الرئيسية - أخبار محلية - وضع ودور المرأة اليمنية في الصراع في ندوة بمقر منظمة العفو الدولية بلندن
وضع ودور المرأة اليمنية في الصراع في ندوة بمقر منظمة العفو الدولية بلندن
الساعة 06:44 مساءاً
لندن، 17 يونيو 2019 - نظمت الهيئة الدولية للسلام وحقوق الإنسان (ILPHR) في مقر منظمة العفو الدولية بلندن ندوة بعنوان "المرأة اليمنية في الصراع: ضحية لكن مقاومة أيضاً". الندوة التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان "النسوية بعيون فلسطينية" سلطت الضوء على قضية ومعاناة المرأة اليمنية في الأزمات ودورها البطولي المقاوم والفاعل في ظروف الحرب. وقد أشارت الدكتورة نادية السقاف، الباحثة في السياسات، في مداخلتها في الجلسة الافتتاحية للمهرجان إلى أن المرأة اليمنية التي تعيش خارج مناطق النزاع تمثل جسر تواصل بين المجتمع اليمني والعالم الخارجي، وأنها في الوقت الذي من المهم أن تكون قادرة فيه على التحدث بلغة عالمية إلا أنها يجب أن تحتفظ بصلاتها القوية والعميقة مع مجتمعها المحلي، وأن تكون أداة فاعلة لإبلاغ أصوات أبناء هذا المجتمع إلى العالم. كما تحدثت السقاف عن التغيرات التي مرت بها المرأة اليمنية خلال انتفاضة 2011، مشيرة إلى أن هذه الانتفاضة فتحت عيون النساء على الدور الذي يمكن أن يلعبنه اجتماعياً وسياسياً، غير أنه لم يحدث في المقابل أي تغيير كبير في القضايا والحقوق النسوية ومساهمتها النوعية في المجتمع. ودعت السقاف إلى تبني حلول محلية من واقع المجتمع لمشاكل اليمن خاصة تلك المتعلقة بالمرأة والقيم الاجتماعية، مضيفة: "لا يمكن لأي امرأة أن تدعي أنها تمثل المرأة اليمنية لأن مجتمع النساء في اليمن كبير ومتنوع، لكن ما يمكننا القيام به هو منح النساء منابر لتعزيز ارتباطهم بالعالم. ونحن نصنع التحولات يجب ألا نغفل عن قيمنا ومفاهيمنا الخاصة لأن ما ينجح في مكان ما قد لا ينجح في اليمن والعكس صحيح". وقد بدأت الندوة باستعراض دور المرأة اليمنية والفن في زمن الحرب، وهو عنوان مداخلة الناشطة الحقوقية ناديا النجار التي استعرضت الحركة الفنية النسوية اثناء الحرب الراهنة، مشيرة إلى بروز فنانات يمنيات في مجالات مختلفة سواء في مجال الإخراج السينمائي أو ظهور ألوان غنائية جديدة لفنانان شابات، إلى جانب انتشار الرسومات الجدارية المعبرة عن موقف المرأة من الأزمة والحرب، وهي الرسومات التي أثارت انتباه المارة في الشوارع وكان لها صدى واسع، خاصة وأنها "تصل إلى المتلقي في فضاء مفتوح بدون قيود وفي أي وقت وأي مكان". بدورها، تحدثت الباحثة الاجتماعية مروى باعباد، مديرة مشروع استراتيجية صناعة السلام في مركز أكسفورد للأبحاث، عن المرأة اليمنية في زمن الحرب وعن معاناتها المتعددة، وإسهاماتها الإنسانية والاقتصادية على المستويين الخاص والعام، وكذلك المشاركة في جهود استعادة الأمن والسلم الأهليين. وأشارت باعباد في مداخلتها المعنونة "دور المرأة في الأمن والسلم في مناطق النزاع" إلى أن الدور القيادي للنساء في العديد من مؤسسات المجتمع المدني التي تمكنت من رصد وتحديد الاحتياجات للمجتمعات المحلية، وتمكنت من إعداد وتنفيذ خطط الاستجابة الخدمية المناسبة اعتماداً على الموارد المتاحة محلياً. فعلى سبيل المثال قدمت منظمات المجتمع المدني الدعم النفسي للعديد من الشباب، وشجعتهم على مشاركة حكاياتهم، بما فيها من إحباطات وانهزامات وآمال، وهو ما ساعدهم على تجاوز أزماتهم، بالإضافة إلى ما تقوم به النساء من دور في اعادة تأهيل الأطفال المجندين والعائدين من جبهات القتال. مقابل تلك الأدوار الإيجابية نوهت الباحثة الى توجه مغاير لتوظيف المرأة في أدوار سلبية تكرس ممارسة العنف، مثال على ذلك المجموعات الأمنية النسوية التابعة للحركة الحوثي المعروفة باسم "الزينبيات". تخلل الندوة عدد من المشاركات الأدبية والفنية، إذ قامت الشاعرة اليمنية البريطانية أمينة عتيق بإلقاء عدد من المقاطع الشعرية المؤثرة تحت عنوان "ذكريات أمي"، ومنها: ماذا أعرف، يا أهل اليمن؟ أنا أحبكم، وأنا أحب من يحبكم... وأتطلع لليوم الذي أراكم فيه على قدميك واقفين... لأنني بشرتكم الخاصة... لكن ماذا أعرف يا أهل اليمن؟ كما قام الفنان المصري وليد مهدي بعزف منفرد على العود، واختتمت الفنانة اليمنية الشابة رهام الحكيمي بأغنيتين تحت عنوان "ألحان للأمل". هذا وقد شهدت الندوة أيضاً تفاعلاً كبيراً من قبل الحضور المميز، حيث دارت نقاشات متنوعة أفضت إلى عدد من المقترحات والتوصيات فيما يتعلق بالمرأة اليمنية وما تتعرض له من انتهاكات وأخطار مباشرة وغير مباشرة، إلى جانب دورها البطولي والمأمول في صناعة السلام. ومن هذه التوصيات إعطاء المرأة اليمنية مساحة أكبر في مفاوضات عمليات السلام وإعادة الإعمار، وأهمية إدراك الأسباب الرئيسية للصراع، مثل الأمية والفقر، إلى جانب التركيز على الاحتياجات النفسية للشباب اليمني في حالة صراع. كما أوصى المشاركون بأهمية التواصل مع الشباب البريطاني وإشراكهم مباشرة مع الشباب اليمني لسد فجوات التواصل السياسي والثقافي.