من بين المنتجات المعروضة التي لم تحظَ بتغطية كبيرة في مهرجان SXSW (الجنوب والجنوب الغربي) للتقنية والثقافة في الولايات المتحدة الشهر الماضي، عرض منزل إسمنتي صغير، لا تلاحظ في تصميمه الخارجي أي ميزات، على الرغم من أنّ فناءه المرصوف ونوافذه الكبيرة مواصفات لا نراها عادة في الشقق السكنية الإسمنتية الموجودة في الأبنية.
لا يتمثّل الإبداع في هذا المنزل بالهيكل والمواد، وإنما في التصميم والبناء. إذ تدّعي شركة «آيكون»، المسؤولة عن بناء هذه الوحدة التي تبلغ مساحتها 650 قدماً مربعاً، أن تكلفة بنائها بلغت 10 ألف دولار، وأنه يمكن طباعتها بالتقنية الثلاثية الأبعاد بواسطة مطبعة «فولكان» خلال مدة تتراوح بين 12 و24 ساعة، وعبر استخدام أكثر مواد البناء شيوعاً من حولنا.
أقدمت «آيكون» على بناء نموذج من هذا المنزل خلال المهرجان، مؤلف من غرفة معيشة، وغرفة نوم، وحمام، وشرفة مقوسة. في حديث أجروه مع موقع «ذا فيرج»، قال مؤسسو الشركة إنّهم سيستخدمون هذا النموذج لعرض أداء الابتكار الجديد. وقال جيسون بالارد، أحد المؤسسين للموقع نفسه: «نعتزم تركيب أجهزة مهمتها مراقبة نوعية وتركيبة، ورائحة الهواء فيه».
للعمل على المدى البعيد، شاركت «آيكون» جمعية «نيو ستوري» غير الربحية للإسكان لإطلاق تقنيتها الجديدة في عالم التطوير العقاري. وتهدف خطة «آيكون» و«نيو ستوري» إلى بناء مجمع من مائة منزل في منطقة السلفادور خلال العام المقبل عبر استخدام طابعة «فولكان». صحيح أن تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد قد استخدمت سابقاً في مجال البناء، إلا أن الطباعة في الموقع عبر استخدام مواد بناء معروفة عالمياً تعتبر خطوة جديدة في هذا المجال.
من جهة أخرى، لا شكّ في أن مشروع «آيكون» الجديد سيعتمد على اليد العاملة والمواهب الجيّدة، فالبناء لن يتحوّل من العدم إلى وحدة سكنية تامة دون تدخّل اليد البشرية. ويجب ألا ننسى أنّ الحفر لا يزال عملية أساسية تسبق صب الأسس الخراسانية، وأن النوافذ والسقف والتجهيزات الميكانيكية الداخلية كالكهرباء والسمكرة لا يمكن إتمامها بواسطة آلة طابعة.