التقى نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عثمان مجلي، امس سفير الولايات المتحدة الاميركية لدى بلادنا، ستيفن فاجن، وجرى خلال اللقاء مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها بما يخدم علاقات ومصالح الشعبين في التنمية ودعم مسار السلام ومكافحة الإرهاب.
وفي مستهل اللقاء، عبر مجلي عن إدانته الشديدة للجرائم الوحشية التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي ضد المدنيين الأبرياء في قطاع عزة وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير المنازل والممتلكات في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن فلسطين هي قضية العرب الأولى، وقضية المسلمين كافة، والقضية الإنسانية في العالم التي يمارس فيها الظلم و الارهاب والانتهاكات والتطرف الذي لا حدود له من قبل العدو الاسرائيلي وسط تغاضي وتشجيع غربي صلف سيجر المنطقة إلى مزيد من الويلات ودعم الارهاب بهذه الطريقة.
وقال "أن الشعب اليمني يرفض الدعم الغربي والأمريكي المفرط لإسرائيل بحجة الدفاع عن النفس وهو الموقف الذي وفر غطاء سياسيا للكيان الإسرائيلي للمضي قدما في تدمير مدينة غزة على رؤوس سكانيها، دون مراعاة أو احترام القوانين الدولية التي تحرم قتل المدنيين واستهداف المنشآت السكنية والمستشفيات والمدارس"..مبديًا استغرابه من التعاطف غير المقبول والدعم الاقتصادي والسياسي اللامحدود الذي تقدمه أمريكا والغرب عموما لإسرائيل، وتجاهل قوانين حقوق الإنسان، والكيل بمكيالين في التعامل مع الشعب الفلسطيني والمستوطنين الإسرائيليين.
وتساءل " لماذا لا يكون هذا الضغط والدعم الكبير وعشرات المليارات التي تنفق من أجل دعم قيم السلام في المنطقة، وأنصاف الشعب الفلسطيني المظلوم بموجب عشرات القرارات الدولية التي صدرت طوال عقود ونصت على حقه في إقامته دولته واستعاده أراضيه؟". وأكد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أن القضايا العادلة لابد أن تنتصر في نهاية المطاف، وأن الشعب الفلسطيني لديه قضية عادلة، يكافح ويناضل من اجلها منذ عشرات السنوات، وقد مر بظروف أقسى من التي يمر بها اليوم وخرج منتصرا وأكثر قوة وإصرارا على طرد الاحتلال.
وقال "التصعيد الإسرائيلي الذي نراه اليوم ومحاولات تهجير الفلسطينيين من أرضهم، واتباع سياسة الأرض المحروقة في غزة التي يعيش فيها ما يقارب مليوني فلسطيني، لن تكون سبيلا لتصفية القضية الفلسطينية، كما يعتقد الكيان الإسرائيلي وبعض المتعاطفين معه، بل أن النهج الوحشي الذي تتبعه إسرائيل اليوم في قطاع غزة سيزيد من التعقيدات في المنطقة، وربما يشعل النار فيها وينفجر صراع إقليمي واسع، سيعجز المجتمع الدولي حينها عن منعه أو إيقاف تداعياته".
وفي حديثه عن الشأن المحلي أكد مجلي، بأن المعلومات الواردة من المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا، لا تدل على نوايا الحوثي السليمة للانخراط في مسار السلام محلياً وإقليمياً، مؤكدًا بأن مجلس القيادة الرئاسي ثابت في انحيازه لكل ما يحقق مصلحة الشعب اليمني واضعاً خيار السلام في المقام الأول، اتساقًا مع الجهود التي يبذلها الأشقاء في المملكة العربية السعودية الذين يبدون حرصاً كبيراً في التوصل لاتفاق سلام شامل وعادل في اليمن يلبي طموحات اليمنيين جميعا ويخفف من معاناتهم الاقتصادية والمعيشية التي تفاقمت جراء الحرب التي أشعلها الحوثيون، لافتًا إلى ضرورة دعم الولايات المتحدة الامريكية لخيار استعادة الدولة بقدراتها السياسية و الاقتصادية و الاستخباراتية والتنموية، ولعب دور أكبر في الضغط على الدول الداعمة للحوثي وإرغامها على الكف عن دعم الميليشيات وتهريب الاسلحة والمخدرات التي باتت خطرا يهدد أمن المنطقة ككل وليس اليمن فقط، وهو الأمر الذي يستوجب في المقام الأول، إعادة تصنيف مليشيا الحوثي الايرانية في قوائم الإرهاب.
وثمّن مجلي جهود المملكة العربية السعودية لإحلال السلام في اليمن، قائلًا :"الاشقاء يتحملون معنا الكثير من تبعات الحرب التي فرضتها مليشيا الحوثي على شعبنا، ويبذلوا جهدًا استثنائيًا لأجل يعم السلام وإيقاف نزيف الدم اليمني، وهو الموقف المسؤول تجاه الأمن الإقليمي والدولي الذي نتمنى أن يتحلى به الجميع دون ازدواج أو انتقاء، كما نشاهد مواقف بعض الدول في التعامل مع القضية الفلسطينية على سبيل المثال، كذلك الدور الإيراني المتواصل في تأجيج التوتر عبر تفريخ جماعات ارهابية وتطوير قدراتها العسكرية، كما هو لحال مع الميليشيات الحوثية التي يسعى النظام الإيراني لاستخدامها من خلال توظيف موقع اليمن الاستراتيجي وتضاريسه، لتمرير أطماعها في المنطقة".
وتابع: "مليشيا الحوثي مستمرة في إنشاء وبناء قواعد عسكرية والاستفادة من الأسلحة الايرانية وبدلا من الاستثمار في تطوير البلد، تعمل على تجويع الشعب".
من ناحيته عبر سفير الولايات المتحدة الاميركية، عن تفهمه لحالة الغضب الشعبي في اليمن تجاه غزة، متمنيا أن تفضي جهود الإدارة الامريكية الدائرة إلى إحياء مسار لوقف مستدام لإطلاق النار في غزة، راجيًا أيضاً ان تتكل الجهود المبذولة في السعودية بإنهاء الأزمة اليمنية والشروع في عملية السلام.