
بمناسبة ذكرى العيد الوطني للجمهورية اليمنية 22 مايو فقد كتب وزير الأوقاف والإرشاد الشيخ الدكتور محمد بن عيضة شبيبة عن ذلك وقال عبر تدوينه له على حسابه بمنصة إكس:
تحلّ علينا ذكرى 22 مايو، لنُطالع صفحةً من تاريخ اليمن الحبيب، كتبها أبناؤه بالحلم والصدق والشجاعة والتسامي على كل الجراح، لا بالقوة والغلبة، وجعلوا من الوحدة ميثاقًا للأرواح قبل أن تكون وثيقة بين نظامين سياسيين.
واضاف : لقد ظل اليمنيون شمالًا وجنوبًا شعبًا واحدًا في ظل دولتين، وجاءت الوحدة استجابةً لأمر الله أولًا "وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا"، ثم لإرادة شعبية صادقة، فأعادت بناء ما هدمته أفاعيل السياسة، وأثبتت أن ما تبدده المصالح قد يُحييه الإيمان حين يحضر، الإيمان بالله أولًا وبقدرة الشعوب ثانيًا على اجتراح التحولات وتجاوز الصعاب عندما تتوفر الإرادة والعزيمة والحكمة.
وتابع : إننا إذ نُحيي هذه الذكرى، لا نحتفي بتاريخٍ مضى فحسب، بل نستدعي ما فيه من دروس: أن الوحدة ليست قسرًا، ولا الانفصال خلاصًا، وإنما العدل هو السياج الحقيقي لأي وطن، والرحمة هي الرابط الأمتن بين القلوب، وأن الأوطان لا تُبنى على الغلبة والضمّ والإلحاق، بل على الشراكة، والعدالة والمصارحة واحترام الحقوق ونبذ الحسابات الضيقة والانطلاق نحو آفاق رحبة تستجيب لطموحات الشعوب وأحلامها وتستوعب ظروف العصر ومتطلبات النهوض والبناء.
واشار قائلا : ولا يفوتني في هذا المقام أن أحييّ بكل تقدير أهلنا في جنوب اليمن الذين كان لهم قصب السبق في تحقيق الوحدة والذود عنها، وتحمل الكثير من أجلها، وعندما اجتاحت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني مدن الجنوب تعيث فسادًا وخرابًا كان أهلنا في الجنوب أكثر وعيًا بخطر هذا المشروع الخبيث الذي يمزق نسيجنا الوطني ويضرب في صميم وحدتنا الوطنية، وقد سطر أهلنا أروع الأمثلة في التصدي للمشروع الحوثي الذي يمضي يومًا بعد يوم في تفتيت البلد وتهديد وجوده وكيانه وتفكيك لحمته الوطنية، وبل ويثبت أنه الخطر الحقيقي على وحدة البلد وحاضره ومستقبله.
وفي الاخير قال نسأل الله في هذه الذكرى الغالية أن يُلهمنا رُشدنا، ويجبر كسر قلوبنا، ويوحّد صفنا على كلمةٍ سواء، ويرفع عنا البلاء وسوء الفتن، إنه سميعٌ مجيب.
