الرئيسية - أخبار محلية - رئيس مجلس الشورى الدكتور احمد عبيد بن دغر يلقي كلمة مجلسي النواب والشورى الجمهورية اليمنية في المؤتمر الخامس للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية (نص الكلمة)
رئيس مجلس الشورى الدكتور احمد عبيد بن دغر يلقي كلمة مجلسي النواب والشورى الجمهورية اليمنية في المؤتمر الخامس للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية (نص الكلمة)
الساعة 05:23 مساءاً (متابعات خاصه)

حضر كلا من رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني ورئيس مجلس الشورى الدكتور احمد عبيد بن دغر المؤتمر الخامس للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية المنعقد في جمهورية مصر العربية.

هذا وقد ألقى رئيس مجلس الشورى الدكتور احمد عبيد بن دغر كلمة مجلسي النواب والشورى الجمهورية اليمنية في المؤتمر الخامس للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية جاء فيها : 

 

أخي صاحب المعالي عادل بن عبدالرحمن العسومي 

رئيس البرلمان العربي 

صاحب المعالي السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية

السيد شيف فورتين تشارمبيرا, رئيس برلمان عموم افريقيا 

أصحاب المعالي رؤساء مجالس النواب والشورى، رؤساء الوفود المشاركة 

السيدات والسادة الحاضرون جميعًا. 

 

بإسمي ونيابة عن أخي صاحب المعالي الشيخ سلطان البركاني رئيس مجلس النواب الحاضر معنا والذي أوكل إلي شرف إلقاء الكلمة المشتركة لمجلسي النواب والشورى للجمهورية اليمنية، ونيابة عن زملائي أعضاء الوفدين من النواب والشورى، ناقلاً لكم تحيات فخامة الأخ الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، متمنيًا لكم النجاح في مؤتمركم الخامس للبرلمانيين العرب.

 

وبداية يطيب لي أن أعرب عن تقديري للأمانة العامة للبرلمان العربي ورئيسه الصديق العزيز الأخ عادل عبدالرحمن العسومي، لما يبذله وتبذله الأمانة العامة من جهود متواصلة سعيًا نحو منبرٍ برلمانيٍ عربيٍ يمثل رابطًا أخويًا قوميًا شورويًا يجمع ممثلي الأمة، ويسمح لهم بمناقشة قضايًا وأحوال الوطن العربي وشعوبه، متطلعين نحو غد أفضل، لأمة تعصف بها الأقدار، وتتناولتها الخطوب. 

 

وأجدها فرصة لأعبر عن بالغ شكري وتقديري للأشقاء في جمهورية مصر العربية أرض الكنانة، قيادة وشعبًا وحكومة على حسن الاستقبال ولتعاونهم في نجاح أعمال المؤتمر، إننا هنا نسجل اعتزازنا بحركة النهوض في مصر بقيادة رئيسها الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم استمعنا منه إلى كلمة هامة من فخامته حول الأمن الغذائي العربي وقضايا عرببة أخرى، والشكر موصول للسيد الدكتور أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، بيت العرب الجامع، لدعمهم للتجربة البرلمانية العربية.

 

أخاطبكم أيها الأشقاء وبلدي تعيش منذ فبراير العام الماضي حالة من اللَّاحرب واللَّاسلم، ذلك أن الحوثيين قد قبلوا بالهدنة شكلًا وتجاوزوها بممارسات إجرامية كلما عنَّ لهم ذلك عملًا، إختراقات على كل الجبهات، واعتداءً على أصحاب الرأي والمناهضين لسلطتهم، أو كلما أبدت إيران رغبة في تحريك ورقة اليمن ضدًا عن أمن المنطقة واستقرارها، إيران خطرٌ داهمٌ يهدد كيان الأمة، وسيبقى كذلك طالما تمكن الإيرانيون من اختراق النسيج الاجتماعي لأي مجتمع عربي.

 

أسباب كثيرة مكنَّت الحوثيون من تحشيد الأنصار خلفهم بخلفية أيدلوجية يكمن في أساسها ادعاءً خرافيًا باطلًا بحق إلهي في الحكم، يلعب المعتقد هنا دورًا سلبيًا، إذ يدفع الكثيرين من البسطاء إلى الانضواء تحت راياته، كما تفعل ذلك المعتقدات المتطرفة الأخرى في المنطقة، بل وفي العالم الإسلامي كله، إنه الإرهاب في صورته الأخرى في اليمن، المتشح برداء الدين، والمتدثر بالخرافة الأكثر تخلفًا في تراثنا العربي والإسلامي.

 

السيد الرئيس

السادة والسيدات 

تعددت مظاهر النكبة في اليمن، وحصل الحوثيين على فرصة للاستيلاء على العاصمة صنعاء في غفلة من أهلها، لكنهم خسروا معظم الأرض التي لازالت تحت سيطرة الشرعية وأغلبية السكان الذين منهم أربعة مليون نازح تقريبًا هربوا من صنعاء وما حولها إلى المحافظات الخاضعة للشرعية، هؤلاء يعيشون ظروف مأساوية قاسية وصعبة أكثر من غيرهم، فقدوا بيوتهم وأعمالهم وممتلكاتهم وفقد الكثيرون منهم أبناءهم وأقاربهم.

 

أن من أسباب إطالة أمد الحرب في اليمن هو تلك الميوعة التي اتسمت بها مواقف المجتمع الدولي إزاء الانقلاب الحوثي على الشرعية، وبسبب هذا الموقف اللاموقف ارتفع سقف المطالب الحوثية، وبعضها اتسم بالصلف، مع ازدياد حركة تهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين، حتى الانتهاكات التي تتسم بالفضاعة التي يرتكبها الحوثيين، لا تجد لها ما يكفي من رفض فيما يصدر عن المجتمع الدولي من مواقف إزاء اليمن. 

 

وللحقيقة فإنه لولا الدعم السخي للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وبمشاركة فعالة من الإمارات العربية المتحدة. وكل دول التحالف، وكذا الموقف العربي الشعبي والرسمي التضامني المساند لشعب اليمن، لحقق الحوثيون وإيران نصرًا ليس بالإمكان تجنب آثاره فيما بعد، إذ يبقى هناك بعدٌ قوميٌ وأمني لمعاركنا مع الحوثيين وإيران في اليمن. 

 

بالتأكيد أيها الساد الأفاضل نحن في مجلسي النواب والشورى نأمل بل ونسعى لتحقيق سلام دائم عادل وشامل يقوم على مرجعياته الوطنية المتفق عليها، وأعني بذلك ما تبقى من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الذي شارك الحوثيين في كل أعماله وصادقوا على ما نتج عنه، وقرار مجلس الأمن رقم ٢٢١٦. وإننا هنا لنؤكد أن الخروج على هذه المرجعيات يجعل الأزمة والصراع مفتوحًا على كل الاحتمالات. 

 

إننا في الغرفتين التشريعيتين (النواب والشورى) ندعم جهود المبعوثان الأممي والأمريكي، كما ندعم جهود أشقائنا في سلطنة عمان في سياق البحث عن سلام يخرج اليمن من أتون الصراع، ويحافظ عليه دولة موحدة، ونرى أن السلام ممكنًا لو قبل الحوثيون الجلوس على طاولة حوار ارتقى فيها المتحاورون إلى مستوى المصالح العليا لليمن، وأُخذ في الاعتبار أمن دول المنطقة وشعوبها.

 

السيد الرئيس 

السيدات والسادة 

في الظروف الراهنة من الخطأ ترك اليمن يعالج جراحه ويواجه انقساماته دون عون قومي عربي يعين اليمن واليمنيين في مواجهة الطموحات الإيرانية، صحيح أن المسؤولية الأولى تقع على اليمنيين، وهو أمر لاجدال فيه، لكن اليمن يتعرض لتدخل إيراني سافر، يسعى من خلاله الإيرانيون إلى تحقيق مزيد من المكاسب على حساب الأمن القومي للأمة.

 

هناك مشروعان في المنطقة يعملان بتناغم شديد وبأهداف تكاد تتطابق وإن اختلفت أدواتها، المشروع الإيراني والمشروع الإسرائيلي وكلاهما يسعى للسيطرة والنهب والاحتلال، وكلاهما يحظى ببعض الدعم الدولي الظاهر والمستتر، وللمشروعان مصلحة في استمرار تمزيق الأمة وتقسم جغرافيتها أو بقاء التضامن العربي في مستويات دنيا.

 

ولأننا في اليمن نعتقد بأنه لا خيار لدى الشعوب العربية سوى مزيد من التضامن والتعاون المثمر، فإننا في اليمن نقف مع كل جهد قومي لتعزيز التضامن العربي وتوسيع مجالاته على كل المستويات، وتجاوز تبايناته، فهذه الأمة لازال لديها قلب ينبض عروبة، وعقل يتطلع للمستقبل، نراه مشرقًا رغم قتامة الواقع. 

 

إن الدوحة التي استضافت كأس العالم، والبصرة التي احتضنت دورة الخليج العربي، في الأيام القليلة الماضية، لم تكونا مجرد فعاليتان رياضيتان، بل كانتا لحظتان منيرتان في سماء الأمة روحًا ووجدانًا، هناك استرجعت الأمه بعض ما فقدته من مشاعر الإخوة، أو بعض ما خسرته في صراع البقاء مع الآخرين.

 

نؤكد من جديد موقفنا الثابت قيادة وحكومة وشعبًا إزاء القضية الفلسطينية، القضية المركزية للأمة العربية، نحن مع الشعب الفلسطيني ومع خياراته الوطنية في مواجهة العدوان والاحتلال الاسرائيلي، حتى يستعيد حقوقه كاملة بما فيها حقه في العودة وحقه في إقامته دولته الوطنية المستقلة على أرضه، وعاصمتها القدس الشريف. 

 

وفي نفس الوقت لابد أن يصدر عن مؤتمرنا هذا بيانًا وموقفًا واضحًا منددًا بحادثة حرق القرآن الكريم، وبرعاية رسمية، إنها حالة من حالات سابقة تعرضت لها مقدساتنا الإسلامية، للأسف الشديد كلما ازددنا احترمًا لمقدسات الآخرين ازدادوا امتهانًا لمقدساتنا، وكلما ازددنا صمتًا، ازدادوا صلفًا. 

 

كما أرجو أن يتضمن بياننا موقفًا تضامنيًا مع الشعبين السوري والتركي لتعرضهما لكارثة الزلاال المدمرة في الأسبوع الماضي.

 

السيد الرئيس 

السيدات والسادة 

لاشك أننا مهمومين جميعًا بأزمة الغذاء في بلداننا العربية، فهي قضية ذات أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية، كما ذهبت إلى ذلك الوثيقة التي أمامنا، وبداية هناك جهدٌ قد بذل في هذه الوثيقة، يستحق الشكر والتقدير. وإن ما يمكن قوله ونحن نقف أمام إحدى تحديات العصر التي تواجه الأمة هو أن أزمة الغذاء المستفحلة في الوطن لا تُحل إلا في درجة متقدمة من التكامل والتضامن العربي. المصحوب بإرادة راسخة سعيًا نحو اهداف الأمة المشروعة، إن ما يصدق في مواجهة أزمة الغذاء في الوطن العربي يصدق في مواجهة القضايا المصيرية الأخرى.

 

إن انتاج الغذاء بوفرة ووصوله للمواطن العربي أمر يرتبط بعوامل عدة، أننا نكاد نُجمع أن لدينا في الوطن العربي من مصادر الماء والأرض والمال والخبرات ما يكفي لكي نحلم بمستقبل أفضل لشعوبنا العربية إذا ما تكاملت جهودنا القومية وعلى أمل ألا يعيش بيننا عربي يسعى لغذائه من خارج الوطن الكبير.

 

ومن المؤكد أنه كلما استمر عجزنا عن زيادة انتاج الغذاء بما يكفي حاجتنا كلما ازدادت الفجوة الغذائية اتساعًا، ومن الطبيعي أن يكون لشحة المياه العذبة في بلداننا أو في معظمها علاقة بذلك، كما أن ذلك يرتبط بقدرتنا على استخدام تقنيات الثورة الصناعية الحديثة. وبرغم التقدم الذي يحدث في بعض بلداننا لكن العالم لازال يشير إلى جغرافيتنا، ويمنحنا بحق وبدون حق صفة التخلف. 

 

كما إن تقنية انتاج مياه التحلية التي تتحكم بها دول المركز لابد أن تجد لها حلولًا وإحلالًا في الوطن، نحن أكثر شعوب الأرض حاجة لفتوحات واختراعات نوعية في مجال تكنولوجيا تحلية المياه، وحول ذلك لابد من اعتماد المزيد من الأموال لتطوير الأبحاث بهدف استحداث موارد مائية جديدة أو غير تقليدية. لابد من المزاحمة أو انتزاع الريادة في هذا الشأن. إذ تبدو لنا الحاجة لمصادر مياه جديدة على المدى المتوسط والبعيد قضية وجودية.

 

لندعو ونشجع قادتنا في قمتهم القادمة على التعامل مع هذه القضية بأقصى درجات الاهتمام، فلدينا جميعًا دون استثناء مصلحة عليا في إحداث تقدم جوهري في هذا الشأن. مذكرين إياهم أن ذلك هو الحد الأدنى من أية سياسات قومية تستهدف مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، إن لم يكن في مركزها.

 

في اليمن، أيها الإخوة الأعزاء أضعف الانقلاب الحوثي من قدرات اليمن الانتاجية، فانخفض الانتاج الزراعي بشقية النباتي والحيواني وكذلك السمكي، لقد تأثرت بذلك مداخيل الغالبية من المواطنين، بل انتقلت بعض الفئات  من حالة الكفاف لحالة الفقر المدقع، ضاعف من الأثر السلبي لأزمة الغذاء في اليمن جائحة كورونا، وأصبح وصول المواد الغذائية إلى الموانئ اليمنية بعد حرب أوكرانيا مشكلة قائمة بذاتها.

 

أننا هنا نحفظ جميلًا  لأشقائنا العرب في التحالف العربي بقيادة المملكة وكل العرب وأصدقاءنا من دول عديدة وبعض منظمات الأمم المتحدة لمساعداتهم الإغاثية الإنسانية التي خفَّفت من آلام الملايين من اليمنيين، هذه الآلام التي لا يمكن تصور نهاية لها إلا بسلام شامل وعادل، يحقق مصالح اليمنيين، ويحافظ على اليمن وطنًا موحدًا.

 

زميلي الشيخ سلطان البركاني وأنا وأعضاء وفدينا في الجمهورية اليمنية نكرر شكرنا لكم أخي العزيز رئيس البرلمان العربي، وذلك لجهودكم الطيبة المتواصلة المثابرة للتقدم بتجربة البرلمان العربي، أرجو أن تجد توصياتنا في شأن الأمن الغذائي العربي آذانًا صاغية، شكرًا جزيلًا لحسن إصغائكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

 

د. أحمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الشورى