودته إلى نحو عشرة ملايين برميل يوميا بعد إعادة تأهيل الموقعين اللذين يتوليان معالجة وتنقية حوالي 5.7 مليون برميل يوميا.
وبينما تجري الإصلاحات، وعدت السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم بمواصلة تزويد سوق النفط الخام بمخزوناتها القائمة في المملكة وخارجها والتي قُدرت في يوليو/ تموز الماضي بنحو 180 مليون برميل.
غير أن التجار والمحللين يشككون في أن الإصلاحات بموقعي بقيق وخريص ستكون سريعة في حين أن غياب الشفافية فيما يخص المخزونات السعودية يزيد الغموض الذي يلف قدرة الرياض على مواصلة تزويد الأسواق بالنفط دون انقطاع.
وقال أحد كبار المتعاملين الأوروبيين: «جانب كبير من الكميات المقرر وصولها في أكتوبر/ تشرين الأول، كانت بالفعل في المياه (في ناقلات مبحرة) ولذا فإن الفجوة ستظهر قرب أواخر الشهر القادم. حدث تدافع جنوني على أسواق العقود لكن التدافع في المعاملات الفورية سيأتي فيما بعد».
وسيتوقف موعد بدء أي تدافع على الخام في المعاملات الفورية على وجه الدقة على مستوى المخزونات السعودية وطول الفترة التي تحتاجها المملكة لتأمين حصول الزبائن على المخصصات الكاملة.

الرياض: الإنتاج سيعود لمستوياته الطبيعية خلال أسبوعين أو ثلاثة

وقالت مبادرة البيانات المشتركة «جودي»، التي تصدر بيانات عن الطاقة مستخدمةً ما يقدمه أعضاؤها مثل الرياض، إن المخزونات السعودية في الداخل والخارج انخفضت ثمانية ملايين برميل في الشهر خلال يوليو/ تموز في أحدث البيانات المتاحة لتصل إلى 180 مليون برميل.
لكن أحد قدامى المتعاملين النفطيين قال إن دقة أرقام جودي حولها علامة استفهام كبرى وإن الحجم الإجمالي وفقا للمتابعات على الأرض يبدو أقل من ذلك في إشارة إلى حسابات مبنية على أساس معلومات من شركات تحليل البيانات التي تستخدم الأقمار الصناعية في قياس المخزونات.
وقال إن تحركات من جانب شركة «أرامكو» للتجارة، الذراع التجارية ل«أرامكو» السعودية، التي تديرها الحكومة لشراء منتجات مكررة يزيد من الغموض الذي يكتنف مستوى المخزونات السعودية.
وأضاف: «تردد حديث عن استثمار عشرات الملايين على مدار عقدين في إنشاء مرافق تخزين تحت الأرض يشتبه المرء أنها تحتوي إلى حد كبير على منتجات مكررة. لكن لماذا إذا شهدنا «أرامكو» للتجارة تشتري منتجات؟»
وقال أمين الناصر، رئيس «أرامكو» السعودية التنفيذي، إن شركته تملك أكثر من 60 مليون برميل من النفط الخام داخل البلاد وذلك دون أن يوضح الكمية المخزونة في الخارج، علماً أنه للشركة مخزون في أوكيناوا باليابان، وروتردام في هولندا، وميناء سيدي كرير المصري.
وتظل أسئلة بلا أجوبة عن السرعة التي يمكن أن تنضب بها المخزونات في الداخل والخارج. وقدرت شركة «كيروس» لتحليل البيانات أن المخزون السعودي في الداخل انخفض بما يقرب من عشرة ملايين برميل في يوم واحد إلى 66.5 مليون برميل في 16 سبتمبر/ أيلول من 76.4 مليون في اليوم السابق.
وبدأ بعض كبار الزبائن يتجهون لموردين آخرين لتلبية طلباتهم. واستأجرت الوحدة التجارية التابعة لشركة «سينوبك» الصينية، أكبر شركات التكرير في آسيا، أربع ناقلات للنفط الخام على الأقل هذا الأسبوع من الولايات المتحدة لترفع شحناتها الأمريكية.
وحتى إذا حافظت السعودية على تدفق النفط دون تغيير في الأحجام للزبائن فثمة دلالات على أنها قد تواجه صعوبة في توريد الخامات نفسها. ويعد نوع الخام عاملا مهما لدى شركات التكرير التي تملك مصافي مبنية لتكرير أنواع بعينها من الخامات الأثقل أو الأخف.
وبقيق هي المركز الرئيسي لمعالجة الخام العربي الخفيف، والخام العربي الخفيف الممتاز، المستخرج من حقول الغوار والشيبة وخريص.
وأخطرت «أرامكو» ما لا يقل عن ست من شركات التكرير في آسيا أنها ستزودها بالمخصصات الكاملة من النفط الخام في أكتوبر تشرين/ الأول لكن شركة واحدة على الأقل تلقت معلومات عن تغيير الخام.
وتتسلم شركات التكرير الأوروبية والتركية الخام العربي الخفيف من سيدي كرير في العادة وهي أكثر الشركات عرضة لخطر اضطراب الإمدادات. وقال مصدر مطلع بالصناعة إن شركة تكرير أوروبية واحدة على الأقل لم تتلق من الرياض أي مواعيد للشحن في أكتوبر/ تشرين الأول.
وقال مصدر في «أرامكو» يوم الثلاثاء إن مجمع بقيق يعمل بالفعل ويتولى معالجة مليوني برميل في اليوم بالمقارنة مع 4.9 مليون برميل يوميا قبل الهجوم.
لكن «أرامكو» لم تقدم تفاصيل تُذكر عن حجم الضرر الذي لحق بالموقعين. فقد ثارت مخاوف حول مدى السرعة التي يمكن بها إتمام الإصلاحات وذلك بفعل روايات شهود عن نشوب حرائق هائلة بسبب الهجمات وصور غير واضحة من الأقمار الصناعية تبين مواقع محترقة.
وقالت شركة «إنرجي أسبكتس «الاستشارية في مذكرة: «يقول خبراء هندسيون إن تقييم الضرر وحده كان يجب أن يستغرق أسابيع خاصة وأن العمال لم يُسمح لهم بالعودة إلى مجمع بقيق إلا (يوم الثلاثاء) للمرة الأولى». وأضافت: «من المرجح ألا يتضح حجم الضرر بالكامل إلا في الأسابيع المقبلة».
وقال جاري روس مؤسس شركة بلاك غولد انفستورز، وأحد الخبراء المخضرمين في صناعة النفط، إنه من الصعب عدم تصديق أن الرياض «مفرطة في التفاؤل» في جدولها الزمني وذلك في ضوء تحركات سعودية لتأجيل شحنات وخفض كميات الخام في منشآتها النفطية». وأضاف: «النقص في المعروض قادم».