الرئيسية - إقتصاد - روسيا تخفض إنتاجها النفطي في آذار/مارس والأسعار ترتفع
روسيا تخفض إنتاجها النفطي في آذار/مارس والأسعار ترتفع
الساعة 01:58 صباحاً (فرانس برس)

أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك الجمعة أن بلاده ستخفض إنتاجها من الخام ردا على العقوبات الغربية على قطاعها النفطي، ما تسبب بارتفاع أسعار في الأسواق العالمية.

وقال نوفاك "ستخفض روسيا بشكل طوعي الإنتاج بـ500 ألف برميل يوميا في آذار/مارس" ما يوازي حوالى 5% من إنتاجها اليومي، وفق ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية.

وأضاف "لن نبيع النفط إلى من يعتمدون بصورة مباشرة أو غير مباشرة مبادئ +سقف الأسعار+"، في إشارة إلى العقوبات الغربية على النفط الروسي.

وفرضت مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي وأستراليا منذ كانون الأول/ديسمبر حدا أقصى لأسعار صادرات النفط الخام الروسي، في عقوبة تشمل منذ بداية شباط/فبراير المنتجات النفطية المكررة أيضا.

والهدف من هذه العقوبات الحد من المداخيل النفطية التي قد تستخدمها روسيا لتمويل حربها في أوكرانيا، ولكن بدون التسبب بأزمة قد تؤدي إلى ارتفاع كبير في الأسعار وتفاقم بالتالي التضخم الحاد المسجل في جميع أنحاء العالم.

وروسيا هي ثاني أكبر منتج للنفط في العالم بعد السعودية، وتعتبر بالتالي طرفا أساسيا في السوق.

- الالتفاف على العقوبات -

وأدت بلبلة إمدادات الغاز الروسي لأوروبا بعد الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الطاقة، ما تسبب بالتضخم، لكن السوق النفطية لم تتكبد حتى الآن أضرارا كبرى إذ عمد الأوروبيون إلى إعادة تنظيم إمداداتهم.

وأوضح كارستن فريتش المحلل لدى مصرف "كومرتزبنك" أنه حتى دخول العقوبات الأخيرة حيز التنفيذ "كانت روسيا تنجح في تعويض خسارة مبيعاتها إلى الغرب بعقد صفقات مع آسيا وخصوصا الصين والهند".

لكن العقوبات الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ الأحد تشمل المنتجات النفطية المكررة الروسية التي كانت تصدَّر بصورة خاصة إلى أوروبا.

ولم يكن بإمكان المصدرين الروس تعويض خسائرهم من خلال ارتفاع الأسعار، إذ إن أسعار الخام تبقى دون مستوياتها قبل عام، أي قبل غزو أوكرانيا، وسط مخاوف من ركود اقتصادي عالمي.

غير أن إعلان خفض الإنتاج الروسي أعطى دفعا للأسعار، وخصوصا أن نقص الإنتاج الروسي في السوق قد لا تعوضه الدول النفطية الكبرى الأخرى.

وسجل سعر برنت بحر الشمال المرجعي في أوروبا ارتفاعا بلغ 2,4% عند الظهر في لندن محققا 86,60 دولارا للبرميل، فيما ازداد خام غرب تكساس الوسيط 2,41% إلى 79,93 دولارا.

- حلفاء أوبك بلاس -

وخوفا من أن يصل مستوردو النفط إلى شفير الركود، ما سيحد من الطلب وقد يتسبب بفائض نفطي في السوق، قررت منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفاؤها في أوبك بلاس خفض إنتاجها بمقدار مليوني برميل في اليوم.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قبل صدور إعلان موسكو الجمعة "جرت محادثات مع عدد من أعضاء أوبك بلاس"، التحالف الذي يضم دول أوبك الـ13 بقيادة السعودية وعشر دول منتجة من خارج الكارتيل بقيادة روسيا.

وأكد مندوبون عن دول أخرى أعضاء في أوبك بلاس لوكالة بلومبرغ أن بلدانهم لن تعوض خفض الإنتاج الروسي.

غير أن فكرة أن تكون روسيا اتخذت قرار خفض الإنتاج بصورة متعمدة لا تقنع الجميع، وقال جيوفاني ستاونوفو المحلل لدى "يو بي إس" "نعتبر أن القرار ليس طوعيا بالكامل وأن عوامل تتعلق بالسوق أرغمت روسيا على اتخاذه" وسط صعوبات في إيجاد مستوردين.

وأيا كان الدافع خلف قرار موسكو، تبقى النتيجة ارتفاعا في الأسعار قد يزداد حدة في رأي المحلل مع إعادة الصين فتح أسواقها بعد رفع قيودها الصحية، وما سينتج من ذلك من زيادة في الطلب.