الرئيسية - أخبار محلية - قيادي مقرب من صالح يتهم صالح باتهام خطير جدأ وحمله فشل بناء الدولة ..تفاصيل
قيادي مقرب من صالح يتهم صالح باتهام خطير جدأ وحمله فشل بناء الدولة ..تفاصيل
الساعة 09:59 مساءاً
قال السياسي اليمني المعروف أحمد عبدالله الصوفي بأن جميع رؤساء اليمن أخفقوا في إرساء مبدأ تداول السلطة وفشلوا في حماية مشاريعهم سواء كانت ماركسية أو ليبرالية أو حتى قبلية. وأضاف خلال إلقائه لمحاضرة سياسية في المركز الثقافي الروسي في العاصمة المصرية القاهرة بقوله: أن اليمن لم تخلف خلال المائة العام الماضية قدوة سياسية يمكن التعلم منها والمضي في درب خطاها. واعتبر الصوفي، والذي عمل في مناصب حساسة في رئاسة الوزراء ورئاسة الجمهورية على مدى عقدين من الزمن، بأن أكبر كارثة عانت منها اليمن تمثلت في قدوم يحيى بن الحسين الرسي إلى صعدة قبل ألف ومائة وخمسين سنة " فمنذ ذلك الحين ونحن نعيش في دوار عنيف وحروب لم تنتهِ" قالها الصوفي. وأشار الصوفي خلال استعراضه التأريخي للحروب اليمنية التي اندلعت خلال المائة السنة الماضية بأن الإمام يحيى بن حميد الدين هو أكثر حكام اليمن خوضاً للحروب والمعارك التي أشعلها طوال فترة حكمه الممتدة لتسعة وعشرين سنة. وقال: "خاض الإمام يحيى مستعينا بمليشياته حروباً مدمرة ووحشية مازالت أثارها منقوشة في أرواح اليمنيين, فمثلا في حربه ضد المقاطرة قامت مليشياته بسحق معارضيه والتمثيل بهم وقاموا بحلق شعر النساء كإشارة الصليب، وتم إلقاء البقية من أعلى القلعة وأجبر 250 من الأطفال والفتيان على حمل رؤوس آبائهم إلى صنعاء ليتذوق الإمام نشوة النصر". وكشف الصوفي في بحثه المعنون الحروب اليمنية خلال مائة عام والذي دونه في سبع وخمسين صفحة خلال فترة اعتقاله من قبل مليشيات الحوثي عقب أحداث ديسمبر 2017م بأن اليمن خاضت خمسة وستين حرباً نظامية منها عشرين حرب جانبية صغيرة كالحرب على الإرهاب خلال الفترة الواقعة بين اكتوبر 1918م وحتى اللحظة الراهنة. وقال الكاتب والسياسي، المثير للجدل أحمد الصوفي، في المحاضرة التي حضرها نخبة من الدبلوماسيين والمفكرين والمثقفين الأجانب والعرب بأن اليمن خاضت حروباً بمعدل واحدة كل ثمانية أشهر، وبلغت نسبة الحروب التي خاضتها الإمامة وأذيالها ضد اليمنيين نحو 35 بالمائة من حصيلة الحروب التي تولت إشعالها منذ عشرينيات القرن الماضي وحتى اليوم. وأضاف بأن اليمنيين كانوا يتوقعون بأن الإمام البدر والذي لم يحكم سوى أسبوع واحد وقاد حرباً امتدت لسبع سنوات جلب فيها تحالفاً دولياً لإسقاط الجمهورية هو آخر الداعين لعودة الحكم الإمامي لكن ظهور الحوثيين بدد تلك القناعات. وأوضح الصوفي بأن تلك الحروب التي أعقبت قيام ثورة سبتمبر كالحرب الطاحنة بين الجمهوريين والملكيين والحرب بين الجمهوريين والجمهوريين وكذا الحروب التي اندلعت في جنوب اليمن عقب إعلان الاستقلال من الاحتلال البريطاني والتي بلغت حصيلتها ما نسبته 15 بالمائة من حروب المائة عام الماضية والحروب بين الشطرين الشمالي والجنوبي لليمن كلها بسبب الصراع على السلطة. السلطة التي يعتقد الصوفي بأنها انتهجت سياسة موحدة لتحاشي الجامعات والمدارس تدريس التاريخ الفعلي لليمن، فما يتلقاه الطالب يقتصر على المظاهر الخارجية أو خلاصات هذه الحروب دون التطرق لتفاصيل تلك المجازر البشعة والأحداث الدموية التي قادت اليمنيين للاقتتال في العهد الإمامي الكهنوتي وفترة الاحتلال البغيض. وتطرق الصوفي لأحداث الانقلابات خلال العقود العشرة الماضية والتي بلغت عشرون انقلاباً كلها انتهت بمآسي دموية باستثناء حالة أو حالتين. وقال: "أغلب من حكم اليمن في هذه الفترة كانت نهايته غالبا هي القتل والتصفية وفي أحسن الأحوال كان التشرد والنفي هو مصيره، باستثناء الرئيس قحطان الشعبي الذي وضع تحت الإقامة الجبرية حتى فارق الحياة. مشيراً إلى أن نظام صالح ليس أفضل نظام سياسي قابل للحياة، وأن علي عبدالله صالح هو الحاكم الوحيد الذي تعلم وأتقن من الأئمة كيفية الاحتفاظ بالحكم. وتساءل في ختام محاضرته السياسة عن الأسباب التي حالت دون قيام الحوثي بالقتال بأدوات عصرية, هو يقاتل فقط بالقبائل، ويرفض أن يقاتل بالمفكرين والمثقفين والأكاديميين. وعن القتال الذي نشب في صنعاء مابين 2 ديسمبر وحتى الرابع من ديسمبر 2017 بين عقيدة وحشية شرسة تتلهف للوصول إلى السلطة يمثلها الحوثي, وعقيدة باهتة لا جمهورية ولا مدنية قال الصوفي: "هي مزيج من الشعار الجمهوري والبنية القبلية التي استقوى بها صالح وبالتالي كانت العقيدة ضعيفة".