الرئيسية - أخبار محلية - ضجيج الحوثي " تلقين عقائدي يسبق الحشد العسكري
ضجيج الحوثي " تلقين عقائدي يسبق الحشد العسكري
الساعة 06:55 مساءاً (متابعات )
تستخدم التنظيمات المتطرفة، وفي طليعتها ميليشيا الحوثي، وتنظيمات "الإخوان" و"القاعدة" و"داعش"، الزوامل والأناشيد، للترويج لأفكارها، وتعتمد عليها للوصول إلى المستهدفين واستقطابهم بمختلف الوسائل. وقد حققت أساليب الاستقطاب والتجنيد من خلال الفضاء الرقمي والميديا الجديدة نتائج متقدمة، ففي اليمن يلحظ أن مليشيا الحوثي الإرهابية عملت على استخدام وترويج الزوامل والأناشيد التي تعج بالعبارات المذهبية وتحث على القتل وتدعو لمشروع "الولاية" ولا تخفي التغزل والإشادة بأقطاب التطرف والإجرام من أمثال مؤسسها الصريع حسين الحوثي وحسن نصر والخميني. وتعتمد الميليشيا الحوثية على الزوامل في دغدغة وجدان الإنسان اليمني خصوصاً أبناء "القبائل" المهوسين بتلك الأناشيد التي تتغنى بالشجاعة والبطولات التمجيدية للقبيلة، وهذا ما عملت عليه الجماعة وقامت بتطويره بما يحقق انتشار تلك الزوامل التحفيزية بسرعة وكثافة عبر مواقع الشبكات الاجتماعية. يدرك "خبراء حزب الله" وجود ميل فطري لدى اليمنيين، خصوصاً الشريحة القبيلة نحو "الزوامل" سواءً كانت تفاخر بالقبيلة أو تنتخي عزوتها وتتغنى بقدرتها على المواجهة والقتال بشجاعة واستبسال، وبالتالي فإن الميل الفطري تجاه الزوامل يُساعد من يستخدمه على نشر فكرته، وهذا ما أشار إليه الخبراء اللبنانيون على "قيادة الجماعة وكهنتها" لكي يكون المحفز الأول للحشد والتحشيد. وقد حظيت "الزوامل" بانتشار ملحوظ بين قطاع مختلف من اليمنيين، إلى جانب المؤيدين للحوثي، كما نجحت المليشيا في استقطاب وجذب أعضاء جُدد ومقاتلين قبليين بعد أن تم أيضاً شراء ذمم مشايخ ووجهات بالمال والمراكز لضمان استمرارية الاستقطاب والتحشيد لتأمين بقاء الحرب. وتمتلئ زوامل وأناشيد جماعة الحوثيين، بالتلقين العقائدي والإعداد الروحي ولها الأسبقية على التدريب العسكري. ومن خلالها يتم تأطير الأتباع والمؤيدين في إطار الصراع المروع الأوسع وتزييف مفاهيم الخير والشر. وتعمد مليشيا الحوثي في استقطابها للعناصر وتأطيرهم من خلال الخطاب الصوتي الذي يتم من خلال ثلاثة مستويات: العاطفي والمعرفي والسلوكي، وهي بهذا تحاول ملامسة وجدان المتعاطفين و"الزبائن" المحتملين خصوصاً المراهقين، من خلال الأناشيد والزوامل الحماسية، التي ثبت أنّها تنقل الشخص من المستوى العاطفي إلى السلوكي، وفقاً لمتغيرات المحيط السياسي الذي يمرّ به. يقترح التطرف الحوثي "الشيعي" ثقافة سياسية: خيال سياسي حول مجتمع آخر في المخيلة الذهنية للأتباع أشبه بعالم الوهم الذي يرونه حقيقة، يتم فيه تطبيق الشريعة وتحقيق العدالة، ينقل هذا الخيال أيضًا الفكرة الملحة المتمثلة باستمرارية التثوير "ثورة سياسية واجتماعية" مطعمة باجترار للماضي الديني "الثورة الحسينية" بحيث يصورون دوماً بأنهم عندما كانوا مستضعفين -حد قولهم- صبروا وجاهدوا وقاتلوا ووالوا، وبهذا أصبحوا هم حكام اليوم والغد المطلقين، كما يقترح شكلاً من أشكال التمكين الذي يتم التدليل عليه بأنه تم التمكين لهم لأنهم على الحق والحق هم!! وتسعى مليشيا الحوثي إلى ربط المتخيل بالواقع مصممة في سبيل ذلك على اجترار الماضي بكل أوهامه وأكاذيبه التي لم تكن يوماً من الأيام واقعاً، والإيحاء بتحققه سريعا من خلال الربط المكثف بين الصورة المتخيلة للدولة على الفضاء الافتراضي، والصورة الواقعية المحسوسة للتمكين والبهرجة كما في "إيران الخمينية وحزب الله" ويتم هذا الربط من خلال الأدوات الإعلامية والأناشيد والزوامل المشحونة بالصور والرموز المكثفة. وتؤدي الزوامل والأناشيد المتطرفة سواءً للحوثيين و"الإخوان" وظائف عديدة وهامة لهذه التنظيمات وللفئات التي تستهدفها أثناء عملية الاستقطاب والتجنيد وفي مراحل عدة، فهي إلى جانب كونها أداة تأثير نفسي وعاطفي تسهم في جذب الزبائن المحتملين؛ إلا أنها تؤثر في جوانب أخرى عديدة؛ أيديولوجية وثقافية ودعائية وسياسية وتنظيمية، والزوامل كأحد أبرز السمات الثقافية لمليشيا الإرهاب الحوثي، تعمل على رسم ملامح الثقافة المتطرفة المحشوة دينياً، كما تحمل رؤيتها ومضامين خطابها السياسي والأيديولوجي وتسهم في بناء متخيل ديني لدولة دينية متخيلة بكل تطرف.