قال نائب وزير الخارجية محمد الحضرمي، ان خيار الحكومة اليمنية الأول كان وسيبقى هو السلام وستظل أيدينا ممدودة للسلام ومتى ما صدقت نوايا الانقلابين بإنهاء الانقلاب والانخراط في العملية السياسة وفقا للمرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216..مشيراً الى ان الحكومة ومن خلفها كافة القوى السياسية على الساحة الوطنية ستكون ضامنة وشريكة في السلام في يمنٍ يتسع للجميع. واكد الحضرمي في كلمة الجمهورية اليمنية التي القاها ،اليوم ، في الدورة الـ 152 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري المنعقدة في العاصمة المصرية القاهرة ، الى ان ما حدث في العاصمة المؤقتة عدن الشهر الماضي من تمرد مسلح من قبل ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من قبل دولة الامارات العربية المتحدة يتطلب وقفة جادة ومراجعة شفافة من اجل تجاوز هذه المعضلة وحل أسبابها وتلافي اثارها. واشار نائب وزير الخارجية “في الثامن من أغسطس 2019 قامت تشكيلات عسكرية تابعة لما يسمى بالمجلس الانتقالي بتنفيذ تمرد عسكري هو الثاني بعد محاولة التمرد الأول في يناير 2018م ، حيث قامت تلك التشكيلات العسكرية الخارجة عن إطار الدولة بمهاجمة قوات الحكومة الشرعية ومعسكراتها ومؤسساتها في عدن، وعلى أثر ذلك بذلت المملكة العربية السعودية الشقيقة–قائدة التحالف–وقيادتها الحكيمة جهودا كبيرة لاحتواء الازمة نقدرها كثيراً ، الا أن المتمردين استمروا في تماديهم ووسعوا من تمردهم وهاجموا مؤسسات الدولة في محافظتين أخريين هما ابين وشبوة ،وبعد وقوف قواتنا المسلحة الباسلة امام هذا التمدد المخالف لبيانات التحالف تمكنت قواتنا الباسلة من إلزام تلك التشكيلات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي بالعودة والتراجع”. واضاف ” فوجئنا وبكل أسف في 28 من الشهر الماضي بقصف جوي اماراتي على وحداتنا العسكرية المتواجدة عدن ، وحقنا للدماء قمنا بسحب تلك الوحدات من العاصمة المؤقتة للجمهورية اليمنية ،وفي اليوم التالي فوجئنا أيضا باستمرار تلك الهجمات الجوية، الخارجة عن القانون وعن اهداف تحالف دعم الشرعية، على قواتنا المسلحة الباسلة في محيط عدن وفي محافظة ابين مما أسفر عن قتل وجرج الكثير من صفوف الجيش الوطني ،ولذا فقد عبرنا عن رفضنا التام لاستمرار تسليح ودعم أي تشكيلات عسكرية خارج إطار الدولة وتحت أي مبرر”. وعبر عن ترحيب الحكومة بدعوة الحوار وبيانات المملكة العربية السعودية الشقيقة الداعمة للشرعية ولأمن واستقرا ووحدة وسلامة الاراضي اليمنية..مشدداً في ذات الوقت على انه من المهم أن يتم الوقوف بكل جدية وشفافية امام أي انحراف عن اهداف التحالف النبيلة التي ترتكز على استعادة الدولة والحفاظ على وحدة اليمن لا تقسيمها أو تمزيق أراضيها. وأوضح نائب وزير الخارجية ، بان اليمن ماتزال ومنذ ما يربو على خمسة أعوام تعاني من تبعات الانقلاب الدموي لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران ،وبذلت الحكومة اليمنية مساعي كبيرة وجهود حثيثة لغرض الوصول الى حل سياسي لإنهاء الانقلاب، ودعمت وستسمر بدعم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن، وكافة الجهود الدولية الرامية الى تحقيق السلام في اليمن واستعادة الدولة وفرض الأمن وترسيخ الاستقرار. واشار الى ان الحكومة شاركت في أخر جولة لمشاورات السلام في السويد في ديسمبر 2018، والتي نتج عنها اتفاق ستوكهولم ،غير انه ولما يقارب التسعة أشهر استمرت مليشيات الحوثي بالتعنت والرفض المستمر لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في السويد مما تسبب في تقويض عملية السلام الأممية وجهود المبعوث الاممي الرامية إلى انهاء الحرب وبناء يمن اتحادي جديد يقوم على الشراكة بدلاً من الإقصاء والتعاون بدلاً من الخصام والسلام بدلاً من الحرب. واكد الحضرمي إن حجم الكارثة التي حلت باليمن والمنطقة نتيجة انقلاب المليشيات الحوثية المدعومة من قبل إيران يفوق كل وصف ..لافتاً الى ان المأساة طالت كل مدينة وقرية ومنزل في اليمن، والحرب التي تسببت بها هذه المليشيات الإرهابية فاقمت المشاكل الاقتصادية والإنسانية والأمنية. وقال نائب وزير الخارجية “بسبب استمرار الانقلاب مازالت اليمن تشهد أسوأ كارثة إنسانية في العالم، ومازال الانقلابيون الحوثيون مستمرين في انتهاكاتهم من نهب للمساعدات الاغاثية، وقصف لصوامع الغلال والتوسع في محاصرة المدن والقرى والاعتداء على المدنيين والمناطق السكنية وزراعة الألغام وتفجير منازل المعارضين واستهداف الصحفيين واعتقال وخطف واخفاء الناشطين السياسيين والحقوقيين، أضافة إلى تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر والاخلال بالأمن والسلم الإقليمي والدولي”. وأضاف “ان إيران وأذرعها العسكرية في منطقتنا العربية تشكل تهديدا خطيرا لأمننا القومي، فإيران دولة مارقة لا تحترم القانون الدولي ولا التزاماتها كدولة عضو في الأمم المتحدة”. ونوه نائب وزير الخارحية بان إيران الحقت باليمن والجزيرة العربية ضررا بالغا..لافتاً الى انها انشآت ودربت وسلحت ومولت مليشيا الحوثي التي ترفع شعار الثورة الإيرانية وتنتهج نهجها في القمع والتنكيل والتعذيب وحولت بعض المناطق في اليمن الى منصات لإطلاق الصواريخ لتهديد أمن الجيران والملاحة الدولية في البحر الأحمر..مؤكداً ان التقارير الأممية ماتزال تكشف وتؤكد حجم الدعم الذي تتلقاه مليشيا الحوثي من إيران.