رغم الحروب والصراعات التي تعاني منها اليمن بقيت المملكة على الدوام عوناً وسنداً لهذا البلد الجريح، معتمدة على تأريخ من المحبة والإخاء والتواصل والشراكة في الدم والجغرافيا والنسب، حتى وإن ظهرت بعض الأصوات الناعقة التي لا تريد الخير لليمن واليمنيين والمنطقة على وجه العموم، لأنهم ارتهنوا لأجندات خارجية، وسلموا عقولهم لقوى الشر، التي تغذي الحروب والصراعات، باعتبارها الزاد الحقيقي لبقائهم في مشهد عنوانه تعذيب الشعوب، وانتهاك حقوقها.
ورغم ما يعانيه اليمن وأزمته المعقدة، تواصل المملكة دعمها لليمن سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وتسعى جاهدة مع المجتمع الدولي لاستعادة دولته، ومداواة جراح شعبه، الذي لا يزال يعاني جرّاء التجاوزات الحوثية، التي تؤكد أنه لا يمكن لها التفاعل إيجابياً مع دعوات السلام، التي تأتي بوساطة سعودية - عمانية، وإشراف أممي.
ولأن السلام في اليمن يأتي في مصلحة مختلف القوى، فإن المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى العودة لجادة الصواب، وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة الضيقة، مع إذكاء روح المحبة والأخوّة، والتخلي عن دعوات الاحتراب، التي لن تكون في مصلحة من يتبنونها، أو يشجعون عليها، أو يعتقدون أنها ستحقق لهم أحلامهم الوهمية.
ويرى المراقب للأوضاع في اليمن أن التسوية السياسية هي الخلاص الوحيد للخروج به من أزمته، والضمانة الحقيقية لمصادرة الفوضى والصراعات، وتحقيق آمال وتطلعات شعب عانى كثيراً من الظلم والمجاعة، فهل يؤكد اليمنيون أنهم بحكمتهم قادرون على استعادة وطن يتسع للجميع؟
صحيفة عكاظ